يتأمل المؤمن في رسم بعض المفردات القرآنية ويطرأ على باله عدة أسئلة فقد تكون في:
ما أوجه قرائتها أو مامعناها أو كيف نبتدأ بها أو نقف عليها وهكذا..
ففي قراءة الأولى وجهان: قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (أصحابُ لَيْكَةَ)في(الشعراء)و(ص) بلام مفتوحة من غير همزة بعدها ولا ألف قبلها
مع فتح التاء والباقون بالألف واللام مع الهمزة وكسر التاء، والذي في(الحجر)و(ق) كذلك للجميع بقراءة واحدة.
ورد في الكشف لأبي محمد مكي القيسي: حجة من فتح(لَيْكَةَ)وقرأها بلام واحدة أنه جعله على وزن(فَعلة)اسماً معرفة للبلد،
فترك صرفه للتعريف والتأنيث،وحجة من أدخل الألف واللام أنه جعل(أيكة)اسماً نكرة لموضع فيه شجر ودَوْم، ثم أدخل عليه الألف واللام للتعريف.
قال النحاس في إعرابه:لاإختلاف في صرف الذي في(الحجر)وفي(ق)واختلفوا في الذي في(الشعراء)وفي(ص)
فقرأهما أهل المدينة بغير صرف وقرأهما أهل البصرة والكوفة كذينك، وهذا هو الحق؛ لأنه لافرق بينهن والقصة واحدة،
وإنما هذا كتكرير القصص في القرآن.
وأضاف: قول من قال: إن(ليكة)اسم للقرية وإن(الأيكة)اسم للبلد فغير معروف ولامشهور،
فأما احتجاج من احتج بالسواد وقال: لا أصرف اللتين في(الشعراء) و(ص) لأنهما في الخط بغير ألف فلا حجة له في ذلك
وإنما هذا على لغة من قال : جاءني صاحب زيد لَسْودُ ويريد الأسود، فألقى حركة الهمزة على اللام فتحركت اللام وسقطت ألف الوصل لتحركها وسقطت الهمزة لما ألقيت حركتها على ماقبلها وكذا لَيكَةَ.
لكن الفراء يذهب إلى أن كلمة(الأيكة) في كل القرآن تدل دلالة واحدة سواء من قرأها مفتوحة التاء أم قرأها بجرها،
فيقول: نرى أنها كتبت في هذين الموضعين على ترك الهمز فسقطت الألف لتحرك اللام فينبغي أن تكون القراءة فيها بالألف واللام لأنها موضع واحد في قول الفريقين والأيكة الغيضة.
وفي معجم مقاييس اللغة: أيك: أصل واحد وهو اجتماع شجر، قال الخليل: الأيكة غيضة تنبت السدر والأراك وقال أصحاب التفاسير: كانوا أصحاب شجر ملتف.
أما بخصوص الإبتداء بها في الموردين في سورة الشعراء/176((كذب أصحاب لْئَيْكَةِ المُرسَلين))
وفي ص/13((وثمودُ وقومُ لوطٍ وأصحابُ لْئَيْكَةِ)) فقد ابتدأت في الموردين ساكنة،
وبغض النظر عن صحة ابتدائها ولنجعله افتراضياً فهل يمكن الإبتداء بالساكن؟
قال البعض نبتدأ بتحريكها بالفتح، فإن كذلك وجب حذف الهمزة بعدها فتكون(لَيْكَة) قراءة بحجة أي بقراءة ابن كثير ونافع، وبدون ذلك لايجوز لنا أن نحركها ونقرأها اعتباطاً،
واستفسر البعض عن: هل يمكن أن نضيف ألف الوصل لها كي نبتدأ بها؟
أقول: هذا جائز ولكن لا علاقة له باختلاف القراءات؛ إنما هو من قبيل استعمال ألف الوصل للتخلص من الإبتداء بالساكن، والإبتداء هنا افتراضياً،
لكن دون أن يرسم قبلها مادام محذوفاً، إنما نأتي بهمزة الوصل في اللفظ كي نبتدأ بالكلمة ولا نرسمه في الخط..
تعليق