تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
من المؤكد أن آية التطهير المباركة تشمل فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ) ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )[1] ، وهذه الآية المباركة تدل على عصمة أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين ، فينقل مسلم في صحيحه : " خرج النبي صلى الله عليه و سلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً"[2] .
ومقتضى العصمة أن لا يترك المعصوم واجباً ولا يفعل حراماً .
وردُّ السلام من الواجبات فالمعصوم لا بد له من ردِّ السلام ، قال تعالى : ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً )[3] .
ولكن الزهراء سلام الله عليها لم ترد السلام على أبي بكر وعمر فينقل أبو قتيبة في الإمامة والسياسة :
" قال عمر لأبي بكر، رضي الله عنهما ، انطلق بنا إلى فاطمة ، فإنا قد أغضبناها، فانطلقا جميعاً، فاستأذنا على فاطمة ، فلم تأذن لهما ، فأتيا علياً فكلماه ، فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها ، حولت وجهها إلى الحائط ، فسلما عليها ، فلم ترد عليهما السلام ، فتكلم أبو بكر ... "[4]
لنرى من يجب ردّ السلام عليه ومن لايجب ؟
- أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا الأوزاعي ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : « حقّ المسلم على المسلم خمس : ردّ السلام ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس »[5] .
إذن لو كان أبو بكر وعمر مسلمين لردتِ المعصومة فاطمة الزهراء السلام ولكن !!!
وفي حديث آخر :
- أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمَ أَحَدُهُمْ فَإِنَّمَا يَقُولُ السَّامُ عَلَيْكَ قُلْ عَلَيْكَ »[6] .
إذن لو كان أبو بكر وعمر يهوديين لردتِ المعصومة فاطمة الزهراء السلام ولو بـ ( عليكَ ) ولكن !!!
فما الذي يكونان هذاين كافرين أم مشركين ؟ الحكم لكم .
وَآَخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ...
[1] . سورة الأحزاب : آية : 33 .
[2] . صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري ، ج 4 ، ص 1883 .
[3] . سورة النساء : آية : 86 .
[4] . الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة الدينوري ، ج 1 ، ص 23 .
[5] . صحيح ابن حبان ، ج 1 ، ص 472 .
[6] . سنن الدارمي ، عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بَهرام الدارمي التميمي ، ص 261 .
تعليق