
.. ان من جملة الابعاد والجوانب في حياة امير المؤمنين (عليه السلام) هو العلم ,
وقد ورد عن الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم)

فالعلم اللدني الذي كان عند ادم (عليه السلام) لم يكن علما اكتسابيا عاديا كما هو علمنا نحن البشر ,
فعلمنا محدود , ويخطئ مرة ويصيب مرة .
ولكن الله قد علّم العلم اللدني لادم (عليه السلام) حيث قال : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)
وقد اعطى الله سبحانه وتعالى هذا العلم الذي علمه لادم (عليه السلام) لامير المؤمنين (عليه السلام)
بل اكثر من ذلك ـــ فمن اراد ان ينظر الى ادم في علمه ـــ .
اذن فكما كان ادم (عليه السلام) يعلم الاسماء كلها فقد كان امير المؤمنين (عليه السلام) يعلم الاسماء كلها .
فماذا تعني تلك الاسماء ؟ ان (الاسماء) في بعض معانيها تعني العلوم كلها .
فما هو العلم ؟ .. علم الفقه , وعلم الاصول , وعلم الطب ... وغيرها) .
ان لكل علم مجموعة من الاسماء .
فما هو الفرق بين الفقيه وغيره ؟
ان الفقيه يعرف مجموعة من الاسماء كالواجب والحلال والحرام والاحكام الوضعية والاحكام التكليفية
هذه كلها مجموعة من الاسماء يملكها الفقيه , وبهذه الاسماء يتفوق على غيره .
وماهو الفرق بين الطبيب وغيره ؟
وكذلك الطبيب يملك مجموعة من الاسماء , اي مجموعة من المصطلحات يعرفها ويتعامل معها .
فاذا عرف انسان الاسماء كلها فماذا يعني هذا ؟
هذا يعني انه عرف العلوم كلها , واذا قال الله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)
فهو يعني ان ادم (عليه السلام) كان محيطا بجميع العلوم ,
واذا كان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يقول :
( من اراد ان ينظر الى ادم في علمه فلينظر الى علي بن ابي طال (عليه السلام)
فمعنى هذا ان علي بن ابي طالب (عليه السلام) كان يعلم العلوم كلها .
فهل يوجد انسان باستثناء المعصوم (عليه السلام) يعيش فوق الكرة الارضية يمكن ان يقول انا اعلم كل العلوم ؟!
بل هل يوجد من يدعي انه يعلم علما واحدا باكمله , ويقول : انا اعلم هذا العلم كله ؟!
بمعنى ان يقول طبيب مثلا : انا اعلم بعلم الطب بأجمعه ؟
ولكن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) كان يعلم الطب كله والفقه كله
والاصول كله , وجميع العلوم كلها .
انك لاتجد فقيها يتمكن ان يقول : انا اعلم بكل علم الفقه ,
ولكن امير المؤمنين (عليه السلام) كان يعلم الفقه كله .
انك لاتجد فيزيائيا يقول : انا اعلم الفيزياء كلها , ولكن عليا (عليه السلام) يعلم االفيزياء كلها .
ولذلك في أيّة مسالة وأيّة قضية , سياسية او اجتماعية او اقتصادية او فقهية او تفسيرية او حربية او غيرها
وفي اي بُعد من الابعاد كان الناس يرجعون الى امير المؤمنين (عليه السلام) .
وكان (عليه السلام) يجيب بلا تأمل , بمعنى يجيبهم فورا .
وينقل ان الثاني ابن الخطاب سأل الامام امير المؤمنين (عليه السلام) كيف تجيب بلا تأمل ؟!
فقال له الامام (عليه السلام) : كم هذا ؟ وأشار الى إليه بأصابع يده
فاجابه : خمسة .
فقال له لماذا لم تتأمل قبل الجواب ؟
فقال : هذا واضح ولا يحتاج الى تأمل .
فقال له امير المؤمنين (عليه السلام) : ان جميع المسائل واضحة لديّ كوضوح هذا عندك .
دمتـــــــم بخيـــــــر
تعليق