( ادعوني استجب لكم )
بعد ان فرغت من قراءة دعاء كميل ( عليه الرحمة ) المروي عن الامام علي ( عليه السلام ) في ليلة الجمعة المباركة وقد كانت أبنتي ( حنين ) جالسةً بجانبي تستمع الي فقالت لي : تقبل الله دعاؤك يا ابي , فأجبتها : تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال , ثم اردفت حنين قائلة : يا ابي اوليس سبحانه عليم خبير لا تخفى عليه خافية , قلت لها : نعم يا ابنتي , فقالت ( حنين ) : اذن لماذا نبتهل ونتضرع بالدعاء , فرددتُ عليها : لقد امرنا الله سبحانه بالدعاء اذ قال تعالى( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) وجعل الدعاء احد الطرق الموصلة لمرضاته تبارك اسمه والدعاء كما قال النبي الاقدس ( صلى الله عليه وآله ) ( الدعاء مخ العبادة ) و ( الدعاء سلاح المؤمن ) وان الله عز وجل يحب ان يسمع صوت عبده داعياً بخشوع وخضوع واستكانه وذُل في حضرته المُقدسة , حنين : اسمع من البعض انهم يدعون الله سبحانه فلا يستجيب لهم , قلت لها : لعل في تأخير اجابة الدعاء مصلحة للعبد وكما ورد في دعاء المعصوم ( .. ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور ... ) او قد لا يكون تحقيق الدعاء فيه مصلحة للعبد الذي قد يكون قاصراً عن معرفة صلاحه . حنين : يا ابي اعطني مثالاً على ذلك ؟ قلت لها : قد يدعو الداعِ بأن يُرزق الكثير من المال فأن اتاهُ الله كثرة المال فقد تخرجهُ الى الطغيان لقوله تعالى ( ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى )
( حنين ) : وهل هنالك اوقات واماكن مفضلة للدعاء ؟
قلت لها : نعم ومنها وقت السَحر ونزول الغيث وبين الاذان والاقامة ومن الاماكن المشاهد والاضرحة المشرفة للنبي وآله ( صلى الله عليهم اجمعين )
حنين : وبماذا نتوسل يا ابي في دعاؤنا ؟
فرددت عليها : نتوسل بـ محمد وآل محمد لقوله عز من قائل ( .. وابتغوا اليه الوسيلة ) فهم وسيلتنا الى الله تعالى .. اللهم صلِ عِلى محمد وآل محمد .
بقلم / خالد غانم الطائي
تعليق