تويت
أترقب خطواتك
حيدر عاشور العبيدي
أترقب خطواتك مسحورا وخيالي يزحزح الأكمة المغلقة وعقلي يمزقها ،وألم يتوسد رأسي.. وروحي حيثما اجتمع القلب تسأل ..في أي ساعة ستظهر وتشق صمت الظلام وتنتصر على الظلم وتبسط العدل وتورد في ضوء القدر حقيقة علامات الظهور لتسقي من بئر علومك أزاهير وفاء محبيكم والسائرين على خطاكم؟!.
أترقب خطواتك وعيناي في الاغماضة تنهض وتحلم بالنور القوي يزيح السهاد عنها وعن جسدي الثقيل ..والصمت يستطلع فيّ حفيف الموت : لم يرني احد ،لم أر في احد ،تغيب صوتي، وبطئت سرعتي والخطر يداهمني من كل الاتجاهات كأنني انتظر سهما يقتلني في خلاء، وما يرف في صمت يبصر ويهلك وهو ميت...ويسال لماذا يموت فقراء المؤمنين من محبيك ذبحا وأيديهم للسماء تناجي العزة راضية؟! تأتي الإجابة بوحي الروح...
-الله يختار من يريد مخضب بدمه ..! وهذه إرادة لا يمكن الجدال فيها، سبقت حكمته مشيئته فتخضب من قبل الأنبياء وذبح علنا سيد الشهداء ..وتدور الحياة وتعيد نفسها في زائريه من الأتقياء.
أترقب خطواتك والضوء اقصر وخطواتي إليك اقل ..واعترف انني في مدينتك أكون الصمت لأضاهي ما أنفت نظرتي، وليس في وسعي أن أرسل بصري ابعد فقابليتي توقفت عند حدود حبك وأرسيت في مرسى أبوابك وتحجر لساني بهواك ولا شان لي غير ان أقص عليك ما يفيض في صدري وأنا أنصت أمام محرابك لأسمعك وأتقلب وانهض وأعيد عليك كل يوم ما جرى لي من شدة أهوال، وأنا بعيد عنك سنين طوال... اسمح لي أن ابكي في حضرتك كل صباح حتى تراني وأسمعك وأطلق أسئلتي وحيرتي عليك باطمئنان:
لماذا رب السماوات والأرض أجمعين يحب أن يدخل جنته عاشقيك وعارفي حقك ومواليك وزائريك مضرجين بالدماء ؟!...
-تراودني الإجابة باطمئنان ان الحياة بفعلها لا تخلق الصالحين بل هم يخلقون ليبحثون عن باب الخلق ليكونوا مع الصالحين ،ولان الحياة وأفعالها لا يكتمل بها الإصلاح لغواية الشياطين ،فكان الذبح في حب الله عبادة وصك غفران وضمان أكيد للجنان... أبصرت أنت سيدي الحق بيقين ،وأيقنت ان دمك الطاهر الذي سال يوم الطف هو باب الجنان فتعاقب الأحرار من خلفك يقتلون ليكونوا بقربك... وتعيد الحياة ورثة الذباحين وقاطعي الرؤوس والآلاف يا سيدي يا غريب كربلاء تسير الآن على خطاك غير (آبهة) (بالموت) ،عارفين بأنك فوق الألم ، بل أنت صورته ونظرته ويداه.
أترقب خطواتك الى ابعد من هذا الصمت وأبناؤك على الموت أرجلهم لا تمل والموت يرسل شرائطه وهم يسيرون على خطاك ..بمعنى إنا نحب في حدود طفك، وجراحنا تنزف من صدورنا من اجل فك اسر الأرض ونقاوم الذبح ونتشبث بالنصر وننقش (الحرف) الأول لحكومتك لتعلن ضوءها للعالم من كربلائك.
تعليق