بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطاهرين :ان المرأة لها دور كبير في الاسلام ولهذا أسند إليها وظيفة من أهم الوظائف في الكون ومما هو معروف وبديهي أن الأدوار التربوية المناطة بالأم لها أهميتها من كونها هي لاصل العمل الفطري الذي يجب أن تتصدى له المرأة المسلمه بل وغيرها وهذا يعني ضرورة سعي الأم إلى القيام بدورها بشكل يحصد نتائجه التي يرجوها المجتمع، وهذا يعني ضرورة ان تستعد المرأة الأم لأداء هذا العمل و الدور الفعال والمهم ومن هنا فان علماء التربية الإسلامية اكدوا على جعل واعداد المرأة لكي تمارس وضيفتها العمليه بل وانتقائها قبل إنجاب الأولاد، مؤكدين على حقيقة أن تربية النشء تحدث قبل ولادتهم باختيار الأمهات.ولهذا بعضهم يقول لأولاده
يا بَنيَّ! لا يحملنكم جمال النساء عن صراحة النسب؛ فإن المناكح الكريمة مَدْرَجةٌ للشرف".
وقال أبو الأسود الدؤلي لبنيه
قد أحسنتُ إليكم صغارًا وكبارًا، وقبل أن تولدوا. قالوا: وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال: اخترت لكم من الأمهات من لا تُسَبُّون بها".
ولهذا فإن من أول حقوق الولد على والده أن يختار له الأم المؤمنة الكريمة، ذات الهدف من الحياة، التي تحسن تربيته، وتقوم على شؤونه، وتتعاهد دينه وعقيدته؛ لأن الطفل والطفلة ينتقل إليهما كثير من صفات أمهما النفسية والخلقية، بل يمتد هذا التأثير مدى الحياة.والخطوة الأهم في حياة الأم هي تربية الطفل، ولكن ليست أي أم، وإنما الأم التي تشعر وتلمس أهمية التربية ودورها في صناعة التاريخ، وهنا ترتبط الأم بولدها بأقوى علاقة ورابطة وهي رابطة التعليم، ومنها تستطيع أن تنجح في تلقين التراث الثقافي للجيل الجديد وتهيئته للحياة المستقبلية.ولكي تقوم الأم بهذه المهمة يجب أن تنتبه إلى كل ما تلقنه لطفلها، وخصوصًا في سنيّ حياته الأولى؛ لذا يجب مراعاة الدقة والتعمق الكافيين في تربية الطفل.
أكثر ما يتعلمه الطفل على مدى سني الطفولة، والتي يقضي معظمها في البيت من آداب وعادات، بواسطة النظر واللمس، ومسك الأشياء والاستفادة منها، والجلوس والقيام والمشي والكلام، بمعنى أن الأم لا تعلم الطفل بلسانها فقط، وإنما يقتبس الطفل تجسم الحياة بما يشاهده من حركاتها وسلوكها.
يجب أن يتعلم الطفل في البيت أصول الحياة الفردية والاجتماعية، والتي لا يمكن له بالطبع أن يتعلمها من خارجه
مثل أصول المعاشرة مع الناس، بمعنى أصول احترام الآخرين وحسن الخلق،
أصول التخاطب والكلام وعدم المشاكسة،
والنظافة الشخصية، وآداب النوم، والجلوس مع الناس، والهمة العالية، وعدم الاتكالية.
لذا على الأم أن تبذر بذور الرحمة، وتحيي الأمل في قلب طفلها، وتعلمه أن اليأس من رحمة الله وعفوه هو من الكبائر.
إن من نتائج إدراك الأم لأهمية التربية، أن تسعى لزيادة خبرتها التربوية والارتقاء بها، ويمكن أن يتم ذلك من خلال مجالات عدة، منها:
1- القراءة، فمن الضروري أن تعتني الأم بالقراءة في الكتب التربوية، وتفرغ جزءًا من وقتها لاقتنائها والقراءة فيها.
2-استثمار اللقاءات العائلية، من خلال النقاش فيها عن أمور التربية، والاستفادة من آراء الأمهات الأخريات وتجاربهن في التربية.
3- الاستفادة من التجارب: إن من أهم ما يزيد الخبرة التربوية الاستفادة من التجارب والأخطاء التي تمر بالشخص، فالأخطاء التي وقعتِ فيها مع الطفل الأول، تتجنبينها مع الطفل الثاني، والأخطاء التي وقعتِ فيها مع الطفل الثاني تتجنبينها مع الطفل الثالث، وهكذا تشعرين أنك ما دمت تتعاملين مع الأطفال، فأنت في رقي وتطور.
منقول بتصرف .
تعليق