
الصبر على طاعة الله .
الصبر عن معصية الله . الصبر عن المحن والمصائب .
المراد بالصبر على الطاعة : الصبر على أداء العبادات والطاعات التي فرضها الله سبحانه على عباده المسلمين ؛ لأن النفس بطبعها تنفر عن العبودية وتشتهي الربوبية
وذلك لثقل أداء العبادات ولا سيما عند تسلط الشيطان وغلبة الهوى وحب الركون إلى الراحة والخمول والكسل ، فمن العبادات ما يثقل على النفس أداؤها بسبب الكسل كالصلاة ، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسبب البخل كالزكاة ، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسببهما معا ، كالحج والجهاد ، فالصبر على الطاعة صبر على الشدائد ، وحاجة المسلم إلى هذا النوع من الصبر لا شك حاجة ماسة . وفيه جاء قوله جل شأنه خطابا لرسوله صلى الله عليه وسلم :
وذلك لثقل أداء العبادات ولا سيما عند تسلط الشيطان وغلبة الهوى وحب الركون إلى الراحة والخمول والكسل ، فمن العبادات ما يثقل على النفس أداؤها بسبب الكسل كالصلاة ، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسبب البخل كالزكاة ، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسببهما معا ، كالحج والجهاد ، فالصبر على الطاعة صبر على الشدائد ، وحاجة المسلم إلى هذا النوع من الصبر لا شك حاجة ماسة . وفيه جاء قوله جل شأنه خطابا لرسوله صلى الله عليه وسلم :
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا |
وقد استخدم القرآن هنا صيغة الافتعال من الصبر (اصطبر) مكان الصيغة المعتادة (اصبر) ،
لأن الافتعال يدل على المبالغة في الفعل ، فزيادة المبنى تدل في العادة على زيادة المعنى ، وما ذاك إلا لأن الطريق إلى طاعة الله مليئة بالمعوقات من داخل النفس ومن خارجها
يقول أبو الحسن الماوردي : الصبر على امتثال ما أمر الله تعالى به ، والانتهاء عما نهى الله عنه تخلص به الطاعة ، وبخلوص الطاعة يصح الدين ، وتؤدى الفروض ، ويستحق الثواب ... ،
وليس لمن قل صبره على طاعة حـظ من بر ، ولا نصيب من صلاح . ومن لم ير لنفسه صبرا يكسبها ثوابا ويدفع عنها عقابا كان مع سوء الاختيار بعيدا من الرشاد ، حقيقا بالضلال ... وهذا النوع من الصبر إنما يكون لفرط الجزع ، وشدة الخوف ، فإن من خاف الله عز وجل صبر على طاعته ، ومن جزع من عقابه وقف عند أوامره
وليس لمن قل صبره على طاعة حـظ من بر ، ولا نصيب من صلاح . ومن لم ير لنفسه صبرا يكسبها ثوابا ويدفع عنها عقابا كان مع سوء الاختيار بعيدا من الرشاد ، حقيقا بالضلال ... وهذا النوع من الصبر إنما يكون لفرط الجزع ، وشدة الخوف ، فإن من خاف الله عز وجل صبر على طاعته ، ومن جزع من عقابه وقف عند أوامره
وقد قص لنا القرآن الكريم قصة عجيبة تمثل نموذجا فريدا للصبر على الطاعة ، وهي قصة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ، فقد رأى خليل الرحمن إبراهيم (على نبينا وعليه السلام )في المنام أنه يذبح إسماعيل
ـ ورؤيا الأنبياء وحي - ففهم الإشارة وعرف المراد ، فجاء بابنه المطلوب وعرض عليه الأمر قائلا |
( قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى)
فما الموقف الذي اتخذه الفتى إسماعيل وقد طلب منه تقديم عنقه للسكين ، بعد أن اشتد ساعده وصلب عوده ونضر شبابه ؟!! لقد تمثل موقفه عليه السلام بجملتين قالهما لأبيه خلدتاه في سجل الأنبياء الصابرين ، وجعلتا منه قدوة للمؤمنين الصالحين :
قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
وصدق العمل القول ، وأسلم الوالد ولده ، وأسلم الولد عنقه ، وتله أبوه للجبين ، وتهيأ للذبح بالسكين . وهنا كان الابتلاء قد بلغ غايته ، وحقق ثمرته ، حيث نفذ الوالد وولده ما أمرهما الله به دون تردد أو ارتياب ، ونجحا في الامتحان ، فلا غرو أن جاءت البشرى من السماء بقوله تعالى :
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ
فما الموقف الذي اتخذه الفتى إسماعيل وقد طلب منه تقديم عنقه للسكين ، بعد أن اشتد ساعده وصلب عوده ونضر شبابه ؟!! لقد تمثل موقفه عليه السلام بجملتين قالهما لأبيه خلدتاه في سجل الأنبياء الصابرين ، وجعلتا منه قدوة للمؤمنين الصالحين :
قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
وصدق العمل القول ، وأسلم الوالد ولده ، وأسلم الولد عنقه ، وتله أبوه للجبين ، وتهيأ للذبح بالسكين . وهنا كان الابتلاء قد بلغ غايته ، وحقق ثمرته ، حيث نفذ الوالد وولده ما أمرهما الله به دون تردد أو ارتياب ، ونجحا في الامتحان ، فلا غرو أن جاءت البشرى من السماء بقوله تعالى :
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ
وقد كـان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو واهل بيته وقدوة في صبرهم على طاعة الله ،
وضربوا لنا أمثلاً عاليتا في جهاده لأعداء وطاعة الله
ففي ليلة عاشوراء التي حَفلت بعظيمِ المكاره والمصائب والأرزاء ، والتي لا يُعهد لها مثيل في تاريخ البشرية ، نرىٰ وقد برزَ الصبرُ فيها ، وصار أحدَ سِماتها ، وصفةً قد تحلىٰ بها أصحابُها ، حتىٰ أصبحَ كلُ واحد منهم كالجبل الأصم لا تهزه العواصف و مِنْ بينهم سيدُ شباب أهل الجنة ـ صلوات الله عليه ـ الذي كُلما ازداد الموقف شدةً ازداد صبراً و إشراقةً.
يقول الأربلي : شجاعةُ الحسين عليه السلام يُضربُ بها المثل ، وَ صبرُه في مأقط الحرب أعجزَ والاواخر الأوائلَ والأواخر
وكما قيل : إن في بشاشة وَجه الرئيس أثراً كبيراً في قوُة آمال الأتباع و نشاط أعصابهم ، فكان أصحابه كلما نظروا إليه عليه السلام ازدادوا نَشاطاً و صمُوداً ، هَذا مع ما هو فيه ـ صلوات الله عليه ـ من البلاء العظيم والخطب الجسيم في ليلة لم تمر عليه بأعَظمَ منها ، حيث يرَى الأعداءَ قد اجتمعوا لقتاله و قتال أهل بيته ، و هو يَرىٰ أهلهَ يرقبونَ نزولَ البلاء العظيم مع ما هُم فيه من العطش الشديد ، بلا زادٍ ولا ماء حتىٰ ذَبُلت شِفاهُهُم و غارت عيونُهم ، و بُحّت أصواتهم ، و ذعُرتْ أطفالهم ، وارتاعت قلوبهم ، في وَجَل شديد علىٰ فراق الأحبة وفقد الأعزة ، و مَنْ يرىٰ ذلك كيف لا ينهار ولا يضعُف ولا تقل عزيمته و هو يرىٰ ما يَبعثُ على الالم و يُحطِّم القُوىٰ !!
هذا كله كان صبراً على طاعة الله
عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : اذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيقال : من أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل الصبر فيقال لهم : على ما صبرتم ؟ فيقولون : كنا نصبر على طاعة الله ، ونصبر عن معاصي الله ، فيقول الله عزّ وجلّ : صدقوا أدخلوهم الجنة ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
وضربوا لنا أمثلاً عاليتا في جهاده لأعداء وطاعة الله
ففي ليلة عاشوراء التي حَفلت بعظيمِ المكاره والمصائب والأرزاء ، والتي لا يُعهد لها مثيل في تاريخ البشرية ، نرىٰ وقد برزَ الصبرُ فيها ، وصار أحدَ سِماتها ، وصفةً قد تحلىٰ بها أصحابُها ، حتىٰ أصبحَ كلُ واحد منهم كالجبل الأصم لا تهزه العواصف و مِنْ بينهم سيدُ شباب أهل الجنة ـ صلوات الله عليه ـ الذي كُلما ازداد الموقف شدةً ازداد صبراً و إشراقةً.
يقول الأربلي : شجاعةُ الحسين عليه السلام يُضربُ بها المثل ، وَ صبرُه في مأقط الحرب أعجزَ والاواخر الأوائلَ والأواخر
وكما قيل : إن في بشاشة وَجه الرئيس أثراً كبيراً في قوُة آمال الأتباع و نشاط أعصابهم ، فكان أصحابه كلما نظروا إليه عليه السلام ازدادوا نَشاطاً و صمُوداً ، هَذا مع ما هو فيه ـ صلوات الله عليه ـ من البلاء العظيم والخطب الجسيم في ليلة لم تمر عليه بأعَظمَ منها ، حيث يرَى الأعداءَ قد اجتمعوا لقتاله و قتال أهل بيته ، و هو يَرىٰ أهلهَ يرقبونَ نزولَ البلاء العظيم مع ما هُم فيه من العطش الشديد ، بلا زادٍ ولا ماء حتىٰ ذَبُلت شِفاهُهُم و غارت عيونُهم ، و بُحّت أصواتهم ، و ذعُرتْ أطفالهم ، وارتاعت قلوبهم ، في وَجَل شديد علىٰ فراق الأحبة وفقد الأعزة ، و مَنْ يرىٰ ذلك كيف لا ينهار ولا يضعُف ولا تقل عزيمته و هو يرىٰ ما يَبعثُ على الالم و يُحطِّم القُوىٰ !!
هذا كله كان صبراً على طاعة الله
عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : اذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيقال : من أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل الصبر فيقال لهم : على ما صبرتم ؟ فيقولون : كنا نصبر على طاعة الله ، ونصبر عن معاصي الله ، فيقول الله عزّ وجلّ : صدقوا أدخلوهم الجنة ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
تعليق