يحلم أحفاد الدم أن ينالوا من جنة أنت سيدها
حيدر عاشور العبيدي
ضع عينيك بين يديك واكتم الصوت وابدأ بالاختبار وترقب المعمد بالحراب ،خاطب دمك ،خط لموت واحد مأسورا بحبه، استوقف حاضرك وانزل بين صفحات ماضيك والتقي بالتاريخ وانفخ في صرحك، قل لهذا التاريخ أن يحكي ويفضح القتلة ،أسئل عن مشهد المخيم كيف جاؤوا بعد أن فاضت روحه الزكية لبارئها، ورفع رأسه علنا على القنا ولم يستثنوا صرخة كتبت أوجاعها على الزمان.
اليوم العالم ينقاد اليه وترفع في ملكوته رايات كل البلدان تحييه،ترثيه وتعلم انه العطش السري يكتب فجعا بكلمات لم تصرخ بعد وإشارات الهجرة إليه تهدم خوف الزمن الدائر ويتهجى التاريخ من ثقب الأتي أفعالا يقرأ صوت القادمين .
حددوا الجرح، وحملوا أرضه بالأضواء يحتكمون يمازجون بينه وبين ثورات سمعوها وتناولتها كتب التاريخ المثقوب ،فاستدارت بهم الأرض ودارت ومازالت تدور بهم، يعرفون وينحرفون واغلبهم غافلون إلا من حددوا الجرح ،وأغلقوا ذلك الثقب الأعور من عين التاريخ واجتمعت عيونهم واكفهم سرا وجهرا ،واتوا من كل فج يحجون في ارض ارتوت من دمه الطاهر وحملت جسده ليعلوا في مكانه منارة التكبير الإلهي وتحته روضة من رياض الجنة وفي كل زاوية من كربلائه أصوات، ورايات جزعه تطوف مدينته ليلا ونهارا تتوحد وتقوى حتى فاجأها حد سموه الموت لصيقا بالشهادة ،لا تستوقفهم الريح الصفراء (بدواعش) بديلة عن يزيد تحفر الموت بإبرة، ويزرعون الفتنة والماء خير شاهد لتشابه الزمن والمكان...لك البقاء الخالد يا رمز الإسلام وضوء الجنان، عجبا كيف يندثرون ويلعنون،وأنت تعلو ويطوف حولك ما لانهاية من العاشقين.
حان الوقت فجاءت كربلاء تعبر من طفها على تعب تتوهج فيها الدماء قناديل جديدة تنير طريق ما بدأت ..وتحن الى ماض وترسم المستقبل بمسيرة الدم الذي انتصر على السيف ليعيد نصاب الخارجين عليه ومنتهكين حرمته من صلب احمد وال تراب...تسربت أفواجكم وارتجفت الأوداج نحو مركب المخلد للنجاة وافتتحت الأبواب ولاح النور وتجمهره الوفود واختلفت اللغات والغريب إنها تحفر اسمك في القلوب بلغة القران وتعلو أصواتهم بلا توقف، وهم يحملون قضية واحدة .
افتح عينيك وتسامى في رحابه وارسم حزنك الأبدي بين أبوابه وأغلق كل صفحات التاريخ واكتب من جديد سيرة قاتلين يتجددون لقتله وعارفون حقه،هل سيذبح من جديد هل ستنادي أرضه هل من مغيث؟؟؟...أكيد يحلمون أحفاد الدم ،وأنت كن واقعيا واشهر قلمك وافضح جرذان الحقد قبل أن توطئ ارض الجنة
تعليق