تويت
كان المتوكل العباسي معروفاً بنصبه وعدائه لأبناء علي (عليه السلام) وانه قد خرب قبر الامام الحسين (عليه السلام) سبعة عشر مرة،
وكان السادات والعلويون في خلافة المتوكل يعيشون الضيم والعذاب ، ودامت هذه الحالة حتى سنة 247 من الهجرة حيث هلك فيها
المتوكل وقام المنتصر مقامه .
وكان المنتصر على عكس أبيه رؤوفاً بأهل البيت عطوفاً على العلويين ، محسناً إلى آل أبي طالب ، ولا يسيء إليهم بشيء ، ولم يمنع
أحداً من زيارة قبر سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) ورد فدك إلى أولاد الحسن والحسين (عليه السلام) . وبعث بأموال إلى
السادات العلويين في المدينة توزع بينهم .روي عن سبب قتل المتوكل : انه كان يعادي علياً ويتجاسر عليه . ففي يوم كعادته تجاسر
على الامام علي (عليه السلام) وكان ابنه المنتصر حاضراً ، فلما سمع مقالة أبيه في علي (عليه السلام) غضب وتغير لونه .
فسبه المتوكل وشتمه . فكتم المنتصر البغض لأبيه وقرر قتله وشاور في هذه الأمر أبي عبيدة . فقال المعلم : قتل الساب
لعلي (عليه السلام) واجب ، ولكن اعلم ان الذي يقتل أباه يقصر عمره. ولكن المنتصر قد قرر قتل أبيه وعين بعض غلمانه الخاصين
به لهذا الأمر فلما جن الليل وكان المتوكل سامراً في شر الخمر مع بعض ندماءه في قصره ولما سكر . فدخل البغاء الصغير
وأرخص للندماء بالذهاب . فخرجوا إلا الفتح بن خاقان .
فدخل الغلمان الموكلين بقتل المتوكل شاهرين سيوفهم وهجموا على المتوكل ، فلما رآهم الفتح بن خاقان صاح بهم : ويلكم أتريدون قتل
الخليفة ؟ ثم ألقى نفسه على المتوكل ، ولكن الغلمان هجموا عليهما وقتلوهما ثم خرجوا من القصر وذهبوا إلى المنتصر
وسلموا عليه بالخلافة .
ولما قام المنتصر مقام أبيه كان له خمسة وعشرين عام .
قال محمد بن سهل : لما رأيت السباط تحت أقدام المنتصر حينما كان خليفة رأيت صوراً السلاطين وملوك منقوشة على السباط
وقد كتب اسم كل واحد تحتها بالفارسية وكنت عالماً باللغة الفارسية ، وكان في الجانب الأيمن من السباط صورة لأحد الملوك وعلى رأسه تاج وتراه
كأنه يتكلم وقرات الخط الذي كان مكتوباً أسفله (هذه صورة شيرويه قاتل أبيه الذي لم يحكم إلا ستة أشهر ثم نظرت إلى صورة في الطرف
الأيسر من السباط وكان مكتوباً أسفله : هذه صورة يزيد بن الوليد بن عبد الملك الذي قتل ابن عمه الوليد بن يزيد بن عبد الملك
الذي لم يملك إلا ستة أشهر أيضاً .
فلما رأيت هاتين الصورتين وأن المنتصر قد قتل والده فتعجبت وخطر في ذهني لعل لم يكن حكم المنتصر مثلهما وتكون مدته ستة أشهر
ولكن صار ما صار ولم يحكم إلا ستة أشهر .
*****************
