بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
صور ونماذج من غيرة عائشة .. ( الجزء الثاني )
تحدثنا في الجزء الأول عن نماذج من غيرة عائشة مع نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي هذا الجزء سوف نتحدث عن غيرتها من السيدة خديجة رضوان الله تعالى عليها رغم أن عائشة تزوجت بالنبي صلى الله عليه وآله بعد وفاة السيدة خديجة .
فقد تعدى أمر غيرتها وذاع ، حيث كانت تغار من السيدة خديجة عليها السلام وهي ميتة فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده من ج 51 ص 211 قال : ((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَدِيجَةَ فَأَطْنَبَ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهَا فَأَدْرَكَنِي مَا يُدْرِكُ النِّسَاءَ مِنْ الْغَيْرَةِ فَقُلْتُ لَقَدْ أَعْقَبَكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ قَالَتْ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيُّرًا لَمْ أَرَهُ تَغَيَّرَ عِنْدَ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ أَوْ عِنْدَ الْمَخِيلَةِ حَتَّى يَعْلَمَ رَحْمَةٌ أَوْ عَذَابٌ )) .
وهذه الغيرة مما تعج بها كتب الحديث وكتب التاريخ وكتب السيرة ، فقد ورد أيضاً في كتاب المعجم الوسيط . الجزء 23 ص 13، قالت عائشة : [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذكر خديجة لم يكن يسأم من ثناء عليها والاستغفار لها فذكرها ذات يوم واحتملتني الغيرة إلى أن قلت : قد عوضك الله من كبيرة السن قالت : فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم غضب غضبا سقط في جلدي فقلت في نفسي : اللهم إنك أن أذهبت عني غضب رسول الله صلى الله عليه و سلم لم أذكرها بسوء ما بقيت فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي قد لقيت قال : ( كيف قلت ؟ والله لقد آمنت لي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس ورزقت مني الولد إذ حرمتيه مني ) فغدا بها علي وراح شهرا ] .
ولمن أراد أن يتأمل في كتب التاريخ وكتب الحديث فإنه سوف يجد المزيد من هذه الأحاديث وغيرها عن غيرة عائشة .
والسؤال الذي نريد أن نسأله هو : كيف يجعل الله الحق للزوج أن يتزوج بأكثر من امرأة ، ومع ذلك يكون أمر غيرة المرأة أمراً فطرياً كما يحلو للبعض أن يصرح بذلك ؟ ، ألا يتعارض هذا مع حكمة الله تعالى وهو الحكيم .
ونساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم هن خير من يجب عليه أن يقتدي بالشرع الكريم وخير من يجب أن تعرف قيمة زوجها وصلاحه وعظيم شأنه وأنه لا يمكن أن يصدر منه الظلم باي حال من الأحوال ، سواء كانت هي فقط بذمته أي زوجة واحدة أو زوجات متعددات فإنه سيكون بنفس الخلق وبنفس التصرف اللائق بحقه كنبي وكخاتم النبيين وكما وصفه القرآن الكريم بأنه على خلق عظيم .
وفق الله نسائنا المؤمنات لرؤية الحق حقاً .. ووفق الله المؤمنات لكل ما فيه الخير والصلاح .. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين محمد وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا ..
تعليق