إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معنى الولي في اية الولاية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معنى الولي في اية الولاية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد واله الطاهرين
    قال تعالى
    ((انما وليكم الله ورسوله والذين امنواالذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاةوهم راكعون ))
    (المائدة/55)
    لبيان معنى مفردة الولي في الاية الكريمة نقول :
    معنى (( الولي )) في كتب اللغة:

    نتعرض لمعنى الولي في كتب اللغة ثم المعنى المراد منه في الاية .
    في كتب اللغة مثل «مفردات القرآن» و «لسان العرب» وردت معان عديدة للفظ الوليّ و يمكن الإشارة هنا إلی بعضها مثل «الصهر، الصديق، وليّ أمر، الناصر والمحب والحليف، والجار، والتابع، والمعتق، والمطيع يقال: المؤمن ولي الله، والمطر يسقط بعد المطر، والولي ضد العدو، والناصر والمتولي لأمور العالم والخلائق، ويقال للقيِّم على اليتيم الولي، وللأمير الوالي. قال الراغب الأصفهاني: الولاء والتوالي يطلق على القرب من حيث المكان ومن حيث النسب ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة، ومن حيث النصرة، ومن حيث الاعتقاد، والولاية النصرة، والولاية تولي الأمر.. والوَليُّ والموْلى يستعملان في ذلك كل واحد منهما يقال في معنى الفاعل أي الموُاِلي وفي معنى المفعول أي المُوالَى: يقال للمؤمن هو ولي الله، ويقال الله ولي المؤمنين.




    ((معنى الولي في الاية ))

    قد جاءت بعض المعاني المذكورة انفا شرحاً للفظ "الوليّ" المستعمل في آيات أخری سوی هذه الأية من القرآن. خلا أنّها في هذه الأية لا تعدّ کثيراً من هذه المعاني تعبيراً صحيحاً عن لفظ الوليّ إذا ما حاولنا تفسيرها بها. و کذلک الأمر بالنسبة إلی آيات الأخری في القرآن الکريم.واختار المفسرون من معان الولي :

    1-الصديق
    2- الناصر
    3- الأولی بالأمر أو مستحق بالتصرف
    و إذا لاحظنا هذين المعنیين ( الصديق والناصر ) يكون معنی الأية كما يلي: إنّما صديقکم و ناصركم الله و رسوله و الذين أمنوا الذين يؤتون الزكاة حال ركوعهم في الصلاة. قلنا أنفاً بأنّ لفظ «إنّما» أداة حصر و حينئذ عندما نأخذها بنظر الإعتبار هنا و نضمّ إلیها معنی الصديق و الناصر تكون النتيجة هكذا: ليس لنا من صديق و ناصر إلّا الله و رسوله و الذين يعطون الزكاة حال ركوعهم في الصلاة، و بالتوجه إلی هذا المعنی، فليس لنا بعد ذلك صديق و لا ناصر، و لانستطيع التعبير عن أحد بصديقنا أو ناصرنا، و لا يمكن أن نطلق علی من لم يعط الزكاة في حال الركوع صديقاً او ناصراً.
    و هذان المعنیان يتناقضان مع سائر الأيات في القرآن الكريم:
    «و إن استنصروكم في الدين فعلیكم النصر» (سورة الأنفال، الأية 72) تدلّ هذه الأية علی أنّ النصرة لا تختصّ بفريق دون فريق و لا بقوم دون قوم و تقول: من استنصركم لدينه فانصروه...
    «تعاونوا علی البرّ و التقوی» (سورة المائده، الأية 2) و في هذه الأية أيضاً وقع الطلب علی إعانة الأخری علی أساس من الخير و التقوی و لم يختصّ ذلك بفئة معيّنة.
    «... إنّما المؤمنون إخوة» (سورة الحجرات، الأية 10) و في هذه الأية سمّی الله تعالی المؤمنين «إخوة» و نعلم أنّ الأخوة الإسلاميّة أسمی من رابطة المصادقة و أسمی من رابطة التعاون و حينئذ كيف يمكن أن نختار مُعطي الزكاة حال الركوع في الصلاة صديقنا و نطلب منه العون وحده بينما إعتبر القرآن جميع المؤمنين إخوة لبعضهم البعض.
    و القرآن كما نعلم كلام الله و ليس فيه إختلاف أو خطأ أو تناقض.
    ظهر ممّا تقدّم بأنّ معنی الوليّ في أية الولاية لايمكن أن يكون الناصر او الصديق، لأنّ معناهما عامّ لايمكن أن يُحصر في فئة معيّنة.

    الولي بمعنی الأولی بالتصرف
    حين نأخذ الولي بمعنی المتولي للأمور أو مستحق بالتصرف، لا يتناقض هذا المعنی مع سائر آيات القرآن الكريم لأن هذا المعنی لا يمكن أن يعمّ الجميع، إذ ليس معنی ذلك أن يكون لكل أحد الأمر و النهي علینا أو الولاية علینا إلّا لأشخاص معيّنين من قبل الله تعالی، و هذه الأية تقول أنّ الولاية بعد الله و رسوله، التي هي بمعنی الأولوية بالأمر، من إختصاص شخص أو أشخاص و هم الذين يدفعون الزكاة وهم راكعون . وهذا مقتضى العطف بالواو وقد شاع هذا الاستعمال في القرآن الكريم كقوله:
    (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) (مريم/5،6).
    والمقصود هو من يكون أولى بحيازة الميراث والتصرُّف فيه.
    قال شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله تعالى عليه في التبيان:
    “إن الله تعالى نفى أن يكون لنا ولي غير الله وغير رسوله والذين آمنوا بلفظة “إنما “ولو كان المراد به الموالاة في الدين لما خص بها المذكورين لان الموالاة في الدين عامة في المؤمنين كلهم قال الله تعالى “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (التوبة/71)."
    كما ورد في (كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد:ج32ص6)
    إن الولي يفيد الأولى بالتصرف، والدليل عليه نقل أهل اللغة واستعمالهم كقولهم: السلطان ولي من لا ولي له، وكقولهم: ولي الدم وولي الميت، وكقوله عليه السلام:
    أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل.
    وكذا في البخاري ج15ص144
    قي قوله وظل ممدود : { مَوْلَاكُمْ }أَوْلَى بِكُمْ...
    كما في عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج28ص344:
    أشار به إلى قوله تعالى مأواكم النار هي مولاكم ( الحديد51 ) أي أولى بكم كذا قاله الفراء وأبو عبيدة وفي بعض النسخ مولاكم هو أولى بكم.
    وايضا في كتاب فتح الباري- تعليق ابن بازج8ص627
    {مَوْلاَكُمْ} أَوْلَى بِكُمْ
    ونذكر بعض ما ورد في كتب الشيعة الامامية مما يدل على المراد في المقام :
    ففي كتاب الشافي في الامامة للشريف المرتضى ج35ص8
    (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ويقولون: المراد بالذين آمنوا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام لأنه وصفه بصفة لم تثبت إلا له وهي إيتاء الزكاة في حال الركوع، وربما ادعوا في ذلك أخبارا منقولة أنه الذي أريد به، ويقولون: قد يذكر الواحد بلفظ الجمع تفخيما لشأنه، ويقولون:
    المراد بالولي في الآية لا يخلو من وجهين أما أن يراد من له التولي في باب الدين أو يراد نفاذ الأمر وتنفيذ الحكم ولا يجوز أن يراد به الأول لأن ذلك لا يختص الرسول ولا أمير المؤمنين عليه السلام لأن الواجب تولي كل مؤمن فلا يكون لهذا الاختصاص وجه فلم يبق إلا أن المراد ما ذكرناه،... " .
    يقال له: ترتيب الاستدلال بهذه الآية على النص هو أنه قد ثبت أن المراد بلفظة (وليكم) المذكورة في الآية من كان متحققا بتدبيركم والقيام بأموركم ويجب طاعته عليكم وثبت أن المعنى بـ (الذين آمنوا) أمير المؤمنين عليه السلام. وفي ثبوت هذين الوصفين دلالة على كونه عليه السلام إماما لنا.
    فإن قال: دلوا أولا على أن لفظة ولي تفيد في الاستعمال ما ادعيتموه من المتحقق بالتدبير والتصرف، ثم دلوا على أن المراد بها في الآية قيل له: أما كون لفظة ولي مفيدة لما ذكرناه فظاهر لا إشكال في مثله، ألا ترى أنهم يقولون: فلان ولي المرأة، إذا كان يملك تدبير إنكاحها والعقد عليها، ويصفون عصبة المقتول بأنهم أولياء الدم من حيث كانت إليهم المطالبة بالقود والإعفاء، وكذلك يقولون في السلطان أنه ولي أمر الرعية، وفيمن يرشحه لخلافته عليهم بعده أنه ولي عهد المسلمين، قال الكميت:
    ومنتجع التقوى ونعم المؤدب ... ونعم ولي الأمر بعد وليه
    إنما أرادوا ولي الأمر والقائم بتدبيره.





    وذكر العلامة الاميني في كتابه الغديرج4 ص 2
    (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) وعلي بن أبي طالب الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكعٌ يريد الله عز وجل في كل حال
    ثم قال: لايرضى الله منى الا أن أبلِّغ ما أنزل الله الىَّ فى حق علىٍّ.

    وفي كتاب تقريب المعارف لابو صلاح الحلبي ج12ص4

    ولأن (الذين آمنوا) مختص ببعض المؤمنين من وجهين:
    أحدها: وصفهم بإيتاء الزكاة، وذلك يقتضي خروج من لا يخاطب بالزكاة أو خوطب ففرط على الصحيح من المذهب عن الآية.
    الثاني: وصفهم بإيتاء الزكاة في حال الركوع في قوله: (وهم راكعون)، لارتفاع اللبس من قول القائل: فلان يجود بماله وهو ضاحك، ويضرب زيدا وهو راكب، ويلقى خالدا وهو ماش، في أنه لا يحتمل إلا الحال دون الماضي والمستقبل.
    ومعلوم أن هذا حكم لم يعم كل مؤمن، بل لا دعوى لاشتراك اثنين من المؤمنين معينين فيه.
    وإذا ثبت الخصوص، وكان كل من قال لخصوص المؤمنين في الآية قال باختصاص الولاية بالأولى، لأن خصوصها يمنع من حملها على المودة والنصرة الواجبة على الجميع.
    وبرهان إفادة الأولى للتدبير الأحق بالتصرف في المتولي للإمامة وفرض الطاعة ظاهر، لأن هذا المعنى متى حصل بين ولي ومتول أفاد فرض الطاعة، لأنه لا يكون أولى به وأملك بأمره منه بنفسه إلا لكونه مفترض الطاعة عليه،
    وفي كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ج32ص6
    } الثالثة: إن المراد بذلك بعض المؤمنين لأنه تعالى وصفهم بوصف مختص ببعضهم، ولأنه لولا ذلك لزم اتحاد الولي والمتولي. وإذ قد تمهدت هذه المقدمات فنقول: المراد بهذه الآية هو علي عليه السلام للاجماع الحاصل على أن من خصص بها بعض المؤمنين قال إنه علي عليه السلام، فصرفها إلى غيره خرق الإجماع، ولأنه عليه السلام إما كل المراد أو بعضه للاجماع، وقد بينا عدم العمومية فيكون هو كل المراد، ولأن المفسرين اتفقوا على أن المراد بهذه الآية علي عليه السلام لأنه لما تصدق بخاتمه حالة ركوعه نزلت هذه الآية فيه، ولا خلاف في ذلك{.

    الخلاصة :
    ((انما للحصر كما هو معلوم والولي يعني الاولى والاولى هو الامام وهو مستعمل في الشرع ولا يمكن حمل الولي على الناصر والمحب لعدم انحصارهما بمن ذكر في الاية بل هما شاملان لكل مؤمن : اي الناصر والمحب ))

  • #2

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد واله الطاهرين
    السلام عليكم اخي الكريم ورحمة الله وبركاته
    بوركتم واحسنتم كثيرا على هذه المشاركة المميزة في سجل اعمالكم ان شاء الله
    اقول :لو سلمنا انه بمعنى المحب والناصر فهل نستغني عن المحب في فرض الطاعة ؟ اليس الحب ان تطيع من تحبه
    فاين طاعتكم لعي عليه السلام مع فرض كون الدعوى بمعنى المحب ؟

    الاخ الراية تقبلوا مروري

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين
      الاخ الفاضل ( الكعبي ) شكرا لمروركم الطيب واحسن الله اليكم
      نقول : لو سلمنا انه بمعنى المحب يمكن ان يقال : ان الحب امر مشكك ومن يبلغ كمال درجاته كالكبريت الاحمر فللمخالف ان يحتج على المطيع لهم حبا في الفقه والعقائد مخالفته في حقيقة العبودية لله والطاعة التامة للنبي والال ويقول انه محب في قلبه وعقله وهو نوع حب .
      والحمد لله منتهى رضاه .

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
        الشكر والإمتنان لكم ألاخ الفاضل (الراية )على ماتفضلتم به من موضوع قيم ومن إستدلالات رائعة ومن حقائق ناصعة ..نعم أخي الفاضل أن الله تعالى حصر الولاية بثلاث على الترتيب ,أولا ذاته المقدسة ...وثانيا في نبيه الخاتم ..وثالثا في وصيه الذي عرفه بوصفين الاول (الذين آمنوا )والثاني (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )..ولو فسرنا الولي بمعنى الناصر أو المحب لزم ان نفسر ولاية الله بمعنى النصرة او المحبة ...في حين ان ولاية الله مطلقة وكذلك المعطوف..وهو الرسول والذي تصدق راكعا ....شكرا لكم مرة أخرى سائلا الله حفظكم ورعايتكم...وبإنتظار المزيد من مواضيعكم القيمة

        تعليق


        • #5
          احسنتم اخي الفاضل الراية واسمحلي بالاضافه

          الولاية : - بالفتح – تكون بمعنى التولية وعليه قوله تعالى( هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ) يعني يومئذ يتولون الله ويؤمنون به ويتبرؤون ممن كانوا يعبدون وقوله تعالى( مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ ) أي من توليتهم الميراث وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالهجرة والنصرة وتكون بمعنى النصرة كما في ( اللسان ) وتكون بمعنى المحبة أيضاً



          والولاية : - بالكسر – تكون بمعنى الإمارة مصدر وليت وتكون بمعنى التولية والسلطان وقرائن الأحوال ومواضع الاستعمال تعين المقصود وتميز ما عداه

          الولي : بمعنى الأولى والأحق وهذه الأولوية والأحقية قد يعبر عنها بلفظ ( الولي ) وقد يعبر عنها بلفظ ( الأولى ) وقد يعبر عنها بلفظ ( الولاية)

          1. فمن مجيئها بلفظ ( الولي ) قوله تعالى إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ

          2. ومن مجيئها بلفظ ( الأولى ) قوله تعالى( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) ولما نزلت قال بعض المسلمين : يا رسول الله ! ما هذه الولاية التي جعلها الله لك علينا ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم :السمع والطاعة فيما أحببتم وكرهتم ! فقالوا : سمعنا وأطعنا فأنزل الله سبحانه اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) فإنك ترى من الآية التعبير عن هذه الأولوية بالأولى وترى من

          الحديث التعبير عن هذه الأولوية بالولاية
          نحن الشيعة الأبية شجاعتنا نبوية غيرتنا
          حيدرية حشمتنا فاطمية آدابنا حسنية كرامتنا حسينية عزتنا زينبية .أدعيتنا سجادية علومنا باقرية أحاديثنا جعفرية سجداتنا كاظمية صلواتنا رضوية .كراماتنا جوادية أنباؤنا هادية.حكمتنا عسكرية انتصاراتنا مهدوية

          تعليق


          • #6
            أحسنتم اخي الكريم
            وهنا يمكن ان نقول ايضاً :


            لفظ الولي في الية بمعنى الأولى بالتصرف :
            فيقال فيه : أولا : إن المعنى الشائع المنصرف إليه الإطلاق من لفظ الولي هو مالك الأمر فوليّ الصغير من يملك أمره ، ووليّ المرأة من يملك أمر نكاحها ، ووليّ الأمر من له المطالبة بالقود ، ووليّ المقتول من له القصاص ، ووليّ العهد من يملك عهد السلطنة وهذا واضح عند من له أدنى فهم بلغة العرب وما تستعمله في كلامها وما تنطق به في محاوراتها ، فالوليّ بمعنى الأولى والأحقّ هو الظاهر المتبادر من هذه اللّفظة عند إطلاقها فهو الّذي يتعيّن الأخذ به لا سواه.
            ثانيا : إن القرينة على إرادة الأولى والأحقّ من لفظ الولي في الآية ثابتة في منطوقها من وجهين :
            الأول : لمّا كان إسناد الوليّ في قولنا وليّ الصغير ووليّ المرأة ووليّ العهد ونحوها قرينة عند أهل العرف على إرادة مالك الأمر على وجه لا يحتمل أحد من أهل اللّسان إرادة الحبّ أو الناصر في تلك الجمل ويحكمون جازمين بإرادة مالك الأمر ، فكذلك إسناد الوليّ إلى من كانت له السّلطة الثابتة شرعا أو عرفا قرينة قطعية عندهم على إرادة مالك الأمر ، لذا تراهم لا يفهمون من قولك : ( وليّالرعيّة السّلطان ووليّ عهده والقائم مقامه ) إنك تريد المحبّ أو الناصر ، بل يحكمون قاطعين أنك تعني مالك الأمر لا سواه.
            فالوليّ في الآية من هذا القبيل ، وذلك لأن سلطان الله تعالى ثابت على الخلائق أجمعين بالضرورة عقلا ، وكذلك سلطان رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الأمة جميعا من حيث رسالته وخلافته صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم عن الله تعالى ، وإذا تسجّل هذا لديك تعيّن الوليّ في الآية بمالك الأمر ، وأن عطف ولاية الّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون على ولاية الله تعالى أو على رسوله صلى‌الله‌عليه‌ وآله ‌وسلم قرينة قطعية على إرادة اشتراك المعطوف مع المعطوف عليه في الحكم كما يقتضيه العطف ، وحينئذ فيلزم أن تكون الولاية الثابتة لمن آتى الزكاة في حال الركوع هي عين الولاية الثابتة لله تعالى ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي الولاية بمعنى الأولوية والأحقّية وملك الأمر بالتصرف في شئون الناس كافة.
            الثاني : إن أداة الحصر وهي كلمة : ( إنّما ) المفيدة للحصر باتفاق أهل اللّغة قرينة قطعية على أن الآية تريد من الوليّ من له السلطة وولاية الأمر وأولوية التصرف لا سواه من المعاني لو صح شيء منها من لفظ الوليّ في منطوقها ، وذلك لأن غيرها من المعاني غير منحصرة في الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمؤمنين فيها بل يتعدى إلى غيرهم من المؤمنين أجمعين.
            ومن هنا نقول ايضاً :لا قرينة في سياق الآية على إرادة المحبّ من الوليّ :
            فيقال فيه : إنّ الآية بحكم الوجدان مفصولة عمّا قبلها من الآيات الناهية عن اتخاذ الكفار أولياء ، ومجرد كون الولي في آية أخرى سابقة أو لاحقة مفصولة عن هذه الآية بمعنى المحبّ لا يستلزم أن يكون معنى الوليّ في آية الولاية بمعناها إطلاقا لعدم الملازمة بينها وبين الآية ، بل المناسب لسابقها ولاحقها أن يكون معنى الولي في هذه الآية بمعنى ولي الأمر والأولى والأحق بالتصرف في الأمور
            فهي ترشد المؤمنين إلى ولي أمركم هو الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمؤمنون الموصوفون بإيتاء الزكاة حال الركوع ، وأنتم أيها الناس كلّكم تحت ولاية أمرهم ، ولا يجوز لكم الإختيار في اتخاذ المودّة بينكم وبين الكافرين بهم سواء في ذلك أهل الكتاب أو غيرهم ، وعليكم بالطاعة لمواليكم وامتثال أمرهم والانتهاء بنهيهم ، فالآية فيها من التأكيد للنهي في السّابق واللاّحق من الآيات ما لا يخفى على أولي الألباب ، كما أن وجود القرينة القطعية في هذه الآية على إرادة الأولى بالتصرف لا سيما وقد انضم إلى ذلك ما لا يمكن الترديد في إرادة الأولى والأحق بالتصرف وهو ولاية الله تعالى لأوضح دليل على إرادة الولاية العامة في كلّ شيء ، وقد عرفت أن ولاية الله تعالى عامة فكذلك الحال في ولاية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والوليّ عليه‌السلام والتفكيك مخالف للحصر ومخالف للسياق ولنصّ الآية وموجب لبطلانها.
            ولو سلّمنا جدلا أنها تريد بالولي المحبّ ومع ذلك فهو يستلزم الإمامة لقوله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) [ آل عمران : ٣١ ] وتعني هذه الفقرات الكريمة بمقتضى ( إن ) الشرطية عدم تحقق المحبّة بدون الطاعة ، فعليّ عليه‌السلام واجب المحبّة مطلقا ، وكلّ واجب المحبّة مطلقا واجب الطاعة مطلقا ، وكلّ واجب الطاعة مطلقا صاحب الإمامة فعليّ عليه‌السلام صاحب الإمامة
            قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله)
            {
            من كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله }

            تعليق

            يعمل...
            X