إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اشكالات وردود حول اية الولاية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اشكالات وردود حول اية الولاية



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
    .

    ((انما وليكم الله ورسوله والذين امنواالذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاةوهم راكعون ))
    (المائدة/55)

    نتعرض الى مجموعة من الاشكالات وردها حول دلالة الاية على امامة امير المؤمنين عليه السلام
    الشبهة الاولى : أنّ التصدق بالخاتم في الصلاة ينافي الخشوع .
    الجواب :
    ان القول بان التصدق في الصلاة ينافي الخشوع في
    الصلاة باطل ، لان الذي ينافي الخشوع هو التوجه الى غير الله تعالى ورضاه واما التوجه
    المحض الى الله تعالى والتصدق المستوجب لرضاه بدلالة نزول القران بحقه مما لا يفسح
    المجال للشبهة . وهذا الالتفات لم يكن من أمير المؤمنين إلى أمر دنيوي ، وإنّما كانت عبادة في ضمن عبادة .
    ويقول الالوسي في روح المعاني( 6 / 169) : قد سئل ابن الجوزي هذا السؤال ، فأجاب بشعر ، وقد سجّلت الشعر ، والجواب أيضاً جواب عرفاني في نفس ذلك العالم ، يقول :

    أيسقي ويشربُ لا تلهيه سكرتهُ
    عن النديم ولا يلهو عن الناسِ
    أطاعَهُ سُكرُهُ حتّى تمكّـن مـــن
    فعلِ الصحاةِ فهذا واحدُ الناسِ

    هذا شعر ابن الجوزي الحنبلي ، الذي نعتقد بأنّه متعصّب ، لانّه
    في كثير من الموارد نرى أمثال ابن تيميّة والفضل ابن روزبهان وأمثالهما يعتمدون على كتب هذا الشخص في ردّ فضائل أمير المؤمنين ومناقبه ، أمّا في مثل هذا المورد يجيب عن السؤال بالشعر المذكور.
    كما ان رسول الله صلى الله عليه وآله - وهو سيد الخاشعين والخاضعين - قد
    ذكر القوم في أخبارهم الصحيحة أنه فعل في بعض صلواته بعض الأفعال التي تعتبر فعلاً
    أكبر من عملية تصدق شخص بخاتمه في الصلاة ، ولم يزعم أحد منهم أن هذه الأفعال
    تتنافى مع خشوعه صلى الله عليه وآله في صلاته ، ومن ذلك مارواه البخاري وغيره أنّه
    صلى الله عليه وآله ( كان يصلي وهو حامل أمامة بنت العاص بن الربيع فإذا سجد وضعها
    وإذا قام حملها ) (1) ، وما وراه غير واحد من محدثيهم أنّه صلى الله عليه وآله كان
    يصلي فخلع نعليه في الصلاة (2) ، ومنها أنه صلى الله عليه وآله قتل عقرباً وهو يصلي
    (3) .
    _______________________________
    (1) صحيح البخاري 5/2235 برقم : 5650
    ، 1/193 برقم : 494 ، صحيح مسلم 1/385 برقم : 543 ، سنن أبي داود 1/241 برقم : 917
    ، صحيح ابن حبان 6/109 برقم : 2340 ، سنن البيهقي 1/127 برقم : 107 .
    (2) مسند
    أحمد 3/20 برقم : 11169 ، صحيح ابن خزيمة 2/107 برقم : 1017 ، المستدرك على
    الصحيحين 1/236 برقم : 487 ، سنن البيهقي 2/402 برقم : 3889 ، المعجم الكبير 10/68
    (3) سنن ابن ماجه 1/395 برقم : 1247 ، المعجم الكبير 1/318

    الشبهة الثانية :
    لم يثبت ان عليا عليه السلام تصدق بالخاتم وهو راكع
    الجواب :
    ثبت ذلك بطريق صحيح عند المخالفين فقد روى الحاكم
    الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل ، قال : ( وحدثنا الحسن بن محمد بن عثمان النسوي
    بالبصرة ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، عن سفيان الثوري
    ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس . قال سفيان : وحدثني الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قول الله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) يعني ناصركم الله (وَرَسُولُهُ ) يعنى محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: (وَالَّذِينَ آمَنُوا) فخص من بين المؤمنين علي بن أبي طالب فقال : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) يعني يتمون وضوءها وقراءتها وركوعها وسجودها (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) وذلك إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى يوما بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي قائماً يصلي بين الظهر والعصر ، إذ دخل عليه فقير من فقرأ المسلمين ، فلم ير في المسجد أحداً خلا علياً ، فأقبل نحوه فقال: يا ولي الله بالذي يصلى له أن تتصدق علي بما أمكنك ، وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه ، فمد يده فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : لقد باهى الله بك ملائكته اليوم ، إقرأ :
    (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) ) .اما رواة هذه الرواية فهم بين حافظ وثقة ، أمّا الحسكاني فهو من كبار الحفاظ والمحدثين عند أهل السنة ، قال الذهبي في ترجمته في تذكرة الحفاظ 3/1200 : ( الحسكاني القاضي المحدّث أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري الحنفي الحاكم ، ويعرف بالحذاء الحافظ ، شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث ، وهو من ذرية الأمير عبد الله بن عامر بن كريز الذي افتتح خراسان زمن عثمان ، وكان معمّراً عالي الإسناد ... ).
    والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال السمعاني في ترجمته في الأنساب 4/385: ( وأبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ، نزيل البصرة ، عنده أكثر مصنفات أبي يوسف يعقوب ابن سفيان الفسوي ، ثقة نبيل ... ) .
    ويعقوب بن سفيان الفسوي وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10/551 بالإمام
    الحافظ الحجة الرّحال محدّث إقليم فارس ، وقال عنه في الكاشف 2/394 : ( ثقة مصنف
    خير صالح ) ، وقال عنه ابن حجر في التقريب صفحة 608 : ( ثقة حافظ ) وقال النسائي لا بأس به ) ( تهذيب الكمال 8/170 ) ، وذكره ابن حبّان في الثقات ( تهذيب الكمال
    8/170 ) وقال : (كان ممن جمع وصنّف وأكثر مع الورع والنّسك والصلابة في السنة )
    والفضل بن دكين فهو من الثقات عند أهل السنة وممن احتج به البخاري ومسلم
    في صحيحيهما .
    وسفيان الثوري أيضاً من الثقات ألأثبات وممن احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما .
    ومنصور الواقع في السند هو منصور بن المعتمر ثقة حجة من
    رجال الصحيحين .
    ومجاهد هو ابن جبر وهو حجة ثبت من رجال البخاري ومسلم
    وابن عباس هو عبد الله بن عباس وهو صحابي ,

    تصريح علماء أهل السنة بنزول الآية في الإمام علي عليه السلام

    وقال سعد الدّين التفتازاني في ( شرح المقاصد ) : ( نزلت في علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – حين
    أعطى السائل خاتمه وهو راكع في صلاته ) ( شرح المقاصد 5/170 ) .
    قال الشريف الجرجاني في كتابه ( شرح المواقف ) :
    ( وقد أجمع أئمة التفسير على أنّ المراد بـ ( الذين يقيمون الصلاة ) إلى قوله تعالى ( وهم راكعون * علي فإنه كان في الصلاة راكعاً فسأله سائل فأعطاه خاتمه فنزلت الآية ) ( شرح المواقف 8/360 ) .

    وقال القاضي عضد الدّين الأيجي في كتابه ( المواقف في علم الكلام ) : ( وأجمع أئمة التفسير أنّ المراد علي ) ( المواقف صفحة (405).


    وقال السيوطي في لباب النقول ( 1/93 ) :
    ( قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ) الآية ، أخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه مجاهيل عن عمّار بن ياسر قال : وقف على علي بن ابي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فنزلت : ( إنما وليكم الله ورسوله ) الآية ، وله شاهد قال عبد الرزاق حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس ( إنما وليكم الله ورسوله ) الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب .

    وروى ابن مردويه عن وجه آخر عن ابن عباس مثله ، وأخرج أيضاً عن علي مثله ، وأخرج ابن جرير عن مجاهد وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل مثله ، فهذه شواهد يقوي بعضها بعضاً.

    وقال عبد الكريم الخطيب في كتابه تفسير القرآن للقرآن 5/1124 :
    ( قد ذهب كثير من المفسرين أن قوله تعالى ( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم
    راكعون ) مراد به علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، ويروون لهذا أحاديث تفيد أنّ
    هذه الآية نزلت في علي رضي الله عنه ، وأنّه تصدّق على فقير سأله وهو راكع في
    الصلاة ، فنزع خاتماً كان في يده وألقاه إليه وهو في الصلاة ) .

    الشبهة الثالثة :
    تفرد الشيعة برواية حادثة تصدق الإمام علي عليه السلام في الصلاة .
    الجواب :
    الحادثة أخرجها العديد من علماء المخالفين ، أذكر جملة
    منهم ممن رواها مسندة :
    1- ابن أبي حاتم في تفسيره .
    2- ابن جرير الطبري في تفسيره .
    3- ابن كثير في تفسيره .
    4- الثعلبي في تفسيره .
    5- الطبراني في المعجم الكبير .
    6- ابن عساكر في تاريخ دمشق .
    7- الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث .
    8- أبو نعيم الأصفهاني فيما نزل من القرآن في علي .
    9- الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل .
    10- الحمويني في فرائد السمطين .
    11- الواحدي في أسباب النزول .
    12- ابن المغازلي الشافعي في مناقب الإمام علي عليه السلام

    الشبهة الرابعة

    ان رواية تصدق الإمام علي عليه السلام بخاتمه في الصلاة لم ترو إلاّ عن علي عليه السلام .الجواب :
    لقد روى ذلك من الصحابة :
    1- عمّار بن يسار .
    2- وعبد الله بن عباس .
    3- وعبد الله بن سلام .

    الشبهة الخامسة

    الاية ذكرت ( ويؤتون الزكاة ) والزكاة غير الصدقة وان عليا عليه السلام تصدق بالخاتم فلا تسمى الصدقة زكاة .
    الجواب :
    قال السيد الطباطبائي في كتابه الميزان في تفسير القرآن داحضاً لهذه الشبهة : ( ... وأمّا قولهم : إن الصدقة بالخاتم لا تسمى زكاة ، فيدفعه أن تعين لفظ الزكاة في معناها المصطلح إنما تحقق في عرف المتشرّعة بعد نزول القرآن بوجوبها وتشريعها في الدين ، وأمّا الذي تعطيه اللغة فهو أعم من الزكاة المصطلحة في عرف المتشرّعة ويساوق عند الإطلاق أو عند مقابلة الصلاة إنفاق المال لوجه الله كما يظهر مما وقع فيما حكاه الله عن الأنبياء
    السالفين كقوله تعالى في إبراهيم وإسحاق ويعقوب : { وأوحينا إليهم فعل الخيرات
    وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة } ( الأنبياء : 73 ) ، وقوله تعالى في إسماعيل : { وكان
    يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربّه مرضيّا } ( مريم : 55 ) ، وقوله تعالى
    حكاية عن عيسى × في المهد : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً } ( مريم : 31 )
    ومن المعلوم أن ليس في شرائعهم الزكاة المالية بالمعنى الذي اصطلح عليه في الإسلام
    .
    وكذا قوله تعالى : { قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلّى } ( الأعلى : 15 )
    ، وقوله تعالى : { الذي يؤتي ماله يتزكى } ( الليل : 18 ) وقوله تعالى : { الذين لا
    يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون } ( حم السجدة : 7 ) ، وقوله تعالى : { والذين
    هم للزكاة فاعلون } ( المؤمنون : 4 ) وغير ذلك من الآيات الواقعة في السور المكية
    وخاصة السور النازلة في أوائل البعثة كسورة حم السجدة وغيرها ، ولم تكن شرعت الزكاة
    المصطلحة بعد ؛ فليت شعري ماذا كان يفهمه المسلمون من هذه الآيات في لفظ الزكاة
    بل آية الزكاة أعني قوله تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل
    عليهم إن صلاتك سكن لهم } ( التوبة : 103 ) تدل على أنّ الزكاة من أفراد الصدقة ،
    وإنما سميت زكاة لكون الصدقة مطهرة مزكية مطلقاً ، وقد غلب استعمالها في الصدقة
    المصطلحة .
    فتبيّن من جميع ما ذكرنا أنه لا مانع من تسمية مطلق الصدقة والإنفاق في سبيل الله زكاة ... ) ( تفسير الميزان 6 / 10 – 11 ) .
    وقد صرّح العديد من علماء أهل السّنة بأنّ لفظ الزكاة في الآية عام يشمل الفرض والندب / يقول الثعالبي في تفسيره ( 1/471 ) : (( ... والزكاة هنا لفظ عام للزكاة المفروضة
    والتطوّع بالصدقة ولكل أفعال البر ، إذ هي منميّة للحسنات ، مطهرة للمرء من دنس
    السيئات ) .
    وقال أبو السعود في تفسيره : ( 3/52 ) : (( وفيه دلالة على أنّ صدقة التطوّع تسمى زكاة )) .
    وقال الجصاص في أحكام القرآن ( 4/102 ) :
    وقوله تعالى : { ويؤتون الزكاة وهم راكعون } يدل على أنّ صدقة التطوّع تسمى زكاة
    لأنّ علياً تصدّق بخاتمه تطوّعاً وهو نظير قوله تعالى : { وما آتيتم من زكاة تريدون
    وجه الله فأولئك هم المضعفون } ( الروم : 39 ) قد انتظم صدقة الفرض والنفل فصار إسم
    الزكاة يتناول الفرض والنفل كإسم الصدقة وكإسم الصلاة ينتظم الأمرين ) .
    وقال القرطبي في تفسيره ج6/ص221 : ( وقوله : ويؤتون الزكاة وهم راكعون يدل
    على أن صدقة التطوع تسمى زكاة فإن علياً تصدق بخاتمه في الركوع ... )

    الشبهة السادسة
    يحتمل ان تكون الواو في الاية عاطفة لا حالية واذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال حيث ان الاستدلال في الاية مبني على كون الواو حالية .
    الجواب
    الاحتمال يندفع بالنظر الى الروايات الواردة في المقام، منها ما ورد في الدر المنثور ، وهي صريحة في كون الواو هذه حاليّة .كما في غيرها من المصادر .
    تقول : تصدّق علي وهو راكع ،
    وفي الدر المنثور : إنّ النبي (صلى الله عليه وسلم)سأل السائل ، سأل ذلك المسكين الذي أعطاه الامام خاتمه ، سأله قائلاً : « على أيّ حال أعطاكه » ـ أي الخاتم ـ ؟ قال : أعطاني وهو راكع.
    فالرسول نفسه يسأله : على أيّ حال أعطاكه ؟ يقول : أعطاني وهو راكع ، فالواو حاليّة ، ولا مجال لهذا الاشكال .
    الشبهة السابعة
    من أين كان لعلي ذلك الخاتم ومن أين حصل عليه و ما قيمة هذا الخاتم ؟
    والجواب :
    أوّلاً : لقد عُدّت هذه القضيّة عند الله ورسوله وسائر المؤمنين من مناقب أمير المؤمنين ، فلو كان لهذا الاشكال أدنى مجال لمّا عدّ فعله من مناقبه .
    الشبهة الثامنة
    ان الاية جاءت بصيغة الجمع وعلي مفرد فو كان المقصود به علي عليه السلام لجاءت بصيغة المفرد
    الجواب :
    يجيب الزمخشري في تفسيره وهومعروف بعلوم اللغة والبلاغة عن هذا ما ملخّصه : بأنّ الفائدة في مجيء اللفظ بصيغة الجمع في مثل هذه الموارد هو ترغيب الناس في مثل فعل أمير المؤمنين ، لينبّه أنّ سجيّة المؤمنين يجب أن تكون على هذا الحد من الحرص على الاحسان إلى الفقراء والمساكين ، يكونون حريصين على مساعدة الفقراء وإعانة المساكين ، حتّى في أثناء الصلاة ، وهذا شيء مطلوب من عموم المؤمنين ، ولذا جاءت الاية بصيغة الجمع . هذا جواب الزمخشري في (تفسير الكشّاف 1 / 649).
    ويجيب به بعض العلماء من الطرفين : أنّه في مثل هذا المورد أراد الله سبحانه وتعالى أن يعظّم هذه الفضيلة أو هذا الفعل من علي ، وجاء بلفظ الجمع إكراماً لعلي ولما فعله في هذه القضيّة .
    وفي القرآن الكريم وفي السنّة النبويّة الثابتة الصحيحة ، وفي الاستعمالات العربيّة الصحيحة الفصيحة : أنّ اللفظ يأتي بصيغةالجمع والمقصود شخص واحد
    والعرب يعبرون بلفظ الجمع على المفرد في كثير من كلامهم وتعبيرهم ولذلك نزل في القران الكريم على هذا النحو ومنها :
    1-قوله تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173) . فكلمة الناس في الآية إنما عنت شخصا واحدا وهو نعيم ابن مسعود الاشجعي بإجماع المفسرين والمؤرخين والمحدثين . وذلك ان أبو سفيان أعطاه عشرا من الإبل على ان يثبط المسلمين ويخوفهم من المشركين ففعل وقال لهم " ان الناس قد جمعوا لكم فخشوهم " فكره اكثر المسلمين الخروج بسبب إرجافه . فخرج الرسول (ص) مع سبعين رجلا من المسلمين ورجعوا سالمين فنزلت هذه الآية ثناء على السبعين الذين خرجوا مع الرسول (ص) .
    2- قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (المائدة:11) . فكان الذي بسط يديه ليضرب النبي (ص) رجل واحد من بني محارب يدعى غورث . وقيل عمر ابن الجحاش من بني النضير فقيل انه استل سيف وهزه وأراد به ضرب الرسول (ص) فمنعه الله تعالى من ذلك في قضية أوردها المحدثون وقد أوردها ابن هشام في غزوة ذات الرقاع في الجزء الثالث من سيرته . فأطلق الله كلمة قوم على شخص واحد مفردا وذلك تعظيما لله تعالى على نعمته عليهم حيث سلم نبيه من القتل .
    3- قوله تعالى ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (آل عمران:61) . وهنا نجد كلمة أبناءنا على صيغة الجمع مع ان المقصود في الآية هم الحسنين عليهم السلام كما أننا نجد كلمة نساءنا مع ان المقصود منها السيد فاطمة الزهراء عليها السلام ونجد كلمة أنفسنا مع ان المقصود فيها أمير المؤمنين عليه السلام . وإنما ذكرهم الله تعالى بصيغة الجمع تعظيما للفعل الذي قاموا به من خروجهم مع رسول الله (ص) لمباهلة نصارى نجران في قضية مفصلة ذكرها المؤرخون والمحدثون والمفسرون حول آية المباهلة .
    4- قوله تعالى ( فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ)(آل عمران: 39) حيث المنادي هو جبرائيل وهو واحد ذكر بصيغة الجمع نادى نبي الله زكريا عليه السلام في المحراب وبشره بيحيى عليه السلام .
    5- وقولـه تعالى ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:42) والمنادي هنا أيضا جبرائيل وهو واحد ذكر بصيغة الجمع .
    6- وقوله تعالى ( هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ )(المنافقون: 7) ذكر مقاتل في تفسيره إنها نزلت في ابن أبى سلول . وان قوله تعالى ( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ)(القصص: 3) نازلة في اوس ابن الصامت .
    والحمد لله منتهى رضاه


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخ الراية احسنتم كثيرا وبارك الله في جهودكم
    اشكال "ان الواو عاطفة "
    يلزم منه تكرار المعنى وهو مخالف لبلاغة القران
    فحينئذ يكون المعنى الذين يقيمون الصلاة والذين يركعون في الصلاة
    فعندما ذكر الله تعالى الصلاة فلا داعي ان يعطف الركوع الذي هو جزء من الصلاة على الصلاة ,لان ذكر الصلاة كافٍ في ذكر جميع اجزائها ....
    شكرا جزيلا لكم

    تعليق

    يعمل...
    X