تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد،
كلما ذكره الذاكرون، وصل على محمد وآل محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون،
صفات الله وأسماؤه
سؤال : كيف نتصور علم الله تعالى بمخلوقاته وبكل شئ ؟
الجواب : إن مسالة الأيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته من الأمر الفطرية والعقلية، والعقل قادر على الإبحار في عوالمها.
وعند التأمل في عوالم خلق الله من الذرة إلى المجرة ، يرى العقل دقة الصنع وحكمة الخلق لطائف التركيب جمال الهيئة في النظام الواحد الفريد، فإذا ما نظر بإمعان في حبة القمح الميتة التي إذا ما زرعت وبللت بالماء تخرج حية خضراء جميلة من بين فتات التراب ، تتناغم مع هبات النسيم وسلاسل أشعة الشمس الذهبية ، عندما يتوقف عقلنا ليتساءل عن هذه المواد العمياء التي لا تدرك ولا تفهم ، كيف تتفاعل مع بعضها البعض في نظام معقد يدهش العقل ويحير الألباب ؟
فيدرك أن هذه المواد تأخذ أوامرها من خالقها ومدبرها العالم بحوائجها والمحيط بها علما من كل جوانبها ، لأنة هو الذي أتقن صنع هذه الحبة من القمح وخلق فيها جيناتها الوراثية ، وسهل لها نظام شرب الماء من التربة الرطبة واخذ الحرارة من أشعة الشمس ومادة الأوكسجين من الهواء ، وجعل فيها عناصر التغذية للإنسان والحيوان .
وأمام مثل هذا المشهد المتكامل بين السماء والأرض وحياة الأحياء يكتب العقل على لوح القلب : لا موثر في الوجود إلا الله ، ولا نملك ولا نقدر إلا أن نسلم لسلطان الله الحاكم في كل شئ ( ألا الله الخالق والأمر تبارك الله رب العالمين )
كما وندرك صفات الله سبحانه وأسماءه الحسنى ، فندرك أنة هو الحي لأنة خلق الحياة ، وأنة هو الحكيم لأنة وضع كل شي في محلة ، وأنة هو العادل لأنة فطر الإنسان على العدالة ، وأنة المريد الفعال لما يشاء لأنة لا رب فوقه .
بل ندرك أن هذه الصفات مطلقة غير محدودة ، لأنة تعالى منتهى الجمال والكمال ، فعلمه مطلق وعلم الإنسان بكل أبداعة هو نفحة من نفحات كرمة جل وعلا
وكل ما نعلمه وندركه بحواسنا الخمس يعلمه الله سبحانه ، فهو يعلم بما نسمع وبما نبصر ، لأنة هو الخالق لنظام سمعنا وبصرنا . ونظام الأشعة وذبذبات الأصوات ، وكيف لا يعلم بما خلق وكل انتشارات الوجود من صنعة ؟
كما قال تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )
وهنا نقطتان :
1ـ أن الله تعالى حاضر في كل شي ، كما قال الأمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة : ( أنت الذي تعرفت إلي في كل شي ، فرأيتك ظاهرا في كل شي ، وأنت الظاهر لكل شي ).
فالله حاضر بصفاته وأسمائه في كل شي ، وكل مخلوق يحكي صفات الله فيحكي علمه وقدرته وحكمته وإرادته ومشيئته وجمالة ، ألا ترى في الوردة الجميلة جمال الله وقدرته ؟ ألا ترى في البرق والرعد والجبال وأمواج البحار قدرة الله وعظمته ؟ ألا ترى في خلق الإنسان وقدراته العقلية ، علم الله وقدرته وحكمته ؟ ألا ترى في خلق الأحياء حياة الله تعالى ؟ وفاقد الشي لا يعطيه ومن يعطي الحياة هو حي .
نعم الذي يصرفنا عن مشاهدة الله وحضوره في كل شي انشغالنا بشهواتنا ولذائذنا وإفراط خيالنا في ذلك ، ولو أعطينا قليلا من التأمل لتوجهنا إلى الله تعالى حتى في محط شهواتنا ولرأينا حضور أسماء الله فيما ناكلة وفيما نراه ، وفي كل تقلباتنا .
ونكون مع الله تعالى حتى نضمندورة حياتنا وفي لذائذنا وشهواتنا ، كما قال الإمام زين العابدين ( علية السلام) في مناجاة الذاكرين : (إلهي فألهمنا ذكرك في الخلاء وألملاء ، والليل والنهار ، والإعلان والأسرار ، وفي السراء والضراء ، وانسنا بالذكر الخفي ، واستعملنا بالعمل الزكي ، والسعي المرضي وجازنا بالميزان الوفي .
إلهي بك هامت القلوبالوالهة ، وعلى معرفتك جمعت العقول المتباينة ، فلا تطمئن القلوب إلا بذكرك ، ولا تسكن النفوس إلا عند رؤياك .
أنت المسبح في كل مكان ، والمعبود في كل زمان ، والموجود في كل أوان ، والمدعو بكل لسان ، والمعظم في كل جنان ، وأستغفرك من كل لذة بغير ذكرك ، ومن كل راحة بغير انسك ، ومن كل سرور بغير قربك ، ومن كل شغل بغير طاعتك ...) .
2ـ ومن خلال ما ذكر يتضخ الجواب عن السؤال التالي :
هل يقدر اللة أن يجعلنا في غير ملكة ؟
وهل يقدر تعالى على إدخال الدنيا بما هي في خرم الإبرة بما هو ؟
والجواب :هو أن ذلك عجز في المقدور لا في قدرة الله تعالى ، فأنة ما دام لا يوجد ملك هو غير ملك الله ، فلا يتحقق جعلنا في غير ملكة .
وما دام لا يجتمع النقيضان فلا يدخل الله سبحانه الدنيا الكبيرة في الخرم الصغير ، لأنة لو صح ذلك لكانت الدنيا الكبيرة هي في أن الصغيرة غير الكبيرة ، وهو من المستحيلات لدى العقل .
نعم الله قادر على تصغير الدنيا كما يقدر على توسيع خرم الإبرة فيدخل هذه في هذه .
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد،
كلما ذكره الذاكرون، وصل على محمد وآل محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون،
صفات الله وأسماؤه
سؤال : كيف نتصور علم الله تعالى بمخلوقاته وبكل شئ ؟
الجواب : إن مسالة الأيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته من الأمر الفطرية والعقلية، والعقل قادر على الإبحار في عوالمها.
وعند التأمل في عوالم خلق الله من الذرة إلى المجرة ، يرى العقل دقة الصنع وحكمة الخلق لطائف التركيب جمال الهيئة في النظام الواحد الفريد، فإذا ما نظر بإمعان في حبة القمح الميتة التي إذا ما زرعت وبللت بالماء تخرج حية خضراء جميلة من بين فتات التراب ، تتناغم مع هبات النسيم وسلاسل أشعة الشمس الذهبية ، عندما يتوقف عقلنا ليتساءل عن هذه المواد العمياء التي لا تدرك ولا تفهم ، كيف تتفاعل مع بعضها البعض في نظام معقد يدهش العقل ويحير الألباب ؟
فيدرك أن هذه المواد تأخذ أوامرها من خالقها ومدبرها العالم بحوائجها والمحيط بها علما من كل جوانبها ، لأنة هو الذي أتقن صنع هذه الحبة من القمح وخلق فيها جيناتها الوراثية ، وسهل لها نظام شرب الماء من التربة الرطبة واخذ الحرارة من أشعة الشمس ومادة الأوكسجين من الهواء ، وجعل فيها عناصر التغذية للإنسان والحيوان .
وأمام مثل هذا المشهد المتكامل بين السماء والأرض وحياة الأحياء يكتب العقل على لوح القلب : لا موثر في الوجود إلا الله ، ولا نملك ولا نقدر إلا أن نسلم لسلطان الله الحاكم في كل شئ ( ألا الله الخالق والأمر تبارك الله رب العالمين )
كما وندرك صفات الله سبحانه وأسماءه الحسنى ، فندرك أنة هو الحي لأنة خلق الحياة ، وأنة هو الحكيم لأنة وضع كل شي في محلة ، وأنة هو العادل لأنة فطر الإنسان على العدالة ، وأنة المريد الفعال لما يشاء لأنة لا رب فوقه .
بل ندرك أن هذه الصفات مطلقة غير محدودة ، لأنة تعالى منتهى الجمال والكمال ، فعلمه مطلق وعلم الإنسان بكل أبداعة هو نفحة من نفحات كرمة جل وعلا
وكل ما نعلمه وندركه بحواسنا الخمس يعلمه الله سبحانه ، فهو يعلم بما نسمع وبما نبصر ، لأنة هو الخالق لنظام سمعنا وبصرنا . ونظام الأشعة وذبذبات الأصوات ، وكيف لا يعلم بما خلق وكل انتشارات الوجود من صنعة ؟
كما قال تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )
وهنا نقطتان :
1ـ أن الله تعالى حاضر في كل شي ، كما قال الأمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة : ( أنت الذي تعرفت إلي في كل شي ، فرأيتك ظاهرا في كل شي ، وأنت الظاهر لكل شي ).
فالله حاضر بصفاته وأسمائه في كل شي ، وكل مخلوق يحكي صفات الله فيحكي علمه وقدرته وحكمته وإرادته ومشيئته وجمالة ، ألا ترى في الوردة الجميلة جمال الله وقدرته ؟ ألا ترى في البرق والرعد والجبال وأمواج البحار قدرة الله وعظمته ؟ ألا ترى في خلق الإنسان وقدراته العقلية ، علم الله وقدرته وحكمته ؟ ألا ترى في خلق الأحياء حياة الله تعالى ؟ وفاقد الشي لا يعطيه ومن يعطي الحياة هو حي .
نعم الذي يصرفنا عن مشاهدة الله وحضوره في كل شي انشغالنا بشهواتنا ولذائذنا وإفراط خيالنا في ذلك ، ولو أعطينا قليلا من التأمل لتوجهنا إلى الله تعالى حتى في محط شهواتنا ولرأينا حضور أسماء الله فيما ناكلة وفيما نراه ، وفي كل تقلباتنا .
ونكون مع الله تعالى حتى نضمندورة حياتنا وفي لذائذنا وشهواتنا ، كما قال الإمام زين العابدين ( علية السلام) في مناجاة الذاكرين : (إلهي فألهمنا ذكرك في الخلاء وألملاء ، والليل والنهار ، والإعلان والأسرار ، وفي السراء والضراء ، وانسنا بالذكر الخفي ، واستعملنا بالعمل الزكي ، والسعي المرضي وجازنا بالميزان الوفي .
إلهي بك هامت القلوبالوالهة ، وعلى معرفتك جمعت العقول المتباينة ، فلا تطمئن القلوب إلا بذكرك ، ولا تسكن النفوس إلا عند رؤياك .
أنت المسبح في كل مكان ، والمعبود في كل زمان ، والموجود في كل أوان ، والمدعو بكل لسان ، والمعظم في كل جنان ، وأستغفرك من كل لذة بغير ذكرك ، ومن كل راحة بغير انسك ، ومن كل سرور بغير قربك ، ومن كل شغل بغير طاعتك ...) .
2ـ ومن خلال ما ذكر يتضخ الجواب عن السؤال التالي :
هل يقدر اللة أن يجعلنا في غير ملكة ؟
وهل يقدر تعالى على إدخال الدنيا بما هي في خرم الإبرة بما هو ؟
والجواب :هو أن ذلك عجز في المقدور لا في قدرة الله تعالى ، فأنة ما دام لا يوجد ملك هو غير ملك الله ، فلا يتحقق جعلنا في غير ملكة .
وما دام لا يجتمع النقيضان فلا يدخل الله سبحانه الدنيا الكبيرة في الخرم الصغير ، لأنة لو صح ذلك لكانت الدنيا الكبيرة هي في أن الصغيرة غير الكبيرة ، وهو من المستحيلات لدى العقل .
نعم الله قادر على تصغير الدنيا كما يقدر على توسيع خرم الإبرة فيدخل هذه في هذه .
تعليق