تويت
[I
والحمدلله رب العالمين والصلاة على محمدواله الطيبين الطاهرين
اليأس من استجابة الدعاء
إذا اصبح يائسا وفقد الأمل بتحقيق مقصوده إثر طلبه لحاجة من الحوائج الشرعيه ،ومطلب من المطالب الأخروية، ورجائه من الله تحقيقها ثم لم تتحقق له،،فيجب أن يعلم
أولا،،أن الوعد الالهي حق ،ولا يتخلف ،وبشكل عام أمر الله تعالى بالدعاء،ووعد بالاجابة،،
ففي القرآن الكريم يقول((وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي ))سورة البقرة ايه 186
وفي موضع آخر يقول((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم))سورة غافر ايه 60
ثانيا،،إن التأخير في الاجابه هو نتيجة وجود حكمة كما أشير الى بعضها
· 1-الذنب مانع عن استجابة الدعاء
أحيانا يحجب الدعاء نتيجة الذنوب التي ارتكبها والدليل على أن تأخيرإجابة الدعاء لطف هو التوفيق بالاستمرارفي الدعاء،ونفس ذلك نعمه
وذلك أكبر شاهد على أنه مورد العنايه أولا،وقضاء حاجته ثانيا،ولولا ذلك لم يكن يوفق للاستمرارفي الدعاء
· 2-تأخير الاستجابه موجب للقرب
أحيانا بسبب التأخيرفي الاجابه يحصل العبد على خيرات كثيرة،ذلك أن الدعاء هو من أكبر العبادات والاستمرارعليه موجب لزيادة قرب العبد من ربه،ولذا فان ذوي العنايه واللطف الالهي،تتأخير استجابه دعائهم أكثر
وعن أبوعبدالله عليه السلام،،أن العبد الوليّ لله يدعو الله عزوجل في الامرينوبه ،فيقول للملك الموكّل به،،اقض لعبدي حاجته ولا تعجلهافانّي أشتهي أن أسمع نداءه وصوته،وان العبد العدو لله ليدعو الله عزوجل في الامرينوبه فيقال للملك الموكل به ،،اقض لعبدي حاجته وعجلها فانّي أكره أن اسمع وصوته
وقال عليه السلام،،فيقول الناس،ماأعطي هذا الا لكرامته ولا منع هذا الا لهوانه
وعن ابو عبد الله عليه السلام ،،قال ان المؤمن ليدعو الله عزوجل في حاجته فيقول الله عز وجل أخروا اجابته ،شوقا الى صوته ودعائه ،فاذا كان يوم القيامه قال الله عزوجل ((عبدي دعوتني فأخرت اجابتك وثوابك كذاوكذا،، ودعوتني في كذاوكذا فأخرت اجابتك وثوابك كذاوكذا))
قال ،فيتمنى المؤمن انّه لم يستجب له دعوة في الدنيامما يرى من حسن الثواب
وعن العلامه المجلسي في حياة القلوب
عن الامام الباقر عليه السلام ،،أن ابراهيم الخليل عليه السلام كان يدورفي الصحاري ليعتبر بمخلوقات الله ،ويوما ما رأى شخصا مشغولا بالصلاة،مرتفعا صوته الى السماء
تعجب ابراهيم من صلاته وجلس حتى فرغ من صلاته،فقال له ابراهيم لقد أعجبني عملك وأحببت أن أكون رفيقا لك أخبرني عن منزلك لآتيك متى أحببت
فقال ذلك العابد انك لاتستطيع أن تأتي الى منزلي لأنه وسط بحر لا تستطيع عبوره
فقال ابراهيم وكيف تعبرأنت،،فقال الرجل انني أمشي على الماء
فقال ابراهيم الله الذي مكنك من عبور الماء يستطيع أن يسخره لي،قم لنذهب فلما وصلاالى الماء قال الرجل بسم الله وعبر على الماء وقال ابراهيم عليه السلام بسم الله وعبر على الماء
فتعجب الرجل حتى وصلا الى المنزل
فسأله ابراهيم (ع)أي يوم هو أصعب الأيام ؟
فقال العابد،هويوم يجازي الله عباده على أعمالهم
فقال ابراهيم(ع)تعال ندعو حتى يحفظنا الله شر ذلك اليوم،فقال العابد لاأدعو لأني سألت الله حاجه من ثلاث سنوات فلم يقضهالي،ولا أسال الله حاجة بعدها ما لم يقضهالي
فقال ابراهيم (ع)
متى أحب الله عبده حبس دعاءه ليناجيه ويطلب منه ومتى عرف الله عدواة العبد استجاب دعاءه سريعا أو قذف في قلبه اليأس حتى لا يدعوه،،ثم سأل أبراهيم (ع)
العابد،ماكانت حاجتك؟فقال يوما في المكان الذي كنت أصلي فيه رأيت طفلا في غاية الحسن والجمال حتى ليسطع النور من جبينه يرعى بضعة أبقار ومعه بضعة أغنام فسألته من أين هذه الأغنام؟فقال مني
قلت،من أنت؟
قال اسماعيل بن ابراهيم خليل الله
فدعوت وسألت الله تعالى أن يريني خليله ابراهيم ولم اراه فقال ابراهيم (ع) قد أجيب دعاوك،،أنا ابراهيم ففرح العابد ووضع يده في عنق ابراهيم وقبله
ومماينبغي لكل داع أن يراعي شرائط وآداب الدعاء حتى يستجاب له
قال الصادق (ع)احفظ اداب الدعاء وانظر من تدعو وكيف تدعو ولماذا تدعو وحقق عظمة الله وكبرياءه،وعاين بقلبك علمه بما في ضميرك واطلاعه على سرك وما تكن فيه من الحق والباطل واعرف طرق نجاتك وهلاكك كيلا تدعو الله بشيء عسى فيه هلاكك وأنت تظن أن فيه نجاتك،،لقوله تعالى((ويدع الانسان بالشردعاءه بالخير وكان الانسان عجولا))
وابداء دعائك بالصلوات على محمد وال محمد وأنهي الدعاء بالصلوات على محمد واله الطيبين الطاهرين
عن الصادق (ع) من دعا ولم يذكر النبي صلى الله عليه واله وسلم بدعائه رفرف الدعاء على رأسه فاذا ذكر النبي صل الله عليه واله وسلم رفع الدعاء
وأخردعوانا الحمدلله رب العالمين
المصادر
الذنوب الكبيره
الكافي المجلد الثاني
جامع السعادات
الملفات المرفقة
تعليق