علي المرتضی علیه السلام ارتضی من الرسول الکریم
بسم الله الرحمن الرحیم
والحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام علی افضل الخلق اجمعین ابي القاسم محمد وعلی اله اجمعین الطیبین الطاهرین المعصومین
- قال الله تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)
- حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد ] (1 محمد بن الحسن بن بابويه [ قال: الصفار، عن محمد ابن زكريا، عن أبي المعافاعن ) قال: حدثنا وكيع، عن زاذان، عن سلمان قال: كنا مع أمير المؤمنين عليه السلام ونحن نذكر شيئا من معجزات الانبياء عليهم السلام فقلت له: يا سيدي احب أن تريني ناقة ثمود، وشيئا من معجزاتك ؟ قال: أفعل [ إن شاء الله تعالى ]. ثم وثب فدخل منزله وخرج إلي وتحته فرس أدهم، وعليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء، ونادى: يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس. فأخرج فرسا آخر أدهم، فقال لي: اركب يا أبا عبد الله. قال سلمان: فركبته، فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه، فصاح به الامام عليه السلام فحلق في الهواء، وكنت أسمع حفيف أجنحة الملائكة [ وتسبيحها ] تحت العرش ثم حضرنا على ساحل بحر عجاج مغطمط الامواج، فنظر إليه الامام شزرا فسكن البحر. فقلت له: يا سيدي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه ! فقال: يا سلمان، خشي أن آمر فيه بأمر. ثم قبض على يدي، وسار على وجه الماء، والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل، فعبرنا ذلك البحر، ودفعن إلى جزيرة
كثيرة الاشجار والاثمار والاطيار والانهار، وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر، بل ورد وزهر. فهزها بقضيب كان بيده، فانشقت وخرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعا، وعرضها أربعون ذراعا، وخلفها قلوص فقال لي: ادن منها واشرب من لبنها. [ قال سلمان ]: فدنوت منها وشربت حتى رويت، وكان لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد وقد اكتفيت. قال صلوات الله عليه: هذا حسن ؟ قلت: حسن يا سيدي ! قال: تريد أن اريك أحسن منها ؟ فقلت: نعم يا سيدي. قال: يا سلمان ناد: اخرجي يا حسناء. فناديت فخرجت ناقة طولها مائة وعشرون ذراعا، وعرضها ستون ذراعا [ ورأسها ] من الياقوت الاحمر [ وصدرها من العنبر الاشهب، وقوائمها من الزبرجد الاخضر ] وزمامها من الياقوت الاصفر، وجنبها الايمن من الذهب، وجنبها الايسر من الفضة، وضرعها من اللؤلؤ الرطب. فقال لي: يا سلمان اشرب من لبنها. قال سلمان: فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب عملا صافيا محضا فقلت: يا سيدي هذه لمن ؟ قال: هذه لك ولسائر الشيعة من أوليائي. ثم قال: ارجعي. فرجعت من الوقت، وسار بي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة وفي أصلها مائدة عظيمة، عليها طعام يفوح منه رائحة المسك، وإذا بطائر في صورة النسر العظيم، قال [ سلمان ]: فوثب ذلك الطير فسلم عليه، ورجع إلى موضعه
فقلت: يا سيدي ما هذه المائدة ؟ قال: هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامة. فقلت: ماهذا الطائر ؟ فقال: ملك موكل بها إلى يوم القيامة. فقلت: وحده يا سيدي ؟ فقال: يجتاز به الخضر عليه السلام كل يوم مرة. ثم قبض على يدي، وسار بي إلى بحر ثان، فعبرنا إذا بجزيرة عظيمة، فيها قصر لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء، وشرفه من العقيق الاصفر، وعلى ركن. أقبلت الملائكة تسلم عليه، ثم أذن لهم فرجعوا إلى مواضعهم. قال سلمان: ثم دخل الامام عليه السلام إلى القصر، فإذا فيه أشجار [ وأثمار ] وأنهار وأطيار وألوان النبات، فجعل الامام عليه السلام يتمشى فيه حتى وصل إلى آخره، فوقف على بركة كانت في البستان، ثم صعد إلى سطحه، فإذا كرسي من الذهب الاحمر، فجلس عليه، وأشرفنا على القصر، فإذا بحر أسود يغطمط بأمواجه كالجبال الراسيات. فنظر إليه شزرا فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب. فقلت: يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه ! قال: خشي أن آمر فيه بأمر، أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟ فقلت: لا يا سيدي. فقال: هذا البحر الذي غرق فيه فرعون (لعنة الله) وقومه، إن المدينة حملت على محاميل جناح جبرئيل عليه السلام ثم رمى بها في هذا البحر فهويت فيه لا تبلغ قراره إلى يوم القيامة. فقلت: يا سيدي هل سرنا فرسخين ؟ فقال: يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ، ودرت حول الدنيا عشرين ألف
مرة، فقلت يا سيدي وكيف هذا ؟ ! فقال: يا سلمان إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين، وأمين رب العالمين، وحجته على خلقه أجمعين. يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى حيث يقول: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) فقلت: بلى يا سيدي. فقال: يا سلمان أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله على غيبه، أنا العالم الرباني، أنا الذي هون الله عليه الشدائد وطوى له البعيد. قال سلمان: فسمعت صالحا يصيح في السماء - يبلغ صوتا ولايرى الشخص - وهو يقول: صدقت، صدقت، أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك. ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به، وحلق في الهواء، ثم حضرنا بأرض الكوفة، هذا كله وقد مضى من الليل ثلاث ساعات، فقال لي: يا سلمان، الويل كل الويل على من لا يعرفنا حق معرفتنا، وأنكر ولايتنا. يا سلمان أيما أفضل محمد صلى الله عليه وآله أم سليمان بن داود ؟ قال سلمان: [ قلت: ] بل محمد صلى الله عليه وآله. فقال: يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب، ولا أفعل ذلك وعندي علم مائة كتاب وأربعة وعشرين كتاب ؟ !
أنزل الله على شيث بن آدم عليه السلام خمسين صحيفة، وعلى إدريس عليه السلام ثلاثين صحيفة [ وعلى نوح عليه السلام عشرين صحيفة ] وعلى إبراهيم عليه السلام عشرين صحيفة، والتوراة والانجيل والزبور [ والفرقان ]. فقلت: صدقت يا سيدي هكذا [ يكون الامام ]. قال الامام عليه السلام: إعلم يا سلمان أن الشاك في امورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا، وقد فرض الله عزوجل ولايتنا في كتابه، وبين فيه ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف - ومنها: حدثنا إبراهيم بن الحسين الهمداني، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الغفار بن القاسم، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن أبيه عليه السلام يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام: أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله بجام من الجنة فيه فاكهة كثيرة من فواكه
الجنة، فدفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله فسبح الجام وكبر وهلل في يده. ثم دفعه إلى أبي بكر فسكت الجام، ثم دفعه إلى عمر فسكت الجام. ثم دفعه إلى أمير المؤمنين، الجام وكبر وهلل في يده، ثم قال الجام: إني امرت أن لاأتكلم إلا في يد نبي أو وصي نبي. وفى كتاب الانوار بأن الجام من كف النبي صلى الله عليه وآله عرج إلى السماء وهو يقول بلسان فصيح سمعه كل من كان عند النبي صلى الله عليه وآله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). وأيضا: وروي أن جبرائيل وميكائيل عليهما السلام أتيا به، فوضعاه في يد أمير المؤمنين عليه السلام بأمر النبي صلى الله عليه وآله فسلم عليه الجام، فرد عليه السلام: قال الله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) قال الصادق عليه السلام: أعطى الله أمير المؤمنين عليه السلام حياة طيبة بكرامات [ و ] أدلة وبراهين [ و ] معجزات، وقوة إيمانه، ويقين علمه وعمله، وفضله الله على جميع خلقه بعد النبي صلى الله عليهما وآلهما.
تعليق