من خیرات ربی
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام علی افضل الانبیاء والمرسلین ابی القاسم محمد وعلی اله الطیبین الطاهرین المعصومین
قوله تعالى: " الحمد لله رب العالمين " قال الامام عليه السلام: جاء رجل إلى الرضا عليه السلام فقال: يا بن رسول الله أخبرني عن قوله عزوجل " الحمد لله رب العالمين " ما تفسيره؟ قال عليه السلام: لقد حدثني أبي، عن جدي عن الباقر، عن زين العابدين عليهم السلام أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني عن قوله عزوجل " الحمد لله رب العالمين " ما تفسيره؟ فقال: " الحمد لله " هو أن عرف الله عباده بعض نعمه عليهم جملا، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل، لانها أكثر من أن تحصى أو تعرف فقال لهم: قولوا: " الحمد لله " على ما أنعم به علينا.
(رب العالمين) وهم الجماعات من كل مخلوق، من الجمادات، والحيوانات: فأما الحيوانات، فهو يقلبها في قدرته، ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه ويدبر كلا منها بمصلحته.وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته، يمسك ما اتصل منها أن يتهافت، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ويمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه، ويمسك الارض أن تنخسف إلا بأمره، إنه بعباده رؤوف رحيم.
قال عليه السلام: و(رب العالمين) مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم، إليهم، من حيث يعلمون، ومن حيث لايعلمون.
فالرزق مقسوم، وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا، ليس لتقوى متق بزائده، ولا لفجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو طالبه.ولو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت.
قال [ أمير المؤمنين عليه السلام ]: فقال الله تعالى لهم: قولوا " الحمد لله " على ما أنعم به علينا، وذكرنا به من خير في كتب الاولين من قبل أن نكون.ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمد لما فضله وفضلهم، وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم [ به على غيرهم ].
تعليق