قصص علمية مترفة حول النجوم عند اهل البيت عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قال الامام الصادق عليه السلام
فكر يا مفضل في النجوم واختلاف مسيرها فبعضها لا تفارق مراكزها من الفلك ولاتسير الا مجتمعة وبعضها مطلقة تنتقل في البروج وتفترق في مسيرها فكل واحد منها يسير سيرين مختلفين احدهما عام مع الفلك نحو المغرب والاخر خاص لنفسه نحو المشرق كالنملة التي تدور على الرحى فالرحى تدور ذات اليمين والنملة تدور ذات الشمال والنملة في تلك الحركة تتحرك حركتين مختلفتين احداهما بنفسها فتتوجه امامها
والاخرى مستكرهة مع الرحى تجذبها الى خلفها
فاسال الزاعمين ان النجوم صارت على ما هي عليه بالاهمال من غير عمد ولا صانع لها ما منعها ان تكون كلها راتبة او تكون كلها متنقلة فان الاهمال معنى واحد فكيف صار ياتي بحركتين مختلفتين على وزن وتقدير ففي هذا بيان ان مسير
الفريقين على ما يسيران عليه بعهد وتدبير وحكمة وتقدير وليس باهمال كما تزعمه المعطلة فان قال قائل ولم صار بعض النجوم راتبا وبعضهما متنقلا قلنا انها لو كانت كلها راتبة لبطلت الدلالات التي ستدل بها من تنقل المتنقلة ومسيرها في كل برج من البروج
كما قد يستدل على اشياء مما يحدث في العالم بتنقل الشمس والنجوم في منازلها ولو كانت كلها متنقلة لم يكن لمسيرها منازل و تعرف ولا رسم يوقف عليه لان انما يوقف بمسير المتنقلة منها لتنقلها في البروج الراتبة كما يستدل على سير السائر على الارض بالمنازل التي يجتاز عليها ولو كان تنقلها بحال واحدة لاختلط نظامها وبطلت المارب فيها ولساغ لقائل ان يقول
ان كينونيتها على حال واحدة توجب عليها الاهمال من الجهة التي وصفنا ففي اختلاف سيرها وتصرفها وما في ذلك من المارب والمصلحة ابين دليل على العهد والتدبير فيها فكر في هذه النجوم التي تظهر في بعض السنة وتحتجب في بعضها كمثل الثريا والجوزاء والشعريين وسهيل
فانها لو كانت بأسرها تظهر في وقت واحد لم تكن لواحد فيها على حاله دلالات يعرفها الناس
علنا ان نتدبر خلق الله في هذا الكون وكيفيت صنع الله فيه
والمصدر قصص اهل البيت العلمية عليهم السلام تاليف السيد ابراهيم سرور
تعليق