تويت
مناهل الجود والدور الموؤد/الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
وبعد,فإن خالق الخلق جل وعلا أنعم على عباده وخلقه بنعم لاتعد ولا تحصى ظاهرة وباطنة,ولعل اعظم هذه النعم نعمة بعث الأنبياء والرسل والهداة والآئمة الذين أخرجونا من الظلمات إلى النور وكانوا بحق مناهل عذبة تروي الظمآن وتهدي الحيران.
ومما يثير الدهشة والاستغراب طريقة تعاطي بعض الناس مع هذه الرحمة المهداة والنعمة الإلهية.
ألا تشتغرب لو انك كنت في ظهيرة صيف قائضة وسط صحراء قاحلة وقد أشرفت من شدة الحر والعطش على الهلاك ثم عثرت على روضة غناء وعيون ماء وقطوف دانية وما أن هرعت إلى المناهل الروية حتى وجدت عصبة جاهلة قد حالت بينك وبين المناهل وأخذت بتدمير تلك الرياض النضرة وبإلقاء الحجارة في آبار الماء لمنع الناس من الاستفادة منها!!؟؟.
وهكذا لعب أعداء الإنسانية نفس الدور حين حاولوا حجب أنوار الهداية وتحجيم أدوار الهداة وقد وصف الله جل وعلا حركتهم هذه في محكم كتابه المجيد قائلا : (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواهم والله متم نوره ولو كره الكافرون).
فحالوا بين الناس وبين الانتفاع من وجود هذه الرحمة المهداة ,فقتلوا البعض وسجنوا البعض وشردوا أهل بيت الرحمة (عليهم السلام )في أرجاء المعمورة وقد وصف أحد الشعراء حالهم فأجاد حين قال :
لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت وآل أحمد مظلومون قد قهروا
مشردون نفوا عن عقر دارهم كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفرا
فأستصلوا شأفة أهل البيت(عليهم السلام) من على وجه الأرض حتى قال قائلهم يوم عاشوراء بعد قتل الرجال وذبح الأطفال وحرق الخباء وسبي النساء (لا تبقوا من أهل هذا البيت باقية),نعم لم يسلم منهم حتى الطفل الرضيع بل من قبل ذلك حتى الجنين في بطن أمه فلقد أسقطوه بعد أن هشموا أضلاع أمه الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) فبدل أن تطول أعمار الهداة من أجل منفعة الأجيال والأمة فإننا نرى بأن حركتهم وئدت ومناهلهم طمرت وأنوارهم غيبت وتواريخهم حجبت وحجمت.
كل ذلك من أجل أن يتحكم زمرة من الجهال والظلمة والقتلة وشذاذ الآفاق بمصائر الشعوب وليتربع عديم الآهلية على عرش الحكم ويحكم الناس بالنار والحديد ولا يخفى على أحد أن الطواغيت على طول المدى يشعرون بالخطر من وجود الهداة والمصلحين وكلما كان الخطر أكبركان البطش أعظم وأسرع, ومن هنا فإن محمدا(صلى الله عليه وآله وسلم)وأهل بيته الطاهرين لاقوا من الأذى ما لم يخطر على بال حتى قال سيد الأنبياء ما أوذي نبي مثلما أوذيت) ومن خلال ملاحظة أعمار الأئمة الأطهار التي عاشوها نعرف عظم خطرهم وعدم احتمال طواغيت عصرهم لوجودهم المبارك.
بعد هذه المقدمة أرجو من القارئ الكريم لحظات تأمل وتدبر في سيرة حياة شباب الأئمة وأقصرهم عمرا الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) الذي لم يمهله طاغية عصره أن يعيش أكثر من أربعة أو خمسة وعشرين سنة ولم يطق وجوده المبارك حتى دس إليه السم بواسطة زوجته الخائنة أم الفضل ابنة المأمون العباسي فمات شهيدا مسموما غريبا صابرا عطشانا وبقي جثمانه الشريف على سطح داره ثلاثة أيام حتى دفن بمقابر قريش عند جده الإمام الكاظم(عليه السلام).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
يتبع أنشاء الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
وبعد,فإن خالق الخلق جل وعلا أنعم على عباده وخلقه بنعم لاتعد ولا تحصى ظاهرة وباطنة,ولعل اعظم هذه النعم نعمة بعث الأنبياء والرسل والهداة والآئمة الذين أخرجونا من الظلمات إلى النور وكانوا بحق مناهل عذبة تروي الظمآن وتهدي الحيران.
ومما يثير الدهشة والاستغراب طريقة تعاطي بعض الناس مع هذه الرحمة المهداة والنعمة الإلهية.
ألا تشتغرب لو انك كنت في ظهيرة صيف قائضة وسط صحراء قاحلة وقد أشرفت من شدة الحر والعطش على الهلاك ثم عثرت على روضة غناء وعيون ماء وقطوف دانية وما أن هرعت إلى المناهل الروية حتى وجدت عصبة جاهلة قد حالت بينك وبين المناهل وأخذت بتدمير تلك الرياض النضرة وبإلقاء الحجارة في آبار الماء لمنع الناس من الاستفادة منها!!؟؟.
وهكذا لعب أعداء الإنسانية نفس الدور حين حاولوا حجب أنوار الهداية وتحجيم أدوار الهداة وقد وصف الله جل وعلا حركتهم هذه في محكم كتابه المجيد قائلا : (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواهم والله متم نوره ولو كره الكافرون).
فحالوا بين الناس وبين الانتفاع من وجود هذه الرحمة المهداة ,فقتلوا البعض وسجنوا البعض وشردوا أهل بيت الرحمة (عليهم السلام )في أرجاء المعمورة وقد وصف أحد الشعراء حالهم فأجاد حين قال :
لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت وآل أحمد مظلومون قد قهروا
مشردون نفوا عن عقر دارهم كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفرا
فأستصلوا شأفة أهل البيت(عليهم السلام) من على وجه الأرض حتى قال قائلهم يوم عاشوراء بعد قتل الرجال وذبح الأطفال وحرق الخباء وسبي النساء (لا تبقوا من أهل هذا البيت باقية),نعم لم يسلم منهم حتى الطفل الرضيع بل من قبل ذلك حتى الجنين في بطن أمه فلقد أسقطوه بعد أن هشموا أضلاع أمه الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) فبدل أن تطول أعمار الهداة من أجل منفعة الأجيال والأمة فإننا نرى بأن حركتهم وئدت ومناهلهم طمرت وأنوارهم غيبت وتواريخهم حجبت وحجمت.
كل ذلك من أجل أن يتحكم زمرة من الجهال والظلمة والقتلة وشذاذ الآفاق بمصائر الشعوب وليتربع عديم الآهلية على عرش الحكم ويحكم الناس بالنار والحديد ولا يخفى على أحد أن الطواغيت على طول المدى يشعرون بالخطر من وجود الهداة والمصلحين وكلما كان الخطر أكبركان البطش أعظم وأسرع, ومن هنا فإن محمدا(صلى الله عليه وآله وسلم)وأهل بيته الطاهرين لاقوا من الأذى ما لم يخطر على بال حتى قال سيد الأنبياء ما أوذي نبي مثلما أوذيت) ومن خلال ملاحظة أعمار الأئمة الأطهار التي عاشوها نعرف عظم خطرهم وعدم احتمال طواغيت عصرهم لوجودهم المبارك.
بعد هذه المقدمة أرجو من القارئ الكريم لحظات تأمل وتدبر في سيرة حياة شباب الأئمة وأقصرهم عمرا الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) الذي لم يمهله طاغية عصره أن يعيش أكثر من أربعة أو خمسة وعشرين سنة ولم يطق وجوده المبارك حتى دس إليه السم بواسطة زوجته الخائنة أم الفضل ابنة المأمون العباسي فمات شهيدا مسموما غريبا صابرا عطشانا وبقي جثمانه الشريف على سطح داره ثلاثة أيام حتى دفن بمقابر قريش عند جده الإمام الكاظم(عليه السلام).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
يتبع أنشاء الله تعالى
تعليق