من يا ترى خير العمل
قد جاءَ يوماً مُنشداً.. من يا تُرى خيرُ العَمل؟!
وإذا بهِ ملأَ الدُّنى .. بالشِّعرِ مدحاً وارتَجَل
وصفَ الوصِيَّ كعاشقٍ .. قد راقهُ شِعرُ الغَزَل
وَإِذا بقلبي غِبطةً .. يُعطي جواباً بالعجل
ذاكَ الذي وصّى بهِ .. ربُّ العِبادِ فما اكتمل
دينُ النَّبيِّ سِوى بهِ .. فهو الأميرُ بلا جَدَل
في الدّينِ والدُّنيا بهِ .. من كُلِّ نائبةٍ أَمل
خيرُ العبادِ جميعِهم .. في كلِّ معروفٍ مَثَل
رجلُ المواقفِ كلِّها .. أكرِمْ بهِ نعمَ الرُّجل
الله ُيعرفُ قدرَهُ .. من يَعرفُ الخلقَ الأجَل
حِبُّ الإلهِ وحُبُّهُ .. بِسَنا النُّبوةِ مُتَصِل
هو للتُّقاةِ إِمامُهم .. نفسُ النَّبيِّ بهِ ابتهَل
صِهرُ الرَّسولِ وغيرُهُ .. ما كانَ كُفؤاً أو عَدَل
بابُ المدينةِ حِكْمةً .. ماءُ المعينِ مِنَ الأزَل
بالحَشْرِ واردُ حَوضِهِ .. يومَ المعادِ لهُ مَحَل
مَن مدحُهُ في (هَلْ أتى) .. بالبِرِّ شُكْراً قد نَزل
أَحْيا الصَّلاةَ خُشوعُهُ .. مُؤْتٍ رُكوعاً مَن سَأل
هُو لِليَتامى والدٌ .. بَلْ كُلَّ مِسكينٍ كَفَل
مَن حامياً مَن حافظاً ..،من فادياً خيرَ الرُّسُل؟
مَن نائماً بفِراشِهِ .. مِن دونِ حُزنٍ أَو وَجَل؟
قُلْ: (لا فتىً إلا عَلي) .. في كُلِّ واقعةٍ بَطَل
فاروقُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ .. بينَ النَّقيضَينِ فَصَل
أَقْضى القُضاةِ وَحُكمُهُ .. ما ضاقَ عن عَقدٍ وَحَل
هُو للبلاغةِ سيِّدٌ .. إن قالَ قَولاً قد فَعَل
في يومِ خَيبرَ كَفُّهُ .. للرّايةِ العُظمى حَمَل
فَقّارُهُ فَلَقَ الرَّدى .. وَأَبادَ دَيْجورَ الدَّجَل
ذاكَ المُكنّى حيدرٌ .. كَرّارُها خَيْرُ العَمَل
مَنْ قَتلُهُ هَدَمَ الهُدى .. وَالعُروةَ الوُثْقى فَتَل
مَنْ فَقدُهُ فَجَعَ الدُّنى .. مَنْ ثَكلُهُ أَدْمى المُقَل
هُو خالدٌ إِذْ ذِكرُهُ .. أَحْيا الوجودَ وَإِن رَحَل
فصِراطُهُ مِنهاجُنا .. حتّى يُوافِيَنا الأَجَل
بقلمي مع عطر الولاء والدعاء
تعليق