بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلىآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين إلى قيام يوم الدين .
قال تعالى(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاءوالمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)90 النحل
(امير المؤمنين (ع ) : لا منقبة أفضل من الإحسان
امير المؤمنين( إن المؤمنين محسنون)
موقف رأيته فتألمت له كثيرا الحقوالعدل مع شخص –حسب نقله-ولكن كون الحق معه تمسك به رغم ان هذا التمسك أضر بالطرف الآخر وهذا الموقف دعاني لكتابة هذا الموضوع:
في القانون الاسلامي مرونة ومتغيرات في الاحكام فهو ليس جامدا فالواجب ينقلب الى حرام احيانا والحرام الى واجبوهكذا فليس من الصواب ان يتمسك احدنا اتجاه الاخرين بموقف متشدد كون الحق والعدل معهابتدائا , فلربما بهذا الموقف ينقلب الحكم رأسا على عقب فإن الاسلام لا ضرر ولا ضرار….
فإذا اردت ان تسقط شجرتك مثلا ويوجد شخص جالس بظلها وتعنت ولا يريد انيقوم رغم تحذيرك له فالعدل معك كونك حر التصرف بما تملك وهو يكون ظالما ومعتديا ولكنهل يحق لك ان تسقطها عليه فتقتله ؟ هنا يأتي الإحسان وهذا المثل يبين الضرر بدرجة عالية ولكن ممكن ان نقيس عليه امور اخرى اخف في حياتنا….
في احد السنين كنا في منى وكانت الخيمة عند النوم غير كافية فذهبنا اناواحد الاخوة لنبحث عن مكان ننام فيه فوجدناخيمة فارغة فنمنا فيها ولكن بوقت متأخر من الليل جاء عدة اشخاص الى الخيمة فأيقضونا وامرونا ان نخرج لزعمهم ان الخيمةلهم, هب ان الخيمة لكم والعدل معكم ولكن اين الاحسان والمكان واسع , توقض مسلم من نومهقبيل الفجر وتخرجه وانت في منى هنا يأتي الاحسان .
جاء عن الامام الصادق (عليه السلام)قوله( إذا طلبت بمظلمة فلا تدع على صاحبك فانالرجل يكون مظلوما ولا يزال يدعو حتى يكون ظالما…)
في هذا الحديث الشريف يبين الامام ان الدعاء فقط –اكثر مما ينبغي حسباحد وجوه تفسير الحديث-ربما يحيلك من مظلوم الى ظالم فكيف بمن يبدء بالتهم والتدخلفي نوايا الآخر والغيبة وما الى ذلك؟؟
في الاية الكريمة التي ابتدئنا فيها الموضوع يأمرنا الله سبحانه بالعدلوالاحسان, لم يقتصر الامر بالعدالة فقط بل امر بالاحسان فليس من الحق ان يتمسك احدنابالعدل ويترك الاحسان الذي امر الله به .
ننقل بعض النصوص للتوضيح
محمد تقي فلسفي
الطفل بين الوراثة والتربية
(إن الله يأمر بالعدل والإحسان) . في هذه الآية الكريمة قارن الله تعالىبين إقامة العدل ، والإحسان في جملة واحدة وأمر الناس بها بصيغة واحدة . العدل وليدالعقل ، والإحسان وليد العواطف . إذا كان مجتمع ما يحكمه العدل فقط ولا يوجد فيه أثر للحب والعطف فإنالحياة تصبح باهتة وهامدة . . . لا أثر هناك للصداقة والمحبة ، والسخاء والعفو ، والرأفةوالرحمة ، ولا تشم من ذلك المجتمع رائحة للتعالي الروحي والتكامل النفسي ، ولا حسناتالأخلاق والعواطف . . . الحياة في مثل هذا المجتمع تصبح جحيما لا يطاق . يستحيل فيهذه الظروف أن ينال الأفراد الكمال اللائق بهم ، لأن العواطف تشكل جانبا مهما من الفطرياتالانسانية ، ويجب أن تنال حصتها من التنمية والعناية …
السيد الطباطبائي الميزان
مع ما للعدالة من قدرة وجلال وتأثير عميق في كل الأوقات - الطبيعية والاستثنائية- في عملية بناء المجتمع السليم ، إلا أنها ، ليست العامل الوحيد الذي يقوم بهذه المهمة، ولذلك جاء الأمر ب ” الإحسان ” بعد ” العدل ” مباشرة ومن غير فاصلة . وبعبارة أوضح: قد تحصل في حياة البشرية حالات حساسة لا يمكن معها حل المشكلات بالاستعانة بأصل العدالةفقط ، وإنما تحتاج إلى إيثار وعفو وتضحية ، وذلك ما يتحقق برعاية أصل ” الإحسان ”. وعلى سبيل المثال : لو أن عدوا غدارا هجم على مجتمع ما ، أو وقعت زلزلة أو فيضانأو عواصف في بعض مناطق البلاد ، فهل من الممكن معالجة ذلك بالتقسيم العادل لجميع الطاقاتوالأموال ، وتنفيذ سائر القوانين العادية ؟ ! هنا لابد من تقديم التضحية والبذل والإيثارلكل من يملك القدرة المالية ، الجسمية ، الفكرية ، لمواجهة الخطر وإزالته ، وإلا فالطريقمهيأ أمام العدو لإهلاك المجتمع كله ، أو أن الحوادث الطبيعية ستدمر أكبر قدر من الناسوالممتلكات …
الشفاء الروحي عبد اللطيف البغدادي
والأمر الثاني من أوامر الآية الكريمة الإحسان ، وهو أعم من العدل لأنالعدل هو إقامة الواجب من حقوق الخالق والمخلوق من سائر الناس والنفس ، والإحسان هوإقامة الواجب والمندوب كتأدية الفرائض مع النوافل والمستحبات بالنسبة إلى حق الخالق، …، وترك الشهوات المحرمة مع الزهد في الدنيا بالنسبة إلى النفس ، والتفضل كما لايخفى انما يصدر عن العدل لأن التفضل مبالغة في العدل لذا ابتدأ الله به وثنى بالإحسان، وكأن العدل أصل والإحسان فرع ، وقد قيل : في الفرع ما في الأصل وزيادة ، وقيل أيضا: ان المتفضل أفضل من العادل ، ولكن بشرط ان يكون التفضل غير داخل في الإسراف والتبذيرالمذموم كمن يعطي غير مستحق أو يترك المساواة بين المستحقين بأن يرجح مستحقا على آخربدون مرجح أو انه يترك الواجب الذي عليه ويؤدي المندوب ، فهذا كله وأمثاله خارج عنحد الإحسان وصاحبه لا يقال له محسن بل يقال له مضيع . وقد عرف الإحسان باللغة انه الحسن، فمعنى ” الحسن ” أي فعل الحسن ، ضد أساء . فالحسن يشمل - كما علمت - الواجب في الحقوقكلها وغير الواجب وكله إحسان .
منزلة الاحسان في القران
قال تعالى(…وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن اللهلا يحب المفسدين ) القصص (77 )
حينما نطلع على القران الكريم والسنة الشريفة نرى ان الله سبحانه حث علىالاحسان حثا عجيبا وبين لنا مقامه الرفيع الذي يتوق اليه كل مؤمن ولا يزهد فيه ويضيقعليه الا من كان صدره ضيقا حرجا لترقي الكمال واليك عرض لبعض الآيات
1-الله يحب المحسنين
اذا اردت ان تكون من احباء الله فكن من اهل الإحسان
قال تعالى: ( … ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ) [ المائدة /94 ] .
2-الله مع المحسنين
واذا اردت ان يكون الله معك فكن منهم
قال تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) النحل / 129 .
3-رحمة الله قريب منهم
ان غاية كل مسلم شموله برحمة الله فكن محسن تكن قريبة منك
قال تعالى:(.. إن رحمة الله قريب من المحسنين ) ( 56 )الاعراف
4-البشارة لهم
البشارة التي تدخل السرور وترفع الاحزان في الدنيا يتمناها كل انسان, فكيف اذا كانت بيوم ترى الناس فيه سكارى من العذاب, نعم خصها الله سبحانه لهم بهذهالآية
قال تعالى(…لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ) ( 37 )الحج
5- جزائهم الخلود في الجنان؟
وهم مخلدون في الجنان
(… جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين ) ( 85 المائدة
6-ويزيدهم الله
كونهم متفضلون على عباده , وهلجزاء الاحسان الا الاحسان؟ فالله سبحانه وتعالى يتفضل عليهم ويزيدهم من فضله
قال تعالى
… وسنزيد المحسنين ) ( 58 )البقرة
7-تكفل الله بعدم ضياع حقوقهم
يعمل الانسان عملا جيدا فيحرقه باعماله السيئة فيجعله الله هباء منثورا,اما المحسن فعمله محفوظ من الضياع قال تعالى: (… فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ( 115 )هود
8-لا سبيل عليهم
الله سبحانه هو المحامي عنهم وهم بحصن الله ومأمنه ولا يتسلل اليهم السوءقال الله تعالى : ” ما على المحسنين من سبيل… ” 91 التوبة
9-اهل المحشر يتمنون الرجوع ليكونوا من زمرتهم
الغاية التي يتمناها الانسان يوم القيامة حينما تكشف الامور على حقيقتهاهي ان يرجع الى الدنيا ليكون منهم لما يرى من مقامهم الرفيع
قال تعالى: (و تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين )(58 ) الزمر
ها نحن قد رأينا اهل الاحسان في القران الكريم والذين لهم القدح المعلىيوم القيامة بل في الدنيا ايضا وكيف لا يكونونكذلك وهم قد تخلقوا بأخلاق الله فهوالمتصف بالاحسان نأتي الى السنة الشريفة
الاحسان في السنة الشريفة
بعد ان ذكرنا بعض الآيات الكريمة التي بينت لنا منزلة الاحسان والمحسنيننأتي الى مصدر التشريع الثاني ونذكر بعض مما جاء في الاحسان واهله:
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : زينة العلم الإحسان.
امير المؤمنين (عليه السلام ) : لا منقبة أفضل من الإحسان.
الإمام علي ( عليه السلام ) : عليك بالإحسان ، فإنه أفضل زراعة ، وأربحبضاعة
-عنه ( عليه السلام ) : أفضل الإيمان الإحسان
الإمام الصادق ( عليه السلام ) - لإسحاق بن عمار - : أحسن يا إسحاق إلىأوليائي ما استطعت ، فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ولا أعانه إلا خمش وجه إبليس ، وقرح قلبه الامام علي ( عليه السلام ) : رأس الإيمان الإحسان إلى الناس.
-عنه ( عليه السلام ) : نعم زاد المعاد الإحسان إلى العباد.
-عنه ( عليه السلام ) : زكاة الظفر الإحسان. - ) .
-عنه ( عليه السلام ) : لو رأيتم الإحسان شخصا لرأيتموه شكلا جميلا يفوقالعالمين .
الاحسان يورث المحبة ويملك القلوب
رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) : جبلت القلوب على حب من أحسنإليها ، وبغض من أساء إليها علي. ( عليه السلام ) : سبب المحبةالإحسان
- عنه ( عليه السلام ) : من كثر إحسانه أحبه إخوانه
- عنه ( عليه السلام ) : من كثر إحسانه كثر خدمه وأعوانه
- عنه ( عليه السلام ) : من أحسن إلى الناس استدام منهم المحبة
-عنه- بالإحسان تملك القلوب –
- الإمام علي ( عليه السلام ) : الإحسان يستعبد الإنسان
- عنه ( عليه السلام ) : كم من إنسان استعبده إحسان.
-عنه ( عليه السلام ) : ما استعبد الكرام بمثل الإكرام) .
-عنه ( عليه السلام ) : بالإحسان تملك القلوب
- عنه ( عليه السلام ) : احتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئتتكن نظيره ، وأفضل على من شئت تكن أميره .
الإحسان إلى اهل الاسائة
- الإمام علي ( عليه السلام ) : إن إحسانك إلى من كادك من الأضداد والحساد، لأغيظ عليهم من مواقع إساءتك منهم ، وهو داع إلى صلاحهم
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أحسن إلى من أساء إليك.
- الإمام علي ( عليه السلام ) : أحسن إلى المسئ تملكه
- عنه ( عليه السلام ) : أصلح المسئ بحسن فعالك ، ودل على الخير بجميلمقالك.
- عنه ( عليه السلام ) : الإحسان إلى المسئ أحسن الفضل.
- عنه ( عليه السلام ) : الإحسان إلى المسئ يستصلح العدو.
- عنه ( عليه السلام ) : اجعل جزاء النعمة عليك ، الإحسان إلى من أساءإليك.
- عنه ( عليه السلام ) : لا يكونن أخوك على الإساءة إليك أقوى منك علىالإحسان إليه .
المحسن
- الإمام علي ( عليه السلام ) : المحسن معان ، المسئ مهان.
- عنه ( عليه السلام ) : المحسن حي وإن نقل إلى منازل الأموات.
- عنه ( عليه السلام ) : المحسن من عم الناس بالإحسان.
الاحسان في العبادة
عمر بن يزيد : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إذا أحسن المؤمنعمله ضاعف الله عمله بكل حسنة سبعمائة . . . فقلت له : وما الإحسان ؟ قال : فقال :إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك ، وإذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك . . . وكل عمل تعملهلله فليكن نقيا من الدنس.
في قوله تعالى : * ( . . . ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ) * : روي أن النبي( صلى الله عليه وآله ) سئل عن الإحسان ؟ فقال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكنتراه فإنه يراك
الإمام علي ( عليه السلام ) : من قطع معهود إحسانه قطع الله موجود إمكانه.
- عنه ( عليه السلام ) : تمام الإحسان ترك المن به.
مقابلة الإحسان بالإسائة تعجل العقوبة
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولاتؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الإحسان.
- الإمام الباقر ( عليه السلام ) : أربعة أسرع شئ عقوبة : رجل أحسنت إليهويكافيك بالإحسان إليه إساءة ، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك ، ورجل عاهدته علىأمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك ، ورجل يصل قرابته ويقطعونه .
الاحسان يسري في كل الاعمال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذاقتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)
قصة لها علاقة بالموضوع
قرأت في احد كتب السيد محمد الشيرازيقصة ظريفة وفيها الاحسان من الوزن الثقيل ومعناها
ان احد شيوخ العشائر في اطراف بغداد يوم زواج ابنه دعى الشيخ الخالصي–مجتهد- لعقد الزواج وكما هو معروف وخصوصا للشخصيات يكون هناك اطلاق نار تعبيرا عنالفرح .
وكان احد الشباب سيد ايضا يطلق النار فحدث خللا ونزلت البندقية لتقتلالشاب الذي قام الحفل لمناسبة زواجه وانقلب الفرح الى حزن وهرب القاتل فجاء الشيخ الخالصيالى والد الشاب المقتول واخذ ينصحه وان هذا الحادث غير مقصود ولا ذنب له وانه سيد اعفعنه لجده وما شابه ذلك يقول فأطرق والد الشاب المقتول قليلا ثم رفع رأسه ليقول-معنىكلامه- ليستمر العرس واجلبو الشاب القاتل لكي تزف له العروس بدلا من ولدي المقتول!!!!!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلىآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين إلى قيام يوم الدين .
قال تعالى(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاءوالمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)90 النحل
(امير المؤمنين (ع ) : لا منقبة أفضل من الإحسان
امير المؤمنين( إن المؤمنين محسنون)
موقف رأيته فتألمت له كثيرا الحقوالعدل مع شخص –حسب نقله-ولكن كون الحق معه تمسك به رغم ان هذا التمسك أضر بالطرف الآخر وهذا الموقف دعاني لكتابة هذا الموضوع:
في القانون الاسلامي مرونة ومتغيرات في الاحكام فهو ليس جامدا فالواجب ينقلب الى حرام احيانا والحرام الى واجبوهكذا فليس من الصواب ان يتمسك احدنا اتجاه الاخرين بموقف متشدد كون الحق والعدل معهابتدائا , فلربما بهذا الموقف ينقلب الحكم رأسا على عقب فإن الاسلام لا ضرر ولا ضرار….
فإذا اردت ان تسقط شجرتك مثلا ويوجد شخص جالس بظلها وتعنت ولا يريد انيقوم رغم تحذيرك له فالعدل معك كونك حر التصرف بما تملك وهو يكون ظالما ومعتديا ولكنهل يحق لك ان تسقطها عليه فتقتله ؟ هنا يأتي الإحسان وهذا المثل يبين الضرر بدرجة عالية ولكن ممكن ان نقيس عليه امور اخرى اخف في حياتنا….
في احد السنين كنا في منى وكانت الخيمة عند النوم غير كافية فذهبنا اناواحد الاخوة لنبحث عن مكان ننام فيه فوجدناخيمة فارغة فنمنا فيها ولكن بوقت متأخر من الليل جاء عدة اشخاص الى الخيمة فأيقضونا وامرونا ان نخرج لزعمهم ان الخيمةلهم, هب ان الخيمة لكم والعدل معكم ولكن اين الاحسان والمكان واسع , توقض مسلم من نومهقبيل الفجر وتخرجه وانت في منى هنا يأتي الاحسان .
جاء عن الامام الصادق (عليه السلام)قوله( إذا طلبت بمظلمة فلا تدع على صاحبك فانالرجل يكون مظلوما ولا يزال يدعو حتى يكون ظالما…)
في هذا الحديث الشريف يبين الامام ان الدعاء فقط –اكثر مما ينبغي حسباحد وجوه تفسير الحديث-ربما يحيلك من مظلوم الى ظالم فكيف بمن يبدء بالتهم والتدخلفي نوايا الآخر والغيبة وما الى ذلك؟؟
في الاية الكريمة التي ابتدئنا فيها الموضوع يأمرنا الله سبحانه بالعدلوالاحسان, لم يقتصر الامر بالعدالة فقط بل امر بالاحسان فليس من الحق ان يتمسك احدنابالعدل ويترك الاحسان الذي امر الله به .
ننقل بعض النصوص للتوضيح
محمد تقي فلسفي
الطفل بين الوراثة والتربية
(إن الله يأمر بالعدل والإحسان) . في هذه الآية الكريمة قارن الله تعالىبين إقامة العدل ، والإحسان في جملة واحدة وأمر الناس بها بصيغة واحدة . العدل وليدالعقل ، والإحسان وليد العواطف . إذا كان مجتمع ما يحكمه العدل فقط ولا يوجد فيه أثر للحب والعطف فإنالحياة تصبح باهتة وهامدة . . . لا أثر هناك للصداقة والمحبة ، والسخاء والعفو ، والرأفةوالرحمة ، ولا تشم من ذلك المجتمع رائحة للتعالي الروحي والتكامل النفسي ، ولا حسناتالأخلاق والعواطف . . . الحياة في مثل هذا المجتمع تصبح جحيما لا يطاق . يستحيل فيهذه الظروف أن ينال الأفراد الكمال اللائق بهم ، لأن العواطف تشكل جانبا مهما من الفطرياتالانسانية ، ويجب أن تنال حصتها من التنمية والعناية …
السيد الطباطبائي الميزان
مع ما للعدالة من قدرة وجلال وتأثير عميق في كل الأوقات - الطبيعية والاستثنائية- في عملية بناء المجتمع السليم ، إلا أنها ، ليست العامل الوحيد الذي يقوم بهذه المهمة، ولذلك جاء الأمر ب ” الإحسان ” بعد ” العدل ” مباشرة ومن غير فاصلة . وبعبارة أوضح: قد تحصل في حياة البشرية حالات حساسة لا يمكن معها حل المشكلات بالاستعانة بأصل العدالةفقط ، وإنما تحتاج إلى إيثار وعفو وتضحية ، وذلك ما يتحقق برعاية أصل ” الإحسان ”. وعلى سبيل المثال : لو أن عدوا غدارا هجم على مجتمع ما ، أو وقعت زلزلة أو فيضانأو عواصف في بعض مناطق البلاد ، فهل من الممكن معالجة ذلك بالتقسيم العادل لجميع الطاقاتوالأموال ، وتنفيذ سائر القوانين العادية ؟ ! هنا لابد من تقديم التضحية والبذل والإيثارلكل من يملك القدرة المالية ، الجسمية ، الفكرية ، لمواجهة الخطر وإزالته ، وإلا فالطريقمهيأ أمام العدو لإهلاك المجتمع كله ، أو أن الحوادث الطبيعية ستدمر أكبر قدر من الناسوالممتلكات …
الشفاء الروحي عبد اللطيف البغدادي
والأمر الثاني من أوامر الآية الكريمة الإحسان ، وهو أعم من العدل لأنالعدل هو إقامة الواجب من حقوق الخالق والمخلوق من سائر الناس والنفس ، والإحسان هوإقامة الواجب والمندوب كتأدية الفرائض مع النوافل والمستحبات بالنسبة إلى حق الخالق، …، وترك الشهوات المحرمة مع الزهد في الدنيا بالنسبة إلى النفس ، والتفضل كما لايخفى انما يصدر عن العدل لأن التفضل مبالغة في العدل لذا ابتدأ الله به وثنى بالإحسان، وكأن العدل أصل والإحسان فرع ، وقد قيل : في الفرع ما في الأصل وزيادة ، وقيل أيضا: ان المتفضل أفضل من العادل ، ولكن بشرط ان يكون التفضل غير داخل في الإسراف والتبذيرالمذموم كمن يعطي غير مستحق أو يترك المساواة بين المستحقين بأن يرجح مستحقا على آخربدون مرجح أو انه يترك الواجب الذي عليه ويؤدي المندوب ، فهذا كله وأمثاله خارج عنحد الإحسان وصاحبه لا يقال له محسن بل يقال له مضيع . وقد عرف الإحسان باللغة انه الحسن، فمعنى ” الحسن ” أي فعل الحسن ، ضد أساء . فالحسن يشمل - كما علمت - الواجب في الحقوقكلها وغير الواجب وكله إحسان .
منزلة الاحسان في القران
قال تعالى(…وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن اللهلا يحب المفسدين ) القصص (77 )
حينما نطلع على القران الكريم والسنة الشريفة نرى ان الله سبحانه حث علىالاحسان حثا عجيبا وبين لنا مقامه الرفيع الذي يتوق اليه كل مؤمن ولا يزهد فيه ويضيقعليه الا من كان صدره ضيقا حرجا لترقي الكمال واليك عرض لبعض الآيات
1-الله يحب المحسنين
اذا اردت ان تكون من احباء الله فكن من اهل الإحسان
قال تعالى: ( … ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ) [ المائدة /94 ] .
2-الله مع المحسنين
واذا اردت ان يكون الله معك فكن منهم
قال تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) النحل / 129 .
3-رحمة الله قريب منهم
ان غاية كل مسلم شموله برحمة الله فكن محسن تكن قريبة منك
قال تعالى:(.. إن رحمة الله قريب من المحسنين ) ( 56 )الاعراف
4-البشارة لهم
البشارة التي تدخل السرور وترفع الاحزان في الدنيا يتمناها كل انسان, فكيف اذا كانت بيوم ترى الناس فيه سكارى من العذاب, نعم خصها الله سبحانه لهم بهذهالآية
قال تعالى(…لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ) ( 37 )الحج
5- جزائهم الخلود في الجنان؟
وهم مخلدون في الجنان
(… جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين ) ( 85 المائدة
6-ويزيدهم الله
كونهم متفضلون على عباده , وهلجزاء الاحسان الا الاحسان؟ فالله سبحانه وتعالى يتفضل عليهم ويزيدهم من فضله
قال تعالى

7-تكفل الله بعدم ضياع حقوقهم
يعمل الانسان عملا جيدا فيحرقه باعماله السيئة فيجعله الله هباء منثورا,اما المحسن فعمله محفوظ من الضياع قال تعالى: (… فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ( 115 )هود
8-لا سبيل عليهم
الله سبحانه هو المحامي عنهم وهم بحصن الله ومأمنه ولا يتسلل اليهم السوءقال الله تعالى : ” ما على المحسنين من سبيل… ” 91 التوبة
9-اهل المحشر يتمنون الرجوع ليكونوا من زمرتهم
الغاية التي يتمناها الانسان يوم القيامة حينما تكشف الامور على حقيقتهاهي ان يرجع الى الدنيا ليكون منهم لما يرى من مقامهم الرفيع
قال تعالى: (و تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين )(58 ) الزمر
ها نحن قد رأينا اهل الاحسان في القران الكريم والذين لهم القدح المعلىيوم القيامة بل في الدنيا ايضا وكيف لا يكونونكذلك وهم قد تخلقوا بأخلاق الله فهوالمتصف بالاحسان نأتي الى السنة الشريفة
الاحسان في السنة الشريفة
بعد ان ذكرنا بعض الآيات الكريمة التي بينت لنا منزلة الاحسان والمحسنيننأتي الى مصدر التشريع الثاني ونذكر بعض مما جاء في الاحسان واهله:
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : زينة العلم الإحسان.
امير المؤمنين (عليه السلام ) : لا منقبة أفضل من الإحسان.
الإمام علي ( عليه السلام ) : عليك بالإحسان ، فإنه أفضل زراعة ، وأربحبضاعة
-عنه ( عليه السلام ) : أفضل الإيمان الإحسان
الإمام الصادق ( عليه السلام ) - لإسحاق بن عمار - : أحسن يا إسحاق إلىأوليائي ما استطعت ، فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ولا أعانه إلا خمش وجه إبليس ، وقرح قلبه الامام علي ( عليه السلام ) : رأس الإيمان الإحسان إلى الناس.
-عنه ( عليه السلام ) : نعم زاد المعاد الإحسان إلى العباد.
-عنه ( عليه السلام ) : زكاة الظفر الإحسان. - ) .
-عنه ( عليه السلام ) : لو رأيتم الإحسان شخصا لرأيتموه شكلا جميلا يفوقالعالمين .
الاحسان يورث المحبة ويملك القلوب
رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) : جبلت القلوب على حب من أحسنإليها ، وبغض من أساء إليها علي. ( عليه السلام ) : سبب المحبةالإحسان
- عنه ( عليه السلام ) : من كثر إحسانه أحبه إخوانه
- عنه ( عليه السلام ) : من كثر إحسانه كثر خدمه وأعوانه
- عنه ( عليه السلام ) : من أحسن إلى الناس استدام منهم المحبة
-عنه- بالإحسان تملك القلوب –
- الإمام علي ( عليه السلام ) : الإحسان يستعبد الإنسان
- عنه ( عليه السلام ) : كم من إنسان استعبده إحسان.
-عنه ( عليه السلام ) : ما استعبد الكرام بمثل الإكرام) .
-عنه ( عليه السلام ) : بالإحسان تملك القلوب
- عنه ( عليه السلام ) : احتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئتتكن نظيره ، وأفضل على من شئت تكن أميره .
الإحسان إلى اهل الاسائة
- الإمام علي ( عليه السلام ) : إن إحسانك إلى من كادك من الأضداد والحساد، لأغيظ عليهم من مواقع إساءتك منهم ، وهو داع إلى صلاحهم
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أحسن إلى من أساء إليك.
- الإمام علي ( عليه السلام ) : أحسن إلى المسئ تملكه
- عنه ( عليه السلام ) : أصلح المسئ بحسن فعالك ، ودل على الخير بجميلمقالك.
- عنه ( عليه السلام ) : الإحسان إلى المسئ أحسن الفضل.
- عنه ( عليه السلام ) : الإحسان إلى المسئ يستصلح العدو.
- عنه ( عليه السلام ) : اجعل جزاء النعمة عليك ، الإحسان إلى من أساءإليك.
- عنه ( عليه السلام ) : لا يكونن أخوك على الإساءة إليك أقوى منك علىالإحسان إليه .
المحسن
- الإمام علي ( عليه السلام ) : المحسن معان ، المسئ مهان.
- عنه ( عليه السلام ) : المحسن حي وإن نقل إلى منازل الأموات.
- عنه ( عليه السلام ) : المحسن من عم الناس بالإحسان.
الاحسان في العبادة
عمر بن يزيد : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إذا أحسن المؤمنعمله ضاعف الله عمله بكل حسنة سبعمائة . . . فقلت له : وما الإحسان ؟ قال : فقال :إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك ، وإذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك . . . وكل عمل تعملهلله فليكن نقيا من الدنس.
في قوله تعالى : * ( . . . ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ) * : روي أن النبي( صلى الله عليه وآله ) سئل عن الإحسان ؟ فقال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكنتراه فإنه يراك
الإمام علي ( عليه السلام ) : من قطع معهود إحسانه قطع الله موجود إمكانه.
- عنه ( عليه السلام ) : تمام الإحسان ترك المن به.
مقابلة الإحسان بالإسائة تعجل العقوبة
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولاتؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الإحسان.
- الإمام الباقر ( عليه السلام ) : أربعة أسرع شئ عقوبة : رجل أحسنت إليهويكافيك بالإحسان إليه إساءة ، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك ، ورجل عاهدته علىأمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك ، ورجل يصل قرابته ويقطعونه .
الاحسان يسري في كل الاعمال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذاقتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)
قصة لها علاقة بالموضوع
قرأت في احد كتب السيد محمد الشيرازيقصة ظريفة وفيها الاحسان من الوزن الثقيل ومعناها
ان احد شيوخ العشائر في اطراف بغداد يوم زواج ابنه دعى الشيخ الخالصي–مجتهد- لعقد الزواج وكما هو معروف وخصوصا للشخصيات يكون هناك اطلاق نار تعبيرا عنالفرح .
وكان احد الشباب سيد ايضا يطلق النار فحدث خللا ونزلت البندقية لتقتلالشاب الذي قام الحفل لمناسبة زواجه وانقلب الفرح الى حزن وهرب القاتل فجاء الشيخ الخالصيالى والد الشاب المقتول واخذ ينصحه وان هذا الحادث غير مقصود ولا ذنب له وانه سيد اعفعنه لجده وما شابه ذلك يقول فأطرق والد الشاب المقتول قليلا ثم رفع رأسه ليقول-معنىكلامه- ليستمر العرس واجلبو الشاب القاتل لكي تزف له العروس بدلا من ولدي المقتول!!!!!