تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
دلالة الحديث:
( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ومعناه : أنت متصل بي ونازل مني منزلة هارون من موسى ، وفيه تشبيه ، ووجه التشبيه مبهم ، وبينه وبقوله : إلاَّ أنه لا نبي بعدي ، يعني : أن اتصاله ليس من جهة النبوة ، فبقي الاتصال من جهة الخلافة ، لأنها تلي النبوة في المرتبة ، ثم أنها ، إما أن تكون في حياته أو بعد مماته ، فخرج بعد مماته لأن هارون مات قبل موسى ، عليهما السلام ، فتبين أن يكون في حياته عند مسيره إلى غزوة تبوك ، لأن هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم كان مخرجه إلى غزوة تبوك ، وقد خلف علياً على أهله وأمره بالإقامة فيهم[1] وتبعه على ذلك السيوطي والمباركوفري في تحفة الاحوذي[2]
قال ابن أبي الحديد بعد نقل القصة : " ويدلّ على انّه وزير رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من نصّ الكتاب والسنة قول اللّه - تعالى -: (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري) وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الاسلام : " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إِلاّ انه لا نبي بعدي . " فاثبت له جميع مراتب هارون عن موسى، فإذن هو وزير رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وشادّ أزره، ولولا انه خاتم النبيين لكان شريكاً في أمره.
وعموم هذه المنزلة تقضي ان تكون هنالك مساواة في أمور عديدة، وهذا البيان ظاهر بمعناه ودلالة على الولاية، فلا يحتاج الى بيان، اضافة الى ان سيرة المرتضى (عليه السلام) هي أوضح بيان لاستحقاقه لهذا المنصب، فكما ان موسى لم يكن اقرب اليه واوثق وافضل من هارون لجعله عضداً وزيراً له كذلك النبي (صلى الله عليه واله) لم يكن معه من هو أوثق وأفضل وأقرب من علي (عليه السلام) وهذا يدل ان الخلافة لا تتعداه أبداً وهو المسؤول عن الاسلام والمسلمين في وقته، اضافة لذلك فقد كانت منزلة علي (عليه اسلام) كبيرة عند النبي الاعظم(صلى الله عليه واله) فاذا كان هذا المزيد من الاهتمام ليس لاجل ان الخليفة من بعده فهذا الامر لا يتعلق به لوحده فهنالك الكثير من رجالات الاسلام تستحق التقدير والاحترام والاهتمام لما بذلوا من عطاء وتضحية وبالفعل فقد أهتم النبي الاعظم(صلى الله عليه واله) بأصحابه وقال في حقهم ما يرضي نفوسهم، وبين منزلتهم وفضلهم، ونلتزم بأن هنالك مراتب وتفاوت بين الصحابة الاخيار الا ان هذا الاهتمام الكبير من قبله (صلى الله عليه واله) الذي أولاه علياً لم يكن كاهتمامه ببقية الصحابة، وان قال ما قال فيهم، فبتلك الفضائل والمحاسن لا يدانيه أحد، ولهذا المنصب العظيم غيره ما وجد، فالسابق في الاسلام والوزير والولي والمحامي وصاحب الراية الشجاع الفارس المقدام الرجل الهمام، جمعت صفات الخير والايمان فيه، فكان بعد النبي (صلى الله عليه واله) وقبل الكل في حيازته على الخيرات، يشبه النبي في شجاعته ولا خلاف، أخو النبي ومن نور واحد ولا خلاف، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ[1] ـ عمدة القاري في شرح صحيح البخاري: العيني،ج16،ص214
[2] ـ تحفة الاحوذي: المباركوفري،ج10،ص161
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
دلالة الحديث:
( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ومعناه : أنت متصل بي ونازل مني منزلة هارون من موسى ، وفيه تشبيه ، ووجه التشبيه مبهم ، وبينه وبقوله : إلاَّ أنه لا نبي بعدي ، يعني : أن اتصاله ليس من جهة النبوة ، فبقي الاتصال من جهة الخلافة ، لأنها تلي النبوة في المرتبة ، ثم أنها ، إما أن تكون في حياته أو بعد مماته ، فخرج بعد مماته لأن هارون مات قبل موسى ، عليهما السلام ، فتبين أن يكون في حياته عند مسيره إلى غزوة تبوك ، لأن هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم كان مخرجه إلى غزوة تبوك ، وقد خلف علياً على أهله وأمره بالإقامة فيهم[1] وتبعه على ذلك السيوطي والمباركوفري في تحفة الاحوذي[2]
قال ابن أبي الحديد بعد نقل القصة : " ويدلّ على انّه وزير رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من نصّ الكتاب والسنة قول اللّه - تعالى -: (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري) وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الاسلام : " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إِلاّ انه لا نبي بعدي . " فاثبت له جميع مراتب هارون عن موسى، فإذن هو وزير رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وشادّ أزره، ولولا انه خاتم النبيين لكان شريكاً في أمره.
وعموم هذه المنزلة تقضي ان تكون هنالك مساواة في أمور عديدة، وهذا البيان ظاهر بمعناه ودلالة على الولاية، فلا يحتاج الى بيان، اضافة الى ان سيرة المرتضى (عليه السلام) هي أوضح بيان لاستحقاقه لهذا المنصب، فكما ان موسى لم يكن اقرب اليه واوثق وافضل من هارون لجعله عضداً وزيراً له كذلك النبي (صلى الله عليه واله) لم يكن معه من هو أوثق وأفضل وأقرب من علي (عليه السلام) وهذا يدل ان الخلافة لا تتعداه أبداً وهو المسؤول عن الاسلام والمسلمين في وقته، اضافة لذلك فقد كانت منزلة علي (عليه اسلام) كبيرة عند النبي الاعظم(صلى الله عليه واله) فاذا كان هذا المزيد من الاهتمام ليس لاجل ان الخليفة من بعده فهذا الامر لا يتعلق به لوحده فهنالك الكثير من رجالات الاسلام تستحق التقدير والاحترام والاهتمام لما بذلوا من عطاء وتضحية وبالفعل فقد أهتم النبي الاعظم(صلى الله عليه واله) بأصحابه وقال في حقهم ما يرضي نفوسهم، وبين منزلتهم وفضلهم، ونلتزم بأن هنالك مراتب وتفاوت بين الصحابة الاخيار الا ان هذا الاهتمام الكبير من قبله (صلى الله عليه واله) الذي أولاه علياً لم يكن كاهتمامه ببقية الصحابة، وان قال ما قال فيهم، فبتلك الفضائل والمحاسن لا يدانيه أحد، ولهذا المنصب العظيم غيره ما وجد، فالسابق في الاسلام والوزير والولي والمحامي وصاحب الراية الشجاع الفارس المقدام الرجل الهمام، جمعت صفات الخير والايمان فيه، فكان بعد النبي (صلى الله عليه واله) وقبل الكل في حيازته على الخيرات، يشبه النبي في شجاعته ولا خلاف، أخو النبي ومن نور واحد ولا خلاف، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ[1] ـ عمدة القاري في شرح صحيح البخاري: العيني،ج16،ص214
[2] ـ تحفة الاحوذي: المباركوفري،ج10،ص161
تعليق