بسم الله اولا واخرا
اللهم صل على محمدوال محمد
الأتقياء هم الّذين عَظُم الخالق في أنفسهم فصغرتْ الدنيا في أعينهم ، و أحد هؤلاء هو العالم الرباني الغنيّ الملاّ هادي السبزواري (رحمه الله) ( المتوفى سنة 1289 هـ ) .كانت له من أموال و مزارع ما يخرج منها زكاتها و يوزعها بين الفقراء بنفسه . و كان للفقراء موعد مع هذا العالم عصر كل خميس ، و كان يعقد مجالس حسينية في بيته ثلاثة أيام من آخر شهر صفر المظفر كلّ عام و يدعو اليها الفقراء أولا ، و يدعو ليصعد المنبر كل خطيب حسيني لايرغب الناس في قراءته بسبب صوته ، و ذلك ليعطيه فرصة يمارس دوره بين الناس قربة الى الله و خدمة للخطيب ( المسكين ) !و بعد الختام يحضر الخبز و المرِ مع اللحم ، فيطعم الحاضرين ، ثم يقدّم لكلّ فقير مبلغاً من المال .في مطلع شبابه لما كان يدرس العلوم الدينية في حوزة مشهد المقدسة ، باع جميع دكاكينه التي ورثها من أبيه فأنفق ثمنها في سبيل الله طلباً لرضاه .و في أواخر عمره باع بعض أملاكه و عالج بثمنها معيشة الفقراء و المحتاجين الذين أحاط بهم القحط و الضائقة المالية .و لو لم تكن الآية الشريفة : ( و ليخشَ الذين لو تَرَكوا ذرّيةً ضِعافاً خافوا عليهم ) تمنعه من إنفاِ جميع ما يملكه لكان قد فعل . و بالفعل لقد سأله بعض : هلاّ أنفقت هذه البقية الباقية و جلست مع العيال صفر اليدين كالدراويش !أجابهم : لامانع لدي ، و لكن أطفالي يرفضون أن يكونوا دراويش !
تعليق