بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء وعلى اله الطاهرين
وصل الكلام الى شرح التعريف الذي ذكره الفارابي في شان سعادة النفس قبل ذلك ينبغي ان تعرف ان ما ذكره هذا الحكيم في تعريفه المذ كور ليس على اطلاقه هو تعريف صناعي بل التعريف الصناعي هوخصوص قوله من ان تصير الى مادة على ماتقدم الكلام فيه
واما قوله ذلك الى قوله دائما وابدا هو توضيح للتعريف وكيف كان فان المقصود من المادة المنفيه هي خصوص المادة الطبيعيه والسبب في ذلك ان الانسان بحسب السلسه الطوليه له ابدان كثير يكون مابه الاختلاف هومن جهة الشدة والضعف والكمال والنقص هنا فان الانسان هنا غير مفارق للمادة اى ان المادة لاتنفك عنه بل هى لازمه له في هذه المرتبه واما كيفيت التخلص من هذه المادة هوفيمااذاصات النفس مجملة الاشياء البريئه والمفارقه للمادة والتعبير بالبريئه هوفي مقابل الاتهام بدعوى المادة والمفارقه اى الاتاركه للمادة والاطلاق الاول ادق من الثاني اذ ان النفس باقيه على ماهيه عليه وهذا وان كان خلاف قاعدة امكان الاخس اذ لابدالمرور بالعقل الهيولاني وفي هذه المرحله لايمكن وقوعا الانفكاك عن المادة ولكنه من حيث الاطلاق تام وهذا بخلاف الاطلاق الثاني كانت ومن ثم صارت من جملة المفارقات فالمتحصل مماتقدم
اولا ان النفس اذا صارت من جملة الاشياء البريئه والمفارقه للموادهنا تكون النفس في افعالها لاتحتاج الى ماده
ثانيا كما ان النفس لاتحتاج في افعالها الى مادة كذلك لاتحتاج في قوامها الى مادة
والذي يترتب على هذين الامرين هوان تصدر عن النفس اشياء غريبه ومعنى كونها غريبه لائنها خرقه للعاده ولكن بدون ان يحس عضوا من اعضائه وذلك كم لو صاره من الملكوتيين فان لهم هذه الخصله والقدره الكامله وحتى يتضح لك الامر نذكر لك شى من القرءان الكريم ومن كلام سيد الاولياء عليه السلام
اما ما هوموجود في القرءان ما قصه من قضية عرش بلقيس حيث قال تعالى وقال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك
وهنا لولم تكن نفس وصي سليمان من جملة الاشياء البريئه للمواد الطبيعيه وصارت في عداد الانيات الصرفه والوجودات البحته لما صدرت عنه هذه الاثارالغريبه
واما كلام سيد الاوصياء عليه الصلاة والسلام ياتي في المباحثه الثانية ان شاء الله تعالى اقول قولي هذا واستغفرالله لي ولكم
تعليق