بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
مسألة اختيار المثل الاعلى ، هي من المسائل المهمة والفاعلة بشكل كبير في حياة الفرد ، بل في حياة المجتمع ايظا… .وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
وذلك يعود الى استنساخ شخصية المثل الاعلى ومحاولة تمثيلها بكل ادوارها وخصوصياتها الفكرية والاخلاقية ، بل حتى السمات الشخصية… وهذا يعني ان المثل العلى قد استمر في حياته ، ولم يبدل منه الموت شيء، و ان الموت الذي اخفاه في التراب لم يخفي الاجسده اما وجوده المعنوي - الفكري والفقهي والاخلاقي ، بل وجوده الذي يمثل الشجاعة وقوة الشخصية وصلابة الموقف وغيرها -لاتزال حية وفاعلة مؤثرة في كيان الامة……
وهذه المسألة -اي اختيار المثل الاعلى - تكون فاعلة ناجحة في كلا المستويين السلبي والايجابي… ..بمعنى لو كان الاختيار لمثل أعلى ، متصف بما تحيى به البشرية من فكر واخلاق وخصوصيات كريمة ، كما لو اختير الرسول او احد المعصومين (عليهم السلام ) ، كمثل أعلى ، فهذا يعني أن وجود الرسول واهل البيت (عليهم السلام) ، اقصد وجودهم المعنوي لايزال حيأ وفاعل في الامة ، يؤثر فيها تأثيرا يستطيع ان يقظي على الظواهر السيئة والاخلاق الرديئة سواء كانت على مستوى الفرد او المجتمع … وكذلك لو أختير احد الصالحين من العلماء والفقهاء والمفكرين ، كمثل أعلى ، فهذا يعني ان الجود المعنوي لذلك العالم ، لازال مستمر وفاعل في الامة والاتباع خاصة… هذا ما يتعلق في التأثير الإجابي للمثل الاعلى .
اما في التأثير السلبي من اختيار المثل الاعلى ( السافل )… .
فعندما يكون المثل الاعلى وجوده بكل جوانبه يمثل الشر والإنحطاط والتحلل والاستبداد والاستعلاء ، والتكبر والفساد بأنواعه… فيقينا عندما يكون مثل هذا الشخص مثلا اعلى للإقتداء ، فهذا يعني ان ذلك المثل الاعلى ( السافل) ، وإن مات بوجوده المادي ، لازال حيا بوجوده السلبي الغير مادي يؤثر ويفتك في المجتمعات…
بعد هذا البيان يتظح اهمية احياء الذكر للرموز الصالحة وبيان مواقفهم ، ودراسة حياتهم وتحليلها بالشكل الذي يسهل من اختيارهم للإقتداء وجعلهم مثلا يحتذى ويقتدى بهم…
ومن ابرز من يجب ان نجعلهم كذلك هم :
لرسول و الأئمة (عليهم السلام ) ، وكذلك ذكرى بعض الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في المجتمعات من العلماء والمفكرين والرموز ، واهمية التشجيع على ذلك والحث عليه ، حيث ان إحياء ذكراهم وبيان تفاصيل حياتهم ومواقفهم واقولاهم ، يؤدي الى ازدياد المعجبين والمتأثرين بهم ، وهذا يعني ان وجودهم المعنوي - الفكري و العقدي والاخلاقي - قد عاد الى الحياة من جديد ، وعندها تكون محتملات اقامة الامة الصالحة أوالمجتمع الحي او المجتمع المثالي ، ممكنة وواردة…
وكذلك يتبين اهمية محاربة الشخصيات التي تمثل عنوان الشر والرذية ، وإقصائها من كل انواع الوجود - الفكري والثقافي والعلمي او العسكري - حتى لا يتسنا لها العود الى الحياة من جديد ، وتأخذ حيزا في الحياة لتخلق صراعا واظطرابا في المجتمعات ، وعندها يعود للجهل والشيطان جنودا محاربين ليكونوا في قبال الحق جبة… ..
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
تعليق