بسم الله اولاواخرا
اللهم صل على محمدوال محمد
الشاهد والمشهود(1)
سئل الإمام الحسن (عليه السلام) في الشّاهد والمشهود، فقال:
أمّا الشّاهد فمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمّا المشهود فيوم القيامة. أما سمعته يقول: (يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهداً و مبشّراً ونذيراً)؟ وقال تعالى: (ذلك يوم مجموع له النّاس، وذلك يوم مشهود).
خشوع الإمام عليّ(2)
ما دخلت على أبي قطّ إلاّ وجدته باكياً.
خذوا زينتكم(3)
كان الحسن بن عليّ عليهما السلام إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه، فقيل له في ذلك، فقال:
إنّ الله جميل يحبّ الجمال، فأتجمّل لربي وقرأ: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كلّ مسجدٍ).
السّعي إلى الحجّ(4)
إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته.
أيّ فقيرٍ أفقر منّي(5)
قيل له: كيف أصبحت يابن رسول الله؟ فقال: أصبحت ولي ربّ فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي لا اجد ما أحبّ، ولا أدفع ما اكره، والأمور بيد غيري فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفى عنّي، فأيّ فقيرٍ أفقر منّي.
أبكي لخصلتين(6)
قيل للحسن بن عليّ (عليه السلام): أتبكي ومكانك من رسول الله صلّى الله عليه وآله مكان الذي أنت به؟ فقال: إنّما أبكي لخصلتين: لهول المطّلع، وفراق الأحبّة.
اتّبع ما كتبت إليك(7)
أمّا بعد فإنّا أهل بيتٍ كما ذكرت عند الله وعند أوليائه فأمّا عندك وعند أصحابك فلو كنّا كما ذكرت ما تقدّمتمونا ولا استبدلتم بنا غيرنا، ولعمري لقد ضرب الله مثلكم في كتابه حيث يقول: أتستبدلون الّذي هو أدنى بالذي هو خير، هذا لأوليائك فيما سألوا ولكم فيما استبدلتم، ولولا ما اريد من الاحتجاج عليك وعلى اصحابك ما كتبت اليك بشيءٍ مما نحن عليه، ولئن وصل كتابي إليك لتجدنّ الحجّة عليك وعلى اصحابك مؤكّدةً حيث يقول الله عزّ وجلّ: أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون. فاتّبع ما كتبت اليك في القدر فانّه من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه فقد كفر، ومن حمل المعاصي على الله فقد فجر، إنّ الله عزّ وجلّ لا يطاع بإكراه ولا يعصى بغلبةٍ ولا يهمل العباد من الملكة، ولكنّه المالك لما ملّكهم والقادرعلى ما أقدرهم، فإن ائتمروا بالطاعة لن يكون عنها صادّاً مثبّطاً، وإن ائتمروا بالمعصية فشاء ان يحول بينهم وبين ما ائتمروا به فعل، وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها، ولا كلّفهم إياها جبراً، بل تمكينه إيّاهم وإعذاره إليهم طرقهم ومكنهم، فجعل لهم السبيل إلى أخذ ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه، ووضع التّكليف عن اهل النقصان والزمانة والسّلام.
أموت بالسّمّ(8)
إنّي أموت بالسّمّ، كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
صفة النّبيّ(9)
عرض ملك الروم على الحسن بن عليٍّ صور الأنبياء فعرض عليه صنماً بلوحٍ فلمّا نظر اليه بكى بكاء شديداً، فقال له الملك: ما يبكيك؟ فقال (عليه السلام): هذه صفة جدّي محمّد صلّى الله عليه وآله: كثّ اللّحية، عريض الصّدر، طويل العنق، عريض الجبهة، أقنى الانف، أفلج الاسنان، حسن الوجه، قطط الشّعر، طيّب الريح، حسن الكلام، فصيح اللسان، كان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، بلغ عمره ثلاثاً وستّين سنة، ولم يخلّف بعده إلا خاتماً مكتوباً عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكان يختتم في يمينه، وخلّف سيفه ذا الفقار، وقضيبه، وجبّة صوفٍ، وكساء صوفٍ كان يتسرول به، لم يقطعه ولم يخطه حتى لحق بالله.
أسئلة ملك الرّوم(10)
سأل ملك الرّوم الحسن بن عليٍّ (عليه السلام) عن سبعة أشياءٍ خلقها الله لم تركض في رحمٍ: فقال (عليه السلام): أوّل هذه آدم (عليه السلام)، ثم حوّا، ثم كبش إبراهيم، ثم ناقة صالحٍ، ثم إبليس الملعون، ثم الحية، ثم الغراب الذي ذكره الله في القرآن.
ثمّ سأله الملك عن أرزاق الخلائق؟ فقال (عليه السلام): أرزاق الخلائق في السّماء الرّابعة، تنزل بقدرٍ وتبسط بقدرٍ.
ثمّ سأله عن أرواح المؤمنين: أين يكونون إذا ماتوا؟ فقال (عليه السلام): تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كلّ ليلة جمعةٍ - وهو عرش الله الأدنى - منها يبسط الله الأرض وإليه يطويها، ومنها المحشر، ومنها استوى ربّنا على السّماء والملائكة.
ثمّ سأله عن أرواح الكفّار: أين تجتمع؟ فقال (عليه السلام): تجتمع في وادي حضر موت وراء مدينة اليمن، ثمّ يبعث الله نارا من المشرق وناراً من المغرب، ويتبعها بريحين شديدتين، ويحشر النّاس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنّة عن يمين الصّخرة ويزدلف المتّقون، وتصير جهنّم عن يسار الصّخرة في تخوم الأرضين السّابعة، وفيها الفلق والسّجّين، فيعرف الخلائق من عند الصّخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها، ومن وجبت له النّار دخلها. وذلك قوله تعالى: (فريق في الجنّة وفريق في السعير).
أحاجي وحلول(11)
كتب ملك الرّوم إلى معاوية يسأله عن مسائل، فلم يعرف معاوية اجوبتها، فأرسل معاوية رجلاً إلى الحسن يسأله عنها. وهي:
أين هو وسط السماء في الارض؟ وما هي اول قطرةٍ دمٍ وقعت على الارض؟ وما هو المكان الذي طلعت عليه الشمس مرّةً؟ وما هو المكان الذي لا قبلة له؟ ومن هو الذي لا قرابة له؟ فقال له الحسن (عليه السلام):
أكتب: وسط السماء الكعبة. وأوّل قطرة دمٍ وقعت على الارض دم حوّاء. والمكان الذي طلعت عليه الشمس مرّةً ارض البحر حين ضربه موسى. وما لا قبلة له فهي الكعبة. وما لا قرابة له فهو الربّ تعالى.
ليعلم ما كان(12)
وروي أنّ الحسن (عليه السلام) كان عنده رجلان فقال لأحدهما:
إنّك حدّثت البارحة فلاناً بحديث كذا وكذا، فقال الرجل: إنه ليعلم ما كان - وعجب من ذلك -.
فقال (عليه السلام): إنّا لنعلم ما يجري في الليل والنهار. ثم قال: إنّ الله تبارك وتعالى علّم رسول الله صلّى الله عليه وآله الحلال والحرام والتنزيل والتأويل، فعلّم رسول الله علياً علمه كلّه، وعلّمنيه امير المؤمنين كلّه.
_____________________________________________
1 - البحار: محمّد باقر المجلسيّ ج 1 - ص 130 الطبعة الحديثة.
2 - مجموعة ورّام ص 429.
3 - تفسير الصافي؛ محسن الفيض.
4 - البحار: محمد باقر المجلسيّ ج 43 - ص 339 الطبعة الحديثة.
5 - روضة الوافي: محسن الفيض ص 67.
6 - (أ) البحار: محمد باقر المجلسي ج 44 - ص 150.
(ب) الوافي: محسن الفيض ج 2 - ص 174.
(ج) جلاء العيون: السيد عبد الله شبّر ج 1 - ص 319.
7 - البحار: محمّد باقر المجلسي ج 10 ص 137 الطبعة الحديثة.
8 - البحار: محمّد باقر المجلسي ج 43 - ص 327 الطبعة الحديثة.
9 - البحار: محمّد باقر المجلسي ج 44 - ص 90 الطبعة الحديثة.
10 - البحار: محمد باقر المجلسي ج 10 - ص 134 الطبعة الحديثة.
11 - معالي السبطين: الشيخ مهدي المازندراني ص 14.
12 - البحار: محمد باقر المجلسي ج 44 - ص 104.
اللهم صل على محمدوال محمد
الشاهد والمشهود(1)
سئل الإمام الحسن (عليه السلام) في الشّاهد والمشهود، فقال:
أمّا الشّاهد فمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمّا المشهود فيوم القيامة. أما سمعته يقول: (يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهداً و مبشّراً ونذيراً)؟ وقال تعالى: (ذلك يوم مجموع له النّاس، وذلك يوم مشهود).
خشوع الإمام عليّ(2)
ما دخلت على أبي قطّ إلاّ وجدته باكياً.
خذوا زينتكم(3)
كان الحسن بن عليّ عليهما السلام إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه، فقيل له في ذلك، فقال:
إنّ الله جميل يحبّ الجمال، فأتجمّل لربي وقرأ: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كلّ مسجدٍ).
السّعي إلى الحجّ(4)
إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته.
أيّ فقيرٍ أفقر منّي(5)
قيل له: كيف أصبحت يابن رسول الله؟ فقال: أصبحت ولي ربّ فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي لا اجد ما أحبّ، ولا أدفع ما اكره، والأمور بيد غيري فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفى عنّي، فأيّ فقيرٍ أفقر منّي.
أبكي لخصلتين(6)
قيل للحسن بن عليّ (عليه السلام): أتبكي ومكانك من رسول الله صلّى الله عليه وآله مكان الذي أنت به؟ فقال: إنّما أبكي لخصلتين: لهول المطّلع، وفراق الأحبّة.
اتّبع ما كتبت إليك(7)
أمّا بعد فإنّا أهل بيتٍ كما ذكرت عند الله وعند أوليائه فأمّا عندك وعند أصحابك فلو كنّا كما ذكرت ما تقدّمتمونا ولا استبدلتم بنا غيرنا، ولعمري لقد ضرب الله مثلكم في كتابه حيث يقول: أتستبدلون الّذي هو أدنى بالذي هو خير، هذا لأوليائك فيما سألوا ولكم فيما استبدلتم، ولولا ما اريد من الاحتجاج عليك وعلى اصحابك ما كتبت اليك بشيءٍ مما نحن عليه، ولئن وصل كتابي إليك لتجدنّ الحجّة عليك وعلى اصحابك مؤكّدةً حيث يقول الله عزّ وجلّ: أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون. فاتّبع ما كتبت اليك في القدر فانّه من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه فقد كفر، ومن حمل المعاصي على الله فقد فجر، إنّ الله عزّ وجلّ لا يطاع بإكراه ولا يعصى بغلبةٍ ولا يهمل العباد من الملكة، ولكنّه المالك لما ملّكهم والقادرعلى ما أقدرهم، فإن ائتمروا بالطاعة لن يكون عنها صادّاً مثبّطاً، وإن ائتمروا بالمعصية فشاء ان يحول بينهم وبين ما ائتمروا به فعل، وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها، ولا كلّفهم إياها جبراً، بل تمكينه إيّاهم وإعذاره إليهم طرقهم ومكنهم، فجعل لهم السبيل إلى أخذ ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه، ووضع التّكليف عن اهل النقصان والزمانة والسّلام.
أموت بالسّمّ(8)
إنّي أموت بالسّمّ، كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
صفة النّبيّ(9)
عرض ملك الروم على الحسن بن عليٍّ صور الأنبياء فعرض عليه صنماً بلوحٍ فلمّا نظر اليه بكى بكاء شديداً، فقال له الملك: ما يبكيك؟ فقال (عليه السلام): هذه صفة جدّي محمّد صلّى الله عليه وآله: كثّ اللّحية، عريض الصّدر، طويل العنق، عريض الجبهة، أقنى الانف، أفلج الاسنان، حسن الوجه، قطط الشّعر، طيّب الريح، حسن الكلام، فصيح اللسان، كان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، بلغ عمره ثلاثاً وستّين سنة، ولم يخلّف بعده إلا خاتماً مكتوباً عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكان يختتم في يمينه، وخلّف سيفه ذا الفقار، وقضيبه، وجبّة صوفٍ، وكساء صوفٍ كان يتسرول به، لم يقطعه ولم يخطه حتى لحق بالله.
أسئلة ملك الرّوم(10)
سأل ملك الرّوم الحسن بن عليٍّ (عليه السلام) عن سبعة أشياءٍ خلقها الله لم تركض في رحمٍ: فقال (عليه السلام): أوّل هذه آدم (عليه السلام)، ثم حوّا، ثم كبش إبراهيم، ثم ناقة صالحٍ، ثم إبليس الملعون، ثم الحية، ثم الغراب الذي ذكره الله في القرآن.
ثمّ سأله الملك عن أرزاق الخلائق؟ فقال (عليه السلام): أرزاق الخلائق في السّماء الرّابعة، تنزل بقدرٍ وتبسط بقدرٍ.
ثمّ سأله عن أرواح المؤمنين: أين يكونون إذا ماتوا؟ فقال (عليه السلام): تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كلّ ليلة جمعةٍ - وهو عرش الله الأدنى - منها يبسط الله الأرض وإليه يطويها، ومنها المحشر، ومنها استوى ربّنا على السّماء والملائكة.
ثمّ سأله عن أرواح الكفّار: أين تجتمع؟ فقال (عليه السلام): تجتمع في وادي حضر موت وراء مدينة اليمن، ثمّ يبعث الله نارا من المشرق وناراً من المغرب، ويتبعها بريحين شديدتين، ويحشر النّاس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنّة عن يمين الصّخرة ويزدلف المتّقون، وتصير جهنّم عن يسار الصّخرة في تخوم الأرضين السّابعة، وفيها الفلق والسّجّين، فيعرف الخلائق من عند الصّخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها، ومن وجبت له النّار دخلها. وذلك قوله تعالى: (فريق في الجنّة وفريق في السعير).
أحاجي وحلول(11)
كتب ملك الرّوم إلى معاوية يسأله عن مسائل، فلم يعرف معاوية اجوبتها، فأرسل معاوية رجلاً إلى الحسن يسأله عنها. وهي:
أين هو وسط السماء في الارض؟ وما هي اول قطرةٍ دمٍ وقعت على الارض؟ وما هو المكان الذي طلعت عليه الشمس مرّةً؟ وما هو المكان الذي لا قبلة له؟ ومن هو الذي لا قرابة له؟ فقال له الحسن (عليه السلام):
أكتب: وسط السماء الكعبة. وأوّل قطرة دمٍ وقعت على الارض دم حوّاء. والمكان الذي طلعت عليه الشمس مرّةً ارض البحر حين ضربه موسى. وما لا قبلة له فهي الكعبة. وما لا قرابة له فهو الربّ تعالى.
ليعلم ما كان(12)
وروي أنّ الحسن (عليه السلام) كان عنده رجلان فقال لأحدهما:
إنّك حدّثت البارحة فلاناً بحديث كذا وكذا، فقال الرجل: إنه ليعلم ما كان - وعجب من ذلك -.
فقال (عليه السلام): إنّا لنعلم ما يجري في الليل والنهار. ثم قال: إنّ الله تبارك وتعالى علّم رسول الله صلّى الله عليه وآله الحلال والحرام والتنزيل والتأويل، فعلّم رسول الله علياً علمه كلّه، وعلّمنيه امير المؤمنين كلّه.
_____________________________________________
1 - البحار: محمّد باقر المجلسيّ ج 1 - ص 130 الطبعة الحديثة.
2 - مجموعة ورّام ص 429.
3 - تفسير الصافي؛ محسن الفيض.
4 - البحار: محمد باقر المجلسيّ ج 43 - ص 339 الطبعة الحديثة.
5 - روضة الوافي: محسن الفيض ص 67.
6 - (أ) البحار: محمد باقر المجلسي ج 44 - ص 150.
(ب) الوافي: محسن الفيض ج 2 - ص 174.
(ج) جلاء العيون: السيد عبد الله شبّر ج 1 - ص 319.
7 - البحار: محمّد باقر المجلسي ج 10 ص 137 الطبعة الحديثة.
8 - البحار: محمّد باقر المجلسي ج 43 - ص 327 الطبعة الحديثة.
9 - البحار: محمّد باقر المجلسي ج 44 - ص 90 الطبعة الحديثة.
10 - البحار: محمد باقر المجلسي ج 10 - ص 134 الطبعة الحديثة.
11 - معالي السبطين: الشيخ مهدي المازندراني ص 14.
12 - البحار: محمد باقر المجلسي ج 44 - ص 104.
تعليق