
.. عيد الفطر عيد المؤمنين .. لسرورهم بقبول أعمالهم وتكفير سيئاتهم ومغفرة ذنوبهم
وما جاءتهم من البشارة من عند الله تبارك وتعالى من عظيم الثواب لهم على صيامهم وقربهم واجتهادهم ،
ويروى أن أول عيد صلى فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
من السنة الثانية ولم يزل يواظب عليها حتى فارق الحياة .
والعيد في اللغة مصدر عاد يعود عودا ومعادا إلى كذا صار ورجع إليه ،
والعيد الموسم وكل يوم فيه جمع أو تذكار لذي فضل او حادثة مهمة ، والجمع أعياد ،
والعبد ما يعاود مرة بعد أخرى ، وخص في الشريعة بيوم الفطر ويوم النحر ،
ولما كان ذلك اليوم مجعولا للسرور في الشريعة صار يستعمل إسم العيد في كل يوم فيه مسرة .
ومن أعياد المسلمين عيد الفطر المبارك وعبد الأضحى المبارك ،
وهو اليوم الذي جعله الله للمسلمين عيدا ولمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم )
ذخرا وشرفا وكرامة ومزيدا ، وزيّنه تبارك وتعالى بزينة خاصة وزكاة خاصة .
أما الصلاة فيه فهي صلاة الفطر وهي واجبة على المسلمين جميعا مع حضور الإمام المعصوم
وبسط يده واجتماع شروطها ، ومندوبة في زمان الغيبة مع عدم منصوب من قبله ...
والزكاة هي زكاة خاصة ، تسمى زكاة الفطرة وزكاة الأبدان وزكاة الخلعة ،
قد اوجبها الله تبارك وتعالى على جميع الأغنياء للفقراء والمساكين وسائر مصارف زكاة المال ،
وهي من تمام الصوم ، كما إن الصلاة على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) من تمام الصلاة
والكلام في جنس مايجب إخراجه في هذه الزكاة وقدره ووقته ومصرفه مذكور تحت عنوان الزكاة .
وأما ليلة الفطر فهي من الليالي المباركة وكان الأئمة الأطهار (عليهم السلام )
قد حثوا على القيام في هذه الليلة للمسألة والاستغفار والدعاء ،
وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام ) كان لا ينام فيها ويحييها بالصلاة والدعاء والسؤال
ويقول : في هذه الليلة يعطي الأجير أجره .
وفي خطبة له (عليه السلام ) في عيد الفطر أن قال :
(أطيعوا الله في ما نهاكم عنه من قذف المحصنة واتيان الفاحشة
وشرب الخمرة وبخس المكيال وشهادة الزور والفرار من الزحف) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام ) عن أبيه (عليه السلام ) أنه قال :
(كان علي إبن الحسين ( عليهما السلام ) يُحي ليلة الفطر بالصلاة حتى يصبح ، ويبيت ليلة الفطر في المسجد) .
دمتــــــــم بخيــــــــر
تعليق