
بسم اللہ الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ..
..صرخة تنطلق من قلب صغير جهل ماحوله ، قد انبأته عينيه أنه في عالم جديد ،
أصبح مولودا لدنيا نهايتها الموت ، قد خرج من مقره الذي كان يتسلم فيه الحنان والرحمة من بارئه ،
وهاهو من عميق إلى أعمق ، إلى مكان قد تغيرت عليه الأحوال فيه ،
وقد شهر بالوحدة والوحشة وعلم أن هذه الدنيا التي ستكون دار فنائه حتى نهاية عمره ،
فهي مقر دائه وشفاءه ، ودمعته وبسمته ، وسيئته وحسنته ،
فلا بد أنه علم انه في قاعة إختبار هيأها بارئه له كي يختبره في كل لحظة من لحظات حياته ،
فضل الطريق وجهل الصواب وصار يبكي ويصرخ لجهله عما سيفعل في عمره !
فإذا ببدرين مشرقين قد أنارا على وجهه الصغير وعينيه الباكيتين ،
وهما يبشرانه بأنهما سيقودانه ويعلمانه ليجعلاه قادراً لاجتياز اختبار بارئه بنجاح ،
فإذا هي لحظات قد مرت فسكن أنينه وأمن قلبه وغفت عيناه بحجر والديه ..
فاصبحا رفيقيه في حياته يرشدانه إلى الطريق الصحيحة والدار الآمنة ..
إلى مدينة تهديه إلى الرشاد فالجنان ..
فإذا هو يرى مدينة قد انفجرت منها الأنوار لا بل قد خُلِقَ من انوارها النور
مدينة تحيطها الملائكة .. يهللون ويكبرون فلا يعلم سرها غير خالقها
فأراد أن يدخل لكنه لم يعلم من اين فإذا بعلقه يقوده لها ويدله على بأبها فصار ينظر إليها بعقله ،
وقلبه يتفكر بوصفها فعجز لسانه ، وقلت حيلته ، يشهق زفيرا ، ويزفر شهيقا ،
فصاحب تلك الباب هو ساقي الكوثر ، الشافع يوم المحشر ،
البطل المغوار ، قاهر الكفار ، المنقذ من النار ،
نور الليل والعسير ، ومقسم الجنة والجحيم ، وباب علم الأمين .
فصار الرجل يحمد ربه ويشكره لهدايته له وما كان يهتدى لولا أن هداه الله
وتلك يداه قد رفعتا .. لتنقل دعواته لوالديه ..
للرب الكريم الذي حرم النار على كل قلب حوى حب أمير المؤمنين (عليه السلام)
ودفع ذاك القلب الى درجات الكرامة والسمو
وبعدها يسكنه في الجنان مع الأولياء والصديقين ابد الآبدين .
***
إذا مت فادفني إلى جنب حيدر ابي شبر أكرم به وشبير
فلست أخاف النار عند جواره ولا اتقي من منكر ونكير
دمتــــــــم بخيــــــــر
تعليق