تويت
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطيبين الطاهرين
متى نستيقظ من نومة الغافلين
ايه الإنسان انتبه من غفلتك قبل أن يحين موعدك فلا ينفعك الندم بعدها
قال بلوهر((حكيم هندي))بلغنا رجلاً حمل عليه فيل فانطلق مولياً هارباً، واتبعه الفيل حتى غشيه (كاد أن يصل اليه)فضطره إلى بئر فتدلى فيها وتعلق بغصنين نابتين على شفير البئر ووقعت قدماه على ،،رؤوس حيات،،
فلما تبين له الغصنان فإذا في أصلهما جرذان يقرضان الغصنين أحدهما أبيض والآخر أسود،فلما نظر إلى تحت قدميه فإذا رؤوس أربع أفاعي قد طلعن من حجرهنّ،،
فلما نظر إلى قعر البئر وإذا بتنّين فاغرٌ فاه نحوه يريد التقامه ،،فلما رفع رأسه إلى أعلى الغصنين إذاعليهما شيء من عسل النحل ،،
فتناول شيئاً من ذلك العسل وتذوقه فألها ما طعم من العسل وما نال من لذة العسل وحلاوته أنساه امر الأفاعي اللواتي لايدري متى تلدغه،وألهاه عن التنّين الذي لا يدري متى يلتقمه وما مصيره إذا وقع في فمه،،
أما البئر فالدنيا مملوَّة آفات وبلايا وشرور وأما الغصنان فالعمر ،وأما الجرذان فالليل والنهار
وأما الأفاعي الأربعة هي الأخلاط الأربعه،،هي السموم القاتله من المرة والبلغم والريح والدم التي لا
،،يدري صاحبها متى تهيجى به،،وأما التنّين الفاغرفاه ليلتقمه فهو الموت الراصد،،
وأما العسل الذي اغترّ به المغرور،فما ينال الناس من لذة الدنيا وشهوتها ونعيمها ولذة المطعم والمشرب ولذة الشم والسمع والبصر،،وغفل عن ماهو اخطر منهما،،
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام
لما دخل سوق البصرة فنظر إلى الناس يبيعون ويشترون فبكى عليه السلام بكاءً شديداً ثم قال ((ياعبيد الدنيا وعمالَ أهلها،إذا كنتم بالنهار تحلفون،وباليل في فُرشِكم تنامون وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون، فمتى تجهزون الزاد وتستعدون للمعاد؟))
وعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم((ذاكِرُ الله عز وجل في الغافلين كالمُقاتل عن الفارين،والمقاتل عن الفارين له الجنَّة))
وعن أبي عبد الله عليه السلام((من شَغَلَ بذكري عن مسأَلتي أعطيته افضل ما أعطي من سألني))
وعلى الإنسان أن يسأل الله أن ينبهه من نومة الغافلين ويجب أن نهتم بما نأكل ونلبس لان الإنسان سيقف في يوم القيامة في سبعين موقفاً،كل موقف يستغرق ألف سنة،،أي إن كل إنسان أمامه سبعين محكمة،،يمكث في كل منها الف سنة ومن المحاكم ما يسأل فيه عن ،،دينه وعقيدته،وأخلاقه،وصلاته،وصيامه،،،
ومن المحاكم الآخرى ما يسأل فيه عن عمره،وعن ماله من أين جمعه ،وفيمن أنفقهن،،
وهذا الكلام موجه إلينا بالذات فالمؤمن الذي يسلك طريق الرسالة ينبغي أن يهتم بهذه الأمور أن لا ،،يحرم ويحلل ويأجل توبته حسب اهوائه،،
ولنكفّ عن اللعب والاستهزاء بالقيم،ولنحذر من أن تحولنا هذه الدنيا إلى عبيد لها، ولنتذكر أن الإنسان يصبح طاغوتاً، شيئاً فشيئاً،،
وذلك لأن أمواج هذه الدنيا أقوى من أمواج البحار فلنكن حذرين من أن نستهزىء بالحقائق الإلهيه فنكون حطباً لنار جهنم ،،
وآخردعوانا الحمدلله رب العالمين
المصادر
منازل الآخرة
على أبواب الآخرة
الكافي المجلد الثاني
تعليق