بسم الله اولا واخرا
اللهم صل على محمدوال محمد
يحاول البعض أن يدعي: أن الإمام الحسن (عليه السلام) «كان عثمانياً بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة»، قال: «وربما غلا في عثمانيته، حتى قال لأبيه ذات يوم ما لا يحب، فقد روى الرواة: أن علياً مر بابنه الحسن ن وهو يتوضأ، فقال له: أسبغ الوضوء يا حسن، فأجابه الحسن بهذه الكلمة المرة: «لقد قتلتم بالأمس رجلاً كان يسبغ الوضوء»، فلم يزد على أن قال: لقد أطال الله حزنك على عثمان». وفي نص آخر للبلاذري: «لقد قتلت رجلاً كان يسبغ والوضوء» (1).
وفي قصة أخرى يقولون: «إن الحسن بن علي، قال لعلي: يا أمير المؤمنين، إني لا أستطيع أن أكلمك، وبكى، فقال علي: تكلم، ولا تحنَّ حنين المرأة، فقال: إن لناس حصروا عثمان، فأمرتك أن تعتزلهم وتلحق بمكة، حتى تؤوب إلى العرب عوازب أحلامها، فأبيت. ثم قتله الناس، فأمرتك أن تعتزل الناس فلو كنت في جحر ضب لضربت إليك العرب آباط الإبل حتى يستخرجوك، فغلبتني. ثم أمرتك اليوم: أن لا تقدم العراق، فإني أخاف عليك أن تقتل بمضيعة.. فقال علي الخ» (2).
وثمة روايات أخرى تفيد هذا المعنى، لا مجال لإيرادها وهي تدل على أنه (عليه السلام) كان يكره أن يذهب أبوه إلى العراق لحرب طلحة والزبير، كما قاله البعض (3).
ونقول: إن كل ذلك لا يمكن أن يصح، فـ:
أولاً: كيف يمكن أن نجمع بين ما قيل هنا، وبين قولهم الآنف الذكر: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد أرسل الإمام الحسن وأخاه (عليهم السلام) للدفاع عن عثمان.. وأنه لما علم بمصيره جاء كالواله الحزين، ولطم الحسن المخضب بالدماء، ودفع في صدر الحسين (عليهما السلام)، بتخيُّل: أنهما قد قصرا في أداء مهمتهما الخ؟!.
ثانياً: غن المتتبع لعامة مواقف الإمام الحسن (عليه السلام) يجده ـ باستمرار وبمزيد من الإصرار ـ يشدُّ أزر أبيه، ويدافع عن حقه، ويهتم في دفع حجج خصومه، بل.. ويخوض غمرات الحروب في الجمل، وفي صفين، ويعرِّض نفسه للأخطار الجسام، في سبيل الدفاع عنه (عليه السلام)، وعن قضيته، حتى لقد قال الإمام (عليه السلام): أملكوا عني هذا الغلام لا يهدني ـ حسبما تقدم..
وبالنسبة لدفاعه عن قضية أهل البيت (عليهم السلام)، وحقهم بالخلافة، دون كل من عداهم، فإننا لا نستطيع استقصا جميع مواقفه وأقواله فعلاً، ولكننا نذكر نموذجاً منها:
1 ـ عن الحسن (عليه السلام): «إن أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الأمر، وهو لنا كله، فأخذاه دوننا، وجعلا لنا فيه سهماً كَسَهم الجدة، أما والله، لتهمنهما أنفسهما، يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا» (4).
قال التستري: «والظاهر: أن المراد بقوله (عليه السلام): كسهم الجدة: أنهما جعلا لهم من الخلافة، وباقي حقوقهم، مجرد طعمة، كالجدة مع الوالدين» (5).
2 ـ وعنه (عليه السلام) في خطبة له: «ولولا محمد (صلى الله عليه وآله)، وأوصياؤه، كنتم حيارى، لا تعرفون فرضاً من الفرائض الخ..» قال هذا بعد أن عدد الفرائض، وكان منها الولاية لأهل البيت (عليهم السلام) (6).
3 ـ وتقدم قوله (عليه السلام) في خطبة له بعد بيعة الناس له: «فإن طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله عز وجل ورسوله مقرونة، قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا، أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) الخ... (7).
4 ـ وقال الأربلي: عن معاوية: «وكان بينه وبين الحسن مكاتبات، واحتج عليه الحسن، في استحقاقه الأمر، وتوثب من تقدم على أبيه، وابتزازه سلطان ابن عمه رسول الله (صلى الله عليه وآله)...» (8).
وقد كتب (عليه السلام) لمعاوية، بعد ذكره، مجاهدة قريش لهم، بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، مايلي:
«وقد تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا، في حقنا، وسلطان نبينا (صلى الله عليه وآله).. إلى أن قال: فأمسكنا عن منازعتهم، مخافة على الدين: أن يجد المنافقون والأحزاب بذلك مغمزاً يثلمونه به. إلى أن قال: وبعد، فإن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لما نزل به الموت ولاَّني الأمر بعده» (9).
5 ـ وحسبنا أن نذكر هنا: أن أباه أرسله إلى الكوفة، فعزل أبا موسى الأشعري، الذي كان يثبط الناس عن أمير المؤمنين (عليه السلام). وجاء إلى أبيه بعشرة آلاف مقاتل. وجرت في هذه القضية حوادث مثيرة وهامة، عبر فيها الإمام الحسن عليه الصلاة والسلام عن فنائه المطلق في قضية أبيه، التي هي قضية الإسلام والإيمان، والتي نذر نفسه للدفاع عنها، مهما كلفه ذلك من تضحيات (10).
اللهم صل على محمدوال محمد
يحاول البعض أن يدعي: أن الإمام الحسن (عليه السلام) «كان عثمانياً بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة»، قال: «وربما غلا في عثمانيته، حتى قال لأبيه ذات يوم ما لا يحب، فقد روى الرواة: أن علياً مر بابنه الحسن ن وهو يتوضأ، فقال له: أسبغ الوضوء يا حسن، فأجابه الحسن بهذه الكلمة المرة: «لقد قتلتم بالأمس رجلاً كان يسبغ الوضوء»، فلم يزد على أن قال: لقد أطال الله حزنك على عثمان». وفي نص آخر للبلاذري: «لقد قتلت رجلاً كان يسبغ والوضوء» (1).
وفي قصة أخرى يقولون: «إن الحسن بن علي، قال لعلي: يا أمير المؤمنين، إني لا أستطيع أن أكلمك، وبكى، فقال علي: تكلم، ولا تحنَّ حنين المرأة، فقال: إن لناس حصروا عثمان، فأمرتك أن تعتزلهم وتلحق بمكة، حتى تؤوب إلى العرب عوازب أحلامها، فأبيت. ثم قتله الناس، فأمرتك أن تعتزل الناس فلو كنت في جحر ضب لضربت إليك العرب آباط الإبل حتى يستخرجوك، فغلبتني. ثم أمرتك اليوم: أن لا تقدم العراق، فإني أخاف عليك أن تقتل بمضيعة.. فقال علي الخ» (2).
وثمة روايات أخرى تفيد هذا المعنى، لا مجال لإيرادها وهي تدل على أنه (عليه السلام) كان يكره أن يذهب أبوه إلى العراق لحرب طلحة والزبير، كما قاله البعض (3).
ونقول: إن كل ذلك لا يمكن أن يصح، فـ:
أولاً: كيف يمكن أن نجمع بين ما قيل هنا، وبين قولهم الآنف الذكر: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد أرسل الإمام الحسن وأخاه (عليهم السلام) للدفاع عن عثمان.. وأنه لما علم بمصيره جاء كالواله الحزين، ولطم الحسن المخضب بالدماء، ودفع في صدر الحسين (عليهما السلام)، بتخيُّل: أنهما قد قصرا في أداء مهمتهما الخ؟!.
ثانياً: غن المتتبع لعامة مواقف الإمام الحسن (عليه السلام) يجده ـ باستمرار وبمزيد من الإصرار ـ يشدُّ أزر أبيه، ويدافع عن حقه، ويهتم في دفع حجج خصومه، بل.. ويخوض غمرات الحروب في الجمل، وفي صفين، ويعرِّض نفسه للأخطار الجسام، في سبيل الدفاع عنه (عليه السلام)، وعن قضيته، حتى لقد قال الإمام (عليه السلام): أملكوا عني هذا الغلام لا يهدني ـ حسبما تقدم..
وبالنسبة لدفاعه عن قضية أهل البيت (عليهم السلام)، وحقهم بالخلافة، دون كل من عداهم، فإننا لا نستطيع استقصا جميع مواقفه وأقواله فعلاً، ولكننا نذكر نموذجاً منها:
1 ـ عن الحسن (عليه السلام): «إن أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الأمر، وهو لنا كله، فأخذاه دوننا، وجعلا لنا فيه سهماً كَسَهم الجدة، أما والله، لتهمنهما أنفسهما، يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا» (4).
قال التستري: «والظاهر: أن المراد بقوله (عليه السلام): كسهم الجدة: أنهما جعلا لهم من الخلافة، وباقي حقوقهم، مجرد طعمة، كالجدة مع الوالدين» (5).
2 ـ وعنه (عليه السلام) في خطبة له: «ولولا محمد (صلى الله عليه وآله)، وأوصياؤه، كنتم حيارى، لا تعرفون فرضاً من الفرائض الخ..» قال هذا بعد أن عدد الفرائض، وكان منها الولاية لأهل البيت (عليهم السلام) (6).
3 ـ وتقدم قوله (عليه السلام) في خطبة له بعد بيعة الناس له: «فإن طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله عز وجل ورسوله مقرونة، قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا، أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) الخ... (7).
4 ـ وقال الأربلي: عن معاوية: «وكان بينه وبين الحسن مكاتبات، واحتج عليه الحسن، في استحقاقه الأمر، وتوثب من تقدم على أبيه، وابتزازه سلطان ابن عمه رسول الله (صلى الله عليه وآله)...» (8).
وقد كتب (عليه السلام) لمعاوية، بعد ذكره، مجاهدة قريش لهم، بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، مايلي:
«وقد تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا، في حقنا، وسلطان نبينا (صلى الله عليه وآله).. إلى أن قال: فأمسكنا عن منازعتهم، مخافة على الدين: أن يجد المنافقون والأحزاب بذلك مغمزاً يثلمونه به. إلى أن قال: وبعد، فإن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لما نزل به الموت ولاَّني الأمر بعده» (9).
5 ـ وحسبنا أن نذكر هنا: أن أباه أرسله إلى الكوفة، فعزل أبا موسى الأشعري، الذي كان يثبط الناس عن أمير المؤمنين (عليه السلام). وجاء إلى أبيه بعشرة آلاف مقاتل. وجرت في هذه القضية حوادث مثيرة وهامة، عبر فيها الإمام الحسن عليه الصلاة والسلام عن فنائه المطلق في قضية أبيه، التي هي قضية الإسلام والإيمان، والتي نذر نفسه للدفاع عنها، مهما كلفه ذلك من تضحيات (10).
تعليق