تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
أداء التحية بداية التعامل الجيد مع المجتمع ..
قد يشعر شخص بغربة في مجتمعه ، وأنه لا يمكنه أن يعيش في ذلك المجتمع ، وهذا ليس بسبب المجتمع وإنما بسبب عدم قدرة هذا الشخص على التكيف مع مجتمعه ومع محيطه .. ولكي يستطيع الانسان أن ينسجم مع محيطه ومع مجتمعه عليه أن يبذل قصارى جهده من أجل ان يتوافق مع هذا المجتمع وذلك لكي ينعم بالراحة وبالطمأنينة وبمحبة الآخرين .
وشيء طبيعي هو أن كل مجتمع يختلف عن المجتمعات الأخرى من حيث العادات والتقاليد والطباع والدين . وإذا أردنا أن نعيش بسلام في مجتمعنا فعلينا أن نراعي هذه العادات والتقاليد العرفية والدينية التي تربينا عليها ونشئنا فيها .
وهذا ما يجب أن يأخذه كل شخص بحسبانه وأن عليه ان لا يخرج عن منظومة القيم والتقاليد التي تحكم ذلك المجتمع ولا سيما إذا كانت هذه القيم هي قيم دينية وقيم أخلاقية في غاية النبل .
وأول هذه العادات والأخلاق هي إفشاء السلام بين ابناء المجتمع الواحد لما يتمتع به السلام من أهمية كبيرة جعلت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بأداء السلام ويعتبره سنة من سننه صلى الله عليه وآله وسلم وأيضاً نرى أن الله سبحانه وتعالى قد جعل رد السلام فريضة وواجب وذلك بقوله تعالى : (( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا )) سورة النساء آية 86 .
وكذلك يجب لمن يريد التعامل جيدا مع مجتمعه أن يعرف آداب السلام ، حيث أنه من المعروف ان الصغير يسلم على الكبير وأن الواحد يسلم على الجماعة وان الراكب يسلم على الماشي وهكذا .
وكثرة إفشاء السلام تدعو الى كثرة المحبة ومحو الضغينة من القلوب وتزيد من محبة الشخص في قلوب من يعيش معه في نفس المجتمع .
وللشيخ مكارم الشيرازي كلام جميل عن التحية يرد في تفسيره الأمثل حيث يقول : ((و«التّحية» مشتقة من «الحياة» وتعني الدعاء لدوام حياة الآخرين ، سواء كانت التحية بصيغة «السّلام عليكم» أو «حياك الله» أو ما شاكلهما من صيغ التحية والسلام ، ومهما تنوعت صيغ التحية بين مختلف الأقوام تكون صيغة «السلام» المصداق الأوضح من كل تلك الأنواع )) .
وقد ورد أن جارية أهدت الى الإمام الحسن المجتبى عليه السلام باقة من الورد فأعتقها عليه السلام . وكذلك ورد في الحديث أن البخيل هو من بخل بالسلام .
وهذه من أول الأخلاق التي تجعل من الشخص متكيفاً مع الجماعة ومحترماً . ولذلك نرى أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان يبتدر كل من لقيه بالسلام قبل الكلام . والسلام من الروابط اللطيفة التي تقود الى الألفة والمودة بين أبناء المجتمع الواحد .
وفق الله المؤمنين لأداء السلام ولرد السلام على أكمل وجه .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا .
تعليق