تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هناك شبهة تقول إن أصل الإمامية الإثنى عشرية في المهدي وغيبته ترجع إلى أصول مجوسية لان أكثرهم من الفرس والفرس من أديانهم المجوسية التي تدعي إن لها منتظراً حياً باقياً . والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
الجواب :
إن التهم والافتراءات التي يتهمنا بها المخالفين لا تنتهي فقول المستشكل إن عقيدة الشيعة الاثنى عشرية ترجع إلى أصول فارسية ويريد بكلامه إنكار حقيقة الإمام المهدي (عليه السلام ) وغيبته ليثبت إنها من الفكر المجوسي لان الشيعة أكثرهم من الفرس الذين من أديانهم المجوسية التي في عقيدتها المهدي المنتظر إذن القول بان المهدية من أصل مجوسي باطل من عدة وجوه :
أولاً :
لم يثبت إن في ديانة المجوس سابقاً مهدي منتظر حي حتى يقول المستشكل إن تلك العقيدة تسربت إلى عقيدة الشيعة فلم نجد شخص يذكر هذا القول إلا القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه تثبيت دلائل النبوة قال (والمجوس تدعي ان لهم منتظراً حياً باقياً مهدياً من ولد بشتاسف يقال له أبشاوثن وانه في حصن عظيم من خراسان والصين ومعه كثير كلهم ثقات كلهم ثقات امناء أخيار .... هذا الذي اتيقنه مما ذكره أذرباذ بن أميذ الموبذ في وصفه أبشاوثن ) . فلا يصح الجزم بهذه القضية اعتماداً على هذا المصدر .
ثانياً :
إن أصل التشيع وعقيدة الإمام المهدي (عليه السلام) ليست فارسية المنشأ بل هي من أصول عربية وان بلاد فارس قد دخلها التشيع بهد هجرة العلويين وأتباعهم الذين فروا إليها هرباً من بطش الأمويين والعباسيين وذلك لبعدها عن مركز السلطة وتعاطف السكان المحليين وحبهم لأهل البيت (عليهم السلام) حيث ذكر ذلك أبو زهرة في كتابه الإمام الصادق ، قال (وأما فارس وخراسان وما وراءهما من بلدان الإسلام فقد هاجر إليها كثيرون من علماء الإسلام الذين كانوا يتشيعون فراراً بعقيدتهم من الأمويين أولاً ثم العباسيين ثانياً وأن التشيع كان منتشراً في هذه البلدان انتشاراً عظيماً قبل سقوط الدولة الأموية بفرار أتباع زيد ومن قبله إليها) .
تعليق