بـسم الله الـرحمن الرحيم
اللهـم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها عاشت بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) حزينة .
وروي أنها ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس ، ناحلة الجسم منهدّة الركن ، باكيـة العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة وبعد أن تعرضت لظلم اعدائـهم وأسقاط جنينها سلام الله عليها فاضت روحها الطاهرة على رواية في الثالث عشر من جمادي الآخرة .
وقد أوصت الإمام علي عليه السلام أن يدفنها ليلاً .
عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قال : لما قُبـضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنيـن عليه السلام سراً ، وعفّا على موضع قبرهـا ، ثم قام فحوّل وجهه الى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقال : السلام عليك يا رسول الله ، عني والسلام عليك عن أبنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك ، والمختار الله لـها سرعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ، وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي ، إلا أن لي في التأسي بسنتك في فرقتك موضع تعزّ ،فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت نفسك بين نحري وصدري ، بلى وفي كتاب الله لي أنعمُ القبول " إنـا لله وإنـا إلـيه راجعون " .
قد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة واُخلست الزهراء ، فمـا أقبح الخضراء والغبراء يـا رسول الله ، أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهّد ، وهم لا يبرح من قلبي ، أو يختار الله لـي دارك التي أنت فيها مُقيم ، كمد مقيّح ، وهم مهيّج ، سرعان ما فرق بيننا ، والى الله أشكو ، وستنبئك أبنتك بتظـافر اُمتك على هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد الى بثه سبيلاً .
وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين ، سلام مودع لا قالٍ ولا سئـم ، فإن أنصرف فلا عن ملالـة ، وإن أقم فلا عن سوء ظـن بما وعد الله الصابريـن ، واه واهاً والصبر أيمن وأجمل ، ولـو لا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبـث لـزاماً معكوفاً ، ولأ عولـت إعوال الثكلى على جليل الرزيـة ، فبعـين الله تدفن أبنتك سراً ، وتهضم حقـها وتمنع إرثها ، ولـم يتباعد العهد ولـم يخلق منك الذكر ! والى الله يا رسول الله المشتكـى ، وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك وعليها السلام والرضوان (1) .
"ساعد الله قلب سيدي ومولاي أمير المؤمنيـن سلام الله عليـه"
الحمــد لله رب العالـمين . . .
___________________________
1-الكافي : جـ1 صـ458 بـاب مولد الزهراء (ع) حـ3
اللهـم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها عاشت بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) حزينة .
وروي أنها ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس ، ناحلة الجسم منهدّة الركن ، باكيـة العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة وبعد أن تعرضت لظلم اعدائـهم وأسقاط جنينها سلام الله عليها فاضت روحها الطاهرة على رواية في الثالث عشر من جمادي الآخرة .
وقد أوصت الإمام علي عليه السلام أن يدفنها ليلاً .
عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قال : لما قُبـضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنيـن عليه السلام سراً ، وعفّا على موضع قبرهـا ، ثم قام فحوّل وجهه الى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقال : السلام عليك يا رسول الله ، عني والسلام عليك عن أبنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك ، والمختار الله لـها سرعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ، وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي ، إلا أن لي في التأسي بسنتك في فرقتك موضع تعزّ ،فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت نفسك بين نحري وصدري ، بلى وفي كتاب الله لي أنعمُ القبول " إنـا لله وإنـا إلـيه راجعون " .
قد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة واُخلست الزهراء ، فمـا أقبح الخضراء والغبراء يـا رسول الله ، أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهّد ، وهم لا يبرح من قلبي ، أو يختار الله لـي دارك التي أنت فيها مُقيم ، كمد مقيّح ، وهم مهيّج ، سرعان ما فرق بيننا ، والى الله أشكو ، وستنبئك أبنتك بتظـافر اُمتك على هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد الى بثه سبيلاً .
وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين ، سلام مودع لا قالٍ ولا سئـم ، فإن أنصرف فلا عن ملالـة ، وإن أقم فلا عن سوء ظـن بما وعد الله الصابريـن ، واه واهاً والصبر أيمن وأجمل ، ولـو لا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبـث لـزاماً معكوفاً ، ولأ عولـت إعوال الثكلى على جليل الرزيـة ، فبعـين الله تدفن أبنتك سراً ، وتهضم حقـها وتمنع إرثها ، ولـم يتباعد العهد ولـم يخلق منك الذكر ! والى الله يا رسول الله المشتكـى ، وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك وعليها السلام والرضوان (1) .
"ساعد الله قلب سيدي ومولاي أمير المؤمنيـن سلام الله عليـه"
الحمــد لله رب العالـمين . . .
___________________________
1-الكافي : جـ1 صـ458 بـاب مولد الزهراء (ع) حـ3
تعليق