اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم
فاطمة هي ام ابيها ...وام الاسلام
تفاوتت ادوار اهل البيت (عليها السلام ) في حفظ الاسلام ورعايته وتبليغه
وإيصاله الى الاجيال الاحقة ، ذلك الاختلاف كان من جه الاسلوب في العمل واختيار الطريقة المناسبة في معالجة الامور فقط..
كما ان ادوارهم جميعا كانت متماثلة من حيث الكفائة وارصانة وكذلك من حيث الدقة وحسن التقدير في اختيار الأجرائات المناسبة في الوقت المناسب.
كذلك تكافأت ادوارهم من حيث الهدف ، بمعنى ان ادوارهم جميعا كانت متجة نحو هدف واحد ، وهو حفظ الاسلام ورعايته ووظعه على سكة يكون قادرا من خلالها الوصول الى الاجيال اللاحقة ...
وبمناسبة الذكرى الاليمة لستشهاد الصديقة الطاهرة ام ابيها فاطمة
الزهراء( سلام الله عليها )، اتعرض بشيء من التحليل والتأمل الى حياتها التي كانت مملوئة بالمعني والاهداف الرسالية ..
الهدف الذي عاشت من اجله الصديقة ( سلام الله عليها) ، هو نفسه الهدف الذي بعث به ابوهارسول الله (صلى الله عليه واله ) ، ذلك الهدف هو ان الايعبد الا الله ، وان لاتكون تلك العبادة الا من حيث هو اراد ، وان يكون الشاهد على ذلك هو ابوها رسول الله ومن بعده بعلها امير المؤمنين ومن ثم ذريتها الاطهار سلام الله عليهم اجمعين ... الزهراء(سلام الله عليها) كان همها اقامة العدل الإلهي على يد بعلها امير المؤمنين وذريتها (عليهم السلام) ..
لم تكن بنت المصطفى غايتها من ذلك العناء الذي تجرعته مع ابيها في سنوات الدعوة والتبليغ ، او الذي تجرعته من معاملة القوم لها بعد وفاة ابيها ، لم تكن غاتها
من كل هذا ،ان تنال شيء من حطام الدنيا ، من جاه او ثروة او غيرها او لترى الناس خاظعين الرقاب لأبيها ..
ابدا لم يكن ذلك من اهدافها وحاشاها من ذلك كله ..
كانت روحي فداها مظحية صابرة محتسبة كانت تعلو وجهها الفرحة حين ترى اباها وبعلها مسرورين لنصر او دخول جماعة في الاسلام...
فهي روحي فداها افنت ذاتها في ذات الله ، فكانت تصبر على عناء البيت ومتاعبه في قبال ان تتعلم بظع كلمات تقولها عقيب كل صلاة ، او دعاء تدعو به حين تحب ومتى تشاء ، لم تكن الدنيا عندها تساوي حبة من خردل ، بل كانت عندها كما كانت عند بعلها امير المؤمنين (عليهم السلام ) حين يقول
( الدنيا عندي كجلد خنزير في يد مجذوم )..
الصديقة الطاهرة كان لها دوران اساسيان في حياتها الرسالية : الدور الاول :كان في حياتها مع ابيها ، في هذه المرحلة الحرجة والصعبة كانت روحي فداها قد ادركت وجود فراغ كبير كبير في حياة الرسول (صلى الله عليه واله) ، ملئه له دور اساس في تبليغ الدعوة ونشر الرسالة ، حيث انها كانت تعلم ان في طريق دعوة ذلك المجتمع الى الاسلام فيه عقبات كبيرة وكثيرة جدا ، وان كل ذلك سوف يواجهه ابوهها رسول الله (صلى الله عليه واله )
انه سوف يواجه الغلضة والخشونة والجفاء والقسوة الجاهلية ، اذاً ذلك القلب الذي يحمله ابوها سوف تقطعه طباع ذلك المجتمع ،فإذا لابد من وجود ملجأ مليء بالعطف والين والرقة والحنان يرجع إليه رسول الله ليطيب تلك الجراح ، وليتزود بالطاقة ليواجة ذلك المجتمع الذي له قلوب كأنها الحجر او اشد قسوة...
من هنا يبرز دور الصديقة (سلام الله عليها ) في هذا الجانب من هذه المرحلة ، حيث كانت هي الهبة الالهية لرسول الله (صلى الله عليه واله) ، وكانت هي الرافد الذي به يغذي الله به قلب رسوله من الطاقة والعزم ، فكانت هي النبع المتدفق الذي يروي قلب رسول الله (صلى الله عليه واله)
حيث لولها لكان قلبا ظامأً يستحيل عليه مواجة جلافة قريش وفضاضتهم وقسوتهم ... هذا المعنى يتجلا كثيرا فيما ينقله التاريخ من تلك المواقف المتكررة لرسول الله مع ابنته الطاهرة (سلام الله عليها) ، حين يخرج من المدينة في غزوة او غيرها وحين يعود اليها ، فكان وجه ابنته هو آخر وجه يفارقه ، وحين يدخل الى المدينة كان بيت ابنته هو اول بيت يدخله ، ذلك ما كان الا لانه يرى في ذلك الوجه الخير كله به يزاح عن صدره الهم والحزن والتعب ..
حتى قال في حقها تلك المقولة العظيمة ( فاطمة ام ابيها ...او هي ام ابيها )....
هذا هو الدور الاول لها سلام الله عليها
ام الدور الثاني سوف اذكره في منشور آخر ان شاء الله ...
وصلى الله على محمد وآل الطاهرين ..
تعليق