بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
الفطرة السليمة هي فطرة الله ..
عندما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان فطره على الفطرة السليمة ، وهذه الفطرة تتمثل بكل القيم النبيلة والأخلاق الحميدة والتي هي خير محض ولا يشوبها أي شائبة ، وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم عن الفطرة :
(( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون )) . سورة الروم الآية 30 .
(( إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِين )) . سورة الزخرف الآية 27 . (( يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ )) . سورة هود الآية 51 .(( وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) . سورة يس الآية 22 .
والفطرة السليمة تعني الخير فقط وليس فيها غير الخير ، لأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها ، ولكن هناك من يلتبس عليه الأمر فيخلط بين الفطرة السليمة وبين كل ما يصدر من الانسان من افعال لا تتناسب مع الفطرة السليمة وينسب ذلك للفطرة ناسياً قوله تعالى : (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )) سورة الشمس .
والسيد العلامة الطبأطبائي في تفسيره الميزان يصف الفطرة وصفاً جميلاً يبعدها عن كل ما يلصق بها من أفعال شيطانية وأفكار شيطانية بعيدة كل البعد عن الفطرة السليمة التي فطرها الحكيم العليم فيقول العلامة الطبأطبائي : (( ما كان منها لذة فكرية توافق الهوى و تشقي في الأخرى والأولى بإبطال العبودية و إفساد الحياة الطيبة فهي لذة منحرفة عن طريق الفطرة السليمة فإن الفطرة هي الخلقة الإلهية التي نظمها الله بحيث تسلك إلى السعادة و الأحكام الناشئة منها والأفكار المنبعثة منها لا تخالف أصلها الباعث لها فإذا خالفت الفطرة و لم تؤمن السعادة فليست بالمترشحة منها بل إنما نشأت من نزعة شيطانية و عثرة نفسانية فهي منسوبة إلى الشيطان كاللذائذ الوهمية الشيطانية التي في الفسوق بأنواعه من حيث إنه فسوق فإنها زينة منسوبة إلى الشيطان غير منسوبة إلى الله سبحانه إلا بالإذن قال تعالى حكاية عن قول إبليس : [ لأزينن لهم في الأرض و لأغوينهم أجمعين ] الحجر 39 و قال تعالى : [ فزين لهم الشيطان أعمالهم ]النحل 63 )) .
والانسان هو الذي يغير في هذه الفطرة السليمة نتيجة ما يعمله من افعال وتصرفات لا تتناسب مع هذه الفطرة وكذلك الذنوب فإنها تؤثر في الفطرة السليمة ، وللشيخ مكارم الشيرازي وصف جميل يذكره في تفسيره الأمثل يقول فيه : (( فالمذنب في بادىء الأمر ـ وطبق قانون الفطرة السليمة ـ يشعر ويشخص قباحة أعماله ، ولكنّه قليلا قليلا يتطبّع على ذلك فتقل في نظره قباحة العمل ، ويتوغّل أبعد من ذلك فيرى القبيح جميلا، كما يقول القرآن الكريم: (زيّن لهم سوء أعمالهم). وفي مكان آخر يقول تعالى : (وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً) )) .
وفقنا الله لكي نبقى على فطرتنا التي فطرنا الله عليها وأن لا نغير في هذه الفطرة ولا نبدل ..
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا ...
تعليق