تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم
المرحلة الثانية من مراحل الكفاح الذي قادته السيدة الزهراء (سلام الله عليها ) ضد الانحراف الحاصل بعد وفات ابيها ..
بعد ما كانت معالم المرحلة الجديدة واظحة ، وكذلك اتظحت الاسس التي ترتكز عليها تلك العصابة من عملية تشوية الحقيقة ،وخلق البدائل وتزييينها ووضع هالة من القداسة عليها لتكون بديل عن من نصبه الله ورسوله للأمة إماما .
بعد ذلك تمكنت الصديقة الزهراء (سلام الله عليها ) من اعداد وصفة دوائية لمعالجة تلك المؤامرة حتى لاينطلي خداعها على الاجيال الاحقة .....
فسلكت اسلوبا للمكافحة يمر بثلاثة محاور :
المحور الاول :
في هذا المحور كان الهدف هو كشف الوجة الحقيقي لهذه العصابة ، لانهم حاولوا اخفاء حقائقم خلف قناع التدين والعلم والقداسة ،ليتمكنوا من جعل انفيهم بد ممن نصبه الله والرسول ، لذلك في المرحلة الاولى يجب تمزيق ذلك القناع ، وهذا ما عملت عليه الصدية (سلام الله عليها) ، فعملت على بيان عدة امور:
منها ان هؤلاء جماعة غير متدينة ، اي انهم لم يكونوا اصحاب دين ولتزام بأحكام الشريعة ولايتبعون امر ونهي رسول الله (ص) .
ومنها: ان هذه الجماعة لم تكن من اهل العلم والمعرفة ، بل هم من جهال القوم ، لايفقهون شيء من الدين الا النزر القليل .
ومنها : انهم اهل جفوة وغلظة وخشونة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ).
ومنها : انهم يحملون حقدا وكرها شديدين لآل رسول الله (سلام الله عليهم اجمعين).
هذا هو مشروعها (سلام الله عليها ) على مستوى المحور الأول .
ففي عملية تمزيق القناع الذي ترتديه هذه الصابة اتبعت السيدة الزهراء (سلام الله عليها ) اسلوبا رائع وابداعيا ، فستغلت قظية فدك وغصبهم لها لكشف حقيقتهم .
وذلك لانهم حين اغتصبوا ارض فدك ، كان الجميع يعلم ان هذه القطعة من الارض هي نحلة من رسول الله لإبنته فاطمة (ع) ، ومع ذلك هم اغتصبوها ، لكنهم حاولوا ان يخفوا علمهم بأنها نحلة رسول الله لها ، فقامت الزهراء بإثبات ذلك لهم بالادلة والشهود ، ومع ذلك لم يرجعوها لها ، فمثل هذا الفعل وغيره كشف للجميع انهم لم يكونوا اهل تدين وإلتزام وخظوع لأمر الله ، فهنا السيدة الزهرء حققت الانتصار الاول ، وهو تمزيق قناع التدين الذي ارتدوه .
وكذلك في غصبهم لفدك وهي تحت يد الزهراء (سلام الله عليها ) ، قد بين للأمة انهم جفاة و اهل قطيعة مع رسول الله (ص) اذ المرأ يكرم بولده ، فالسيدة الزهرء استغلت اغتصابهم هذا لترسيخ تلك الحقيقة -انهم جفاة و اهل قطيعة مع رسول الله (ص)- فأظهرت مطالبتهم بأرضها وانها محزونة لتلك الارض وانها نحلة اولادها ، لتبين للأمة حقيقة تلك القلوب القاسية مع رسول الله وذريته ، اذ لم يكن من الصعب عليهم اعطاء تلك الارض لزهرء، وهم يملكون ارض الجزيرة العربية كلها ، لكن هذ يكشف عن جفوتهم لرسول الله (ص) وهذا ما ارادت بيانه في هذا الموقف ، وقد تحقق ، فكان انصتصار ثانيا.
كذلك بغصبهم فدك واحتجاجهم بأنا سمعنا رسول الله يقول ( نحن معاشر الانبياء لانورث ماتركناه صدقة ) ، اقتنصت السيدة الزهرء (سلام الله عليها)الفرصة لكشف حالهم امام الجميع بأنهم قوم لايفقهون شيء من القرآن وآياته ، وهذا مابينته تفصيلا بخطبتها في المسجد على منبر ابيها ، حيث قالت (يابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا ارث أبي ؟ لقد جئت شيئا فريا ! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ اذ يقول : ( وورث سليمان داود ) [ النمل : 16 ] وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا اذ قال : ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب ) [ مريم : 6 ] وقال : ( واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ) [ الانفال : 75 ] وقال : ( يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ) [ النساء : 11 ] وقال : ( إن ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين ) [ البقرة :180 ] وزعمتم : ان لا حظوة [ أي المكانة ] لي ولا ارث من أبي ، ولا رحم بيننا ، افخصكم الله بآية اخرج أبي منها ؟ ام هل تقولون : أن اهل ملتين لا يتوارثان ؟ أو لست انا وأبي من اهل ملة واحدة ؟ أم انتم أعلم بخصوص القرآن من أبي وابن عمي ؟ )
ولذلك بعد هذه الخطبة ترى القوم كأنهم سكارى وماهم بسكارى ولكن وقع كلمات الزهراء عليهم بشديد...
وهنا تمزق قناع العلم الذي ترتديه هذه العصابة زورا ... فتحقق انتصار ثالث لزهراء سلام الله عليها .
وكذلك بغتصابهم لفدك تمزق قناع المودة والحب لآل الرسول وذريته ، حيث تبين عكس ذلك تماما ،انهم اهل حقد وظغينة على اهل هذا البيت ، وذلك بعد ان افحمتهم الزهراء بخطبتها بأن لها الحق في ان ترث اباها، فجائت بعد ذلك لأبي بكر ليرجع لها فدك فكتب لها كتاب بذلك ، وحين خرجت رأى عمر ما في يدها فأخبرته فعمد إليه فمزقه اذ لا يروق لذلك القلب الحقود ان يرى ابنة المصطفى فرحة متنعمة هي واولادها بنحلة ابيها لها ، هذا يكشف عن حقد كبير في صدور هذه الجماعة اتجاه اهل هذا البيت .
فإذن الحب والمودة التي كانوا يظهرونها لأهل هذ البيت ، هو مجرد قناع وقد تمزق ، فتحقق انتصار جديد لسيده الزهراء سلام الله عليها .
اذن من خلال فدك حققت جميع اهدافها التي ارادت تحقيقها في المحور الاول ..
لله درك يا ارض فدك كم انت عظيمة ؟ وما هذا السر الكبير الذي فيكِ ؟
فدك لم تكن مجرد ارض مغصوبة ، بل هي بركان اغرق القوم الفاسقين ، فدك لم تكن للحزن والبكاء فقط بل لها وجه آخر يجب ان لايغيب .
المحور الثاني :
في هذا المحور كان الجهد المبذول منها (سلام الله عليها )منصبا حول قظية الخلافة والأمامة، لتبين ان الخلافة هي بالتنصيب وليست بالشورى ، وان الخليفة المنصب هو بعلُها واخو ابوها رسول الله (ص) ، وهذا الدور يتظح من مواقف كثيرة لها (سلام الله عليها ):
منها : خطبتها العصماء في مسجد ابيها رسول الله (ص) ،حيث قالت (وطاعتنا : نظاما للملة ، وامامتنا : امانا للفرقة ).
ومنها: قيامها بجولات ليلية هي و ابنيها (حسن وحسين سلام الله عليهما ) وابنتها زينب (سلام الله عليها) تطرق بها بيوت الانصار والمهاجرين تحثهم على عدم خيانه علي (عليه السلام) في امر الخلافة، وتذكرهم بوصية رسول الله وتبين لهم فظله على غيره ..
ومنها : دعوة نساء المهاجرين والانصار الى بيتها لتُسْمِعَهُن عتابا على خيانة ازواجهن لبعلها وخلافهم لأمر رسول الله (ص) في امر الخلافة لعلي (عليه السلام ) .
فبهذا الدور العظيم للسيدة الصديقة ( سلام الله عليها ) ، قد احيت امر الامامة من جديد بعد ان حاولت تلك الجماعة طمسه ، فصار بعد هذا الجهد الكبير هو حديث الساعة يتداوله الناس في كل مكان ، وعلى اساسه خرجت بعض الاطراف عن الخظوع والطاعة لهذه العصابة ، ومنهم مالك بن نويرة وقومه فحكموا عليهم بالردة ،فقاتلوه وفعلوا به تلك الفعلة الشنيعة ..
هذا تمام الكلام في المحور الاول والثاني اما المحور الثالث يأتي ان شاء الله تعلى في منشور لاحق قربا ..
تعليق