إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طالب العلم والصداقة (اثر الصداقة على طالب العلم )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طالب العلم والصداقة (اثر الصداقة على طالب العلم )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد


    اهمية الصداقة :

    الإنسان مدني بالطبع ، لا يستطيع اعتزال الناس والانفراد عنهم ، لأن اعتزالهم باعث على استشعار الغربة والوحشة والإحساس بالوهن والخذلان إزاء طوارئ الأحداث وملمات الزمان . من أجل ذلك كان الإنسان تواقاً إلى اتخاذ الخلان والأصدقاء ، ليكونوا له سنداً وسلواناً ، يسرون عنه الهموم ويخففون عنه المتاعب ، ويشاطرونه السراء والضراء .
    وقد تضافرت دلائل العقل والنقل على فضل الأصدقاء والترغيب فيهم ، وإليك طرفاً منها :
    يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله ) : « ما استفاد امرئ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في الله ».
    قال أمير المؤمنين (ع) في حديث له : «عليك بأخوان الصدق ، فأكثر من اكتسابهم ، فإنهم عدة عند الرخاء ، وجنة عند البلاء» البحار كتاب العشرة ص 51 عن أمالي الشيخ الصدوق .
    وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : « أكثروا من الأصدقاء فإنّهم ينفعون في الدنيا والآخرة ، أمّا الدنيا فحوائج يقومون بها ، وأمّا الآخرة فأهل جهنّم قالوا : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ».
    ويقول الإمام الرضا (عليه السلام) : « من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنّة ».
    ويقول الأمير (عليه السلام) : « صاحب الحكماء وجالس العلماء وأعرض عن الدنيا »

    وفي الصداقة شروط واداب
    وللانتخاب اسباب :


    التأثر وانتقال الصفات ((ينشأ الإنسان وتنشأ معه غريزة التأسي وحب المحاكاة، وهو يعلل بها كثيراً من أفعاله، ويبنى عليها كثيراً من عاداته. يرتكب الإنسان الجريمة لأن نظيره قد أرتكب مثلها أو أشد منها. ويعمل الإحسان لأن أمثاله يعملون ذلك. حتى الطفل فإنه يصدر كثيراً من إعماله لمجرد الاقتداء وحب المحاكاة وكم لهذه الغريزة من مظهر، وكم لها من نتيجة حسنة أو قبيحة، وبديهي أن هذه الغريزة إذا قارنت الحب والصداقة كانت أشد تأثيراً في الإنسان. وقد أثبت التجربة ان المجاورة والاتصال يؤثران حتى في الجمادات.
    كالريح آخذة مما تمر به نتناً من النتن أو طيباً من الطبيب
    من أجل ذلك كان التجاوب قوياً بين الأصدقاء ، وكانت صفاتهم سريعة العدوى والانتقال ، تنشر مفاهيم الخير . والصلاح تارة ، ومفاهيم الشر والفساد أخرى ، تبعاً لخصائصهم وطبائعهم الكريمة أو الذميمة ، فالصديق الصالح : رائد خير ، وداعية هدى ، يهدي إلى الرشد والصلاح .
    والصديق الفاسد : رائد شر ، وداعية ضلال ، يقود إلى الغي والفساد . وكم انحرف أشخاص كانوا مثاليين هدياً وسلوكاً ، وضلوا في متاهات الغواية والفساد ، لتأثرهم بالقرناء والأخلاء المنحرفين .
    ان الصديق يكشف عن هوية صاحبه، وعن موقعه في الحياة، حتى قيل: ((قل لي من تصادق أقل لك من أنت))
    كما اننا ننتخب الصديق لنميزه عن الزميل فبحكم الدراسة فان الطالب مضطر ان يجالس طلبة اخرين لمدة اربع ساعات على الأقل وهذا الوقت قد لا يجالس فيه شقيقه وفي هذا الوقت قد يعتبر الزملاء أصدقاء فعلى الطالب ان لا يعتبر كل زميل هو صديق فهذا يسبب له خلل وارباك بل الصديق اعلى مرتبة ويتمتع بصفات عليه معرفتها - سنذكرها ان شاء الله – وانتخاب حاملها .
    يتضح ان الصديق ضروري ويؤثر في حياة الاخر ومن هنا على طالب العلم الذي ينشد التفوق ان يراعي شروط الصداقة ومن يصادق ومن لا يصادق ...يتبع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    رحم الله من يهدي ثواب الفاتحة الى اهل البيت وشيعتهم
    لا خير في لذة من بعدها النار

  • #2
    شروط اختيار الصديق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    بعد ما قدمنا وصلنا الى ما يحتم على كل عاقل أن يتحفظ في اختيار الأصدقاء ، فللصديق أثر بالغ في حياة صديقه وتكييفه فكرياً وأخلاقياً ، لما طبع عليه الإنسان من سرعة التأثر والانفعال بالقرناء والأخلاء ، ما يحفزه على محاكاتهم والاقتباس من طباعهم ونزعاتهم .

    شروط اختيار الصديق ومن نصادق :

    1- ابتعد عن أصدقاء السوء، ومنهم : اهل الفسوق والمعاصي والانحراف والشر والبخل والكذب والحمق والعقوق :
    انظر كيف يصور القرآن ندم النادمين على مخادنة الغاوين والمضللين وأسفهم ولوعتهم على ذلك :
    «
    ويوم يعض الظالم على يديه يقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً» (الفرقان : 27 ـ 29) .
    قال أمير المؤمنين (ع) : «
    مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار ، ومجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار ، ومجالسة الأبرار للفجار تلحق الأبرار بالفجار ، فمن اشتبه عليكم أمره ، ولم تعرفوا دينه ، فانظروا إلى خلطائه ، فإن كانوا أهل دين الله ، فهو على دين الله ، وإن كانوا على غير دين الله فلا حظ له من دين الله ، ان رسول الله (ص) كان يقول : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يواخين كافراً ، ولا يخالطن فاجراً ، ومن آخى كافراً ، أو خالط فاجراً كان كافراً فاجراً».
    وهكذا يحذر اهل البيت عليهم السلام من مخادنة أنماط من الرجال اتسموا بأخلاق ذميمة وسجايا هابطة باعثة على النفرة وسوء الخلة .

    وعن أبي عبد الله عن أبيه عليهم السلام قال : قال لي أبي علي بن الحسين (ع) : «يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ، ولا تحادثهم ، ولا ترافقهم ، فقلت : يا ابه من هم عرفنيهم
    قال :
    إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب .
    وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك .
    وإياك ومصاحبة البخيل فانه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه .
    وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك .
    وإياك ومصاجبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله عزوجل في ثلاث مواضع
    . . . الخبر»

    2- راعي حدود الصداقة فعن الامام الصادق (عليه السلام) قال : «لا تكون الصداقة إلا بحدودها ، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة ، ومن لم يكن فيه شيء منها ، فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة :
    فأولها : ان تكون سريرته وعلانيته لك واحدة .
    والثانية :
    أن يرى زينك زينه وشينك شينه .
    والثالثة :
    أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال .
    والرابعة :
    أن لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته .
    والخامسة : وهي تجمع هذه الخصال
    أن لا يسلمك عند النكبات» (الوافي ج 3 ص 104 عن الكافي .) .


    بل شرط اختيارك ان يكون متحلياً بالإيمان والصلاح وحسن الخلق ، فإن لم يتحل بذلك كان تافهاً منحرفاً يوشك أن يغوي أخلاءه بضلاله وانحرافه .( لا تربط الجرباء حول صحيحة خوفي على الصحيحة أن تجرب )
    أصحب ذو العقل وأهل الدين فالمرء منسوب إلى القرين

    3- صادق اللبيب العاقل الشاطر عالي الهمة : لما قدمنا من ان الصديق يؤثر فعلى طالب العلم بالخصوص ان يصادق هؤلاء ويبتعد عن الكسالى قليلي الهمة
    فعن امير المؤمنين عليه السلام «وأما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه ، وربما أراد منفعتك فضرك ، فموته خير من حياته وسكوته خير من ، نطقه ، وبعده خير من قربه» البحار . كتاب العشرة . ص 56 عن الكافي .
    ...يتبع
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    رحم الله من يهدي ثواب الفاتحة الى اهل البيت وشيعتهم
    لا خير في لذة من بعدها النار

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وال محمد

      طالب العلم الذي ينشد التفوق لا يملك وقت لكي يضيعه فعليه ان يستثمر وقته في طلب العلم ولكن مع ذلك عليه حقوق تجاه أصدقائه وقدمنا انه لابد من ان يختار أصدقاء من المؤمنين الطيبين الصالحين المجتهدين ذي الهمة العالية والنشاط الدؤوب ومثل هؤلاء لا يكلفوه كثيرا بل يساعدوه كما يساعدهم كي يسعد الجميع بل تبادل للمنفعه وتعاون على البر والخير ومع ذلك فهم درجات و لهم حقوق
      فمن رسالة الحقوق للامام السجاد عليه السلام : الحقوق وأما حق الصاحب فأن تصحبه بالتفضل والإنصاف، وتكرمه كما يكرمك ولا تدعه يسبق إلى مكرمة، فان سبق كافأته، وتودّه كما يودك، وتزجره عما يهم به من معصية، وكن عليه رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة إلا بالله.
      لاحظ كلام الامام السجاد عليه السلام لو طبقه احدنا تجاه أصدقائه فماذا سيثمر ؟. وماذا سينتج ؟ وماذا سنجني من أصدقاء ؟
      وأوضح أمير المؤمنين (ع) واقع الأصدقاء وابعاد صداقتهم فيما رواه أبو جعفر الباقر (ع) فقال : «قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنين (ع) فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الأخوان .
      فقال (ع) : الأخوان صنفان : أخوان الثقة ، وأخوان المكاشرة .
      فأما أخوان الثقة : فهم الكف والجناح ، والأهل والمال ، فإذا كنت من أخيك على حد الثقة ، فابذل له مالك ، وبدنك ، وصاف من صافاه وعاد من عاداه ، واكتم سره وعيبه ، واظهر منه الحسن ، واعلم أيها السائل أنه أقل من الكبريت الأحمر .
      و
      أما أخوان المكاشرة : فإنك تصيب لذتك منهم ، فلا تقطعن ذلك منهم ، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم ، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه ، وحلاوة اللسان» (الوافي ج 3 ص 104 عن الكافي .) . ولا أتصور كلام الامام عليه السلام يحتاج الى تعليف بل لم يترك مجال لذلك .
      تنبيهات:
      1- صداقة الكسول شيء ومساعدته شيء اخر ...
      2- الكسول الذي يرتقى الى سلم الشطارة وعالي الهمة يصح مصادقته خلاف المقتنع بالكسل
      3- قد يحسب الناس أن الصديق هو من يحسن مجاملتهم ويظهر البشاشة والتودد إليهم ، ويعتبرونه خلاً وفياً وصديقاً حميماً ، فإذا اختبروه في واقعة اسفر عن صديق مزيف ، وخل مخادع عاطل من خلال الصداقة الحقة وواقعها الأصيل .


      وللإمام الصادق (ع) كلمات تتضمن قواعد مهمة في الصداقة نذكرها من غير تعليق:
      " لا خير في صحبة من لم ير لك مثل الذي يرى لنفسه" ، "إياك ومخالطة السفلة فإن السفلة لا تؤدي إلى خير"، " أحب الأخوان على قدر التقوى"، " لا تعتد أحد حتى تغضبه ثلاث مرات "، " عليك بإخوان الصدق فإنهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء"، " صحبة عشرين سنة قرابة "، " ضع أمر أخيك على أحسنه، ولا تطلبن بكلمة خرجت من أخيك محملاً "، " الصفح الجميل ان لا تعاتب على الذنب، والصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى "، " لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك وأبق منها، فان ذهاب الحشمة ذهاب الحياء وبقاء الحشمة بقاء المودة "، " أحب أخواني إلى من أهدى إلى عيوبي "[، " إذا أحببت رجلاً فأخبره بذلك فإنه أثبت للمودة بينكما "


      وفقنا الله واياكم لكل خير
      __________________________
      المصادر:
      أخلاق أهل البيت (السيد محمد مهدي الصدر)
      الاخلاق عند الامام الصادق عليه السلام ( العلامة محمد أمين زين الدين )





      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وال محمد
      رحم الله من يهدي ثواب الفاتحة الى اهل البيت وشيعتهم
      لا خير في لذة من بعدها النار

      تعليق

      يعمل...
      X