بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
عدالة امام الجماعة ، كيف تكون ؟اللهم صل على محمد وآل محمد
ورد في فضل صلاة الجماعة الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى الترغيب في حضورها والنهي عن التخلف عنها . وكذلك في فضلها وإنها خير من الصلاة منفرداً .
وقد أشترط الفقهاء بعض المسائل في أمام الجماعة وأهم شرط هو عدالة امام الجماعة والعدالة في الفقه ترد في أكثر من موضع فتارة هي مطلوبة في مرجع التقليد ، وتارة هي مطلوبة في الشهود ، وتارة في امام الجماعة .أي أنها مفهوم مشكك وليس متواطيء ، وقد كثر الحديث في معنى العدالة ؟ وكيف يكون امام الجماعة عادلاً ؟ .
وهذه بعض من آراء علمائنا الأفاضل في العدالة المطلوبة في إمام الجماعة :
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي يرى : ((«العدالة» هي حالة من الخوف الداخلي من الله ، وملكة نفسانية تمنع الإنسان من ارتكاب الكبائر ، وتكرار الصغائر، ويكفي لثبوت العدالة في شخص أن نعاشره ولا نرى منه معصية وهذا هو ما يسمّى بحسن الظاهر الكاشف عن الملكة الباطنية )).
الشيخ محمد تقي بهجت : (( المراد بالعدالة المعتبرة في امام الجماعة هي عبارة عن حسن الظاهر ، أي الابتعاد عن الذنوب الكبيرة بنحو يستكشف منه في ظاهر احوال الشخص ولو بشكل ظني أنه بان على ترك المعاصي ، ولا يتحقق ذلك بمجرد ترك الذنوب بضعة ايام من باب الصدفة والاتفاق . والاصرار على الذنوب الصغيرة بمنزلة ارتكاب الكبيرة )).
الشيخ محمد أمين زين الدين : (( العدالة هي الاستقامة على الشريعة باتيان واجباتها واجتناب محرماتها من كبائر ما نهي عنه والاصرار على صغائره ، على أن تكون الاستقامة المذكورة صفة ثابتة في نفس المكلف لا حالة غير قارة فيها ، وهذا هو مراد من فسر العدالة بأنها ملكة اجتناب الكبائر والاصرار على الصغائر ، وإذا تحققت للانسان صفة الاستقامة وثبتت في نفسه وتحقق له بسببها اجتناب الكبائر ، فلا ينافيها ارتكاب الصغيرة نادرا ، فلا تزول عدالته بذلك )).
أما الشيخ لطف الله الصافي فيرى أن العدالة هي : [ الظاهر أن العدالة نفس (الاجتناب عن الكبائر الناشئ عن حالة نفسانية باعثة على ملازمة التقوى ، مانعة عن ارتكاب الكبائر التي منها الاصرار على الصغائر ، ومانعة عن منافيات المروة وهي كل ما دل ارتكابه على مهانة النفس وقلة الحياء وعدم المبالاة بالدين) ].
الإمام الخميني ( قدس سره ) : ((هى حالة نفسانية باعثة على ملازمة التقوى مانعة عن ارتكاب الكبائر بل والصغائر على الاقوى ، فضلا عن الاصرار عليها الذي عد من الكبائر )) .
السيد السيستاني عندما يصل إلى عدالة امام الجماعة يقول أنه تثبت العدالة حسب المسألة 20 وهي : (( تثبت عدالة المرجع في التقليد بأمور : الاول : العلم الوجداني أو الاطمئنان الحاصل من المناشئ العقلائية كالاختبار ونحوه . الثاني : شهادة عادلين بها . الثالث : حسن الظاهر ، والمراد به حسن المعاشرة والسلوك الديني ، وهو يثبت ايضا بأحد الامرين الاولين )) .
وخلاصة هذه الآراء أن العدالة باعث نفسي أو ملكة أو حالة نفسانية وتكون بترك الكبائر من الذنوب وعدم الاصرار على الصغائر . ولكن هناك شبهة عند البعض ، فيقول لماذا لم يضاف الى ترك الكبائر ترك الصغائر ايضا ؟ ، فيجاب عليه بأن هذا لا يتسنى إلا للمعصوم ، فإن المعصوم لم يرتكب كبيرة ولا صغيرة من الذنوب .. وأيضا آراء علمائنا واضحة بشأن الذنوب الصغيرة فيجب عدم الاصرار عليها وتركها والندم عليها وطلب الاستغفار من الله على فعلها . والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا ..
المصادر :
رسالة توضيح المسائل ، الشيخ مكارم الشيرازي .
توضيح المسائل ، الشيخ محمد تقي بهجت .
كلمة التقوى ، الشيخ محمد أمين زين الدين .
هداية العباد ، الشيخ لطف الله الصافي .
منهاج الصالحين ، السيد السيستاني .
تعليق