إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار هادف بين ثلاثة اصدقاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار هادف بين ثلاثة اصدقاء


    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين
    اللهم صل على محمد وال محمد
    وعجل فرجهم
    احببت ان انقل لكم اليوم هذا الحوار الذي حدث بين ثلاثة اصدقاء
    علي وبكر وخالد
    والحوار كان عن شخص مؤمن وهو علي وغافل وهو بكر وغارق بالمعاصي
    وهو خالد

    التقى هؤلاء الاصداقاء في يوم من الايام وجلس علي يحدثهم
    عن الايمان بالله تعالى وكيف يكون الانسان مؤمن ويقوي علاقته بالله
    وكيف يقترب منه حتى يرضى الله تعالى عنه
    في باديء الامر ضحك من كلامه كل من خالد وبكر وقالا نحن جئنا اليوم الى هنا
    لاجل النزهة وانت تعرف ياعلي ان الدراسة قد شغلتنا ولم نلتفت الى انفسنا
    واليوم هو اول ايام العطلة وعلينا ان نعوض انفسنا عن تعب تلك الايام التي
    قضينها بالدراسة والابتعاد عن النزهة والترفيه تلبية لرغبات اهلنا
    فنطلب منك ان لا تحرمنا من هذه المتعة الجميلة
    قال علي : اليس نحن اصداقاء ؟
    قالا بكر وخالد : نعم
    قال علي : وما حق الصديق على صديقه ؟
    قالا: ان يكون له ناصح ولا يخونه ويكتم سره
    قال علي : الحمد لله
    قالا : ولماذا حمدت الله ؟
    قال علي : لاني ما طلبت الحديث معكما الا لاجل هذه الامور التي ذكرتم
    قالا : علي لاتخرجنا من هذه المتعة
    قال علي : وهل توجد متعة اجمل من المعرفة والعمل بما يحب الله ؟
    قالا : لا .. لكن نريد ان نقضي اليوم بالنزهة كما قلنا ولا تلح علينا
    قال علي : جيد كما تحبون لكن نحن الثلاثة مشتركون معا في هذه النزهة اليس كذلك ؟
    قالا : نعم
    قال علي : اذا على كل منا ان يقترح كيف نقضي اليوم ؟
    فرحا كثيرا لما قال
    قال بكر : انا اريد ان اقضي كل يومي هذا بالنزهة
    وقال خالد : وانا كذلك
    قال علي : الا ناخذ استراحة ؟ قلا : بلى ناخذ
    قال علي : وكم وقتها . قالا : نصف ساعة لطعام وربع ساعة لتناول الشاي
    ونصف ساعة نستلقي بها على الارض كي نريح ابداننا
    قال علي : جيد انا اريد تلك الاوقات لي
    قالا : وماتصنع بها ؟
    قال علي :اريد منكما ان تصغيا لي فيها
    قالا : هذا سهل .. لك ذلك
    كان علي ينتظر فترة الغداء بفارغ الصبر وفعلا جاء الغداء فاسرع هو يحضره
    كي لايضيع الوقت ويستغله بما هو اعد من مائدة معنوية لصديقيه
    وجلس الاصداقاء يتناولون الطعام
    فقال علي والان هل مازلنا على اتفاقنا ايها الاصدقاء ؟
    قالا : نعم تفضل ونحن نصغي اليك
    قال علي : اسمعا اذاً مني هذه القصة الظريفة اولا
    قالا: قصة وماهي ؟
    قال علي : في يوم من الايام جلس رجل على شاطئ البحر لكي يصطاد
    السمك لان له عيال صغار وهم جياع
    كان السمك كثير يمر من امامه لكن لايأكل من طعام السنارة
    وبقي طويلا حتى تعب لكن كيف يرجع الى البيت زوجته واطفاله بانتظاره
    يريدون الطعام جلس يبكي وهو يقول لماذا السمك لايأكل من السنارة ويبتعد عنها
    وفي هذا الحال سمع صوت من خلفه يقول له وكيف نأكل طعام يبعدنا عن الله تعالى
    تعجب الرجل من هذا القول والتفت واذا بسمكة واقفة في الماء خلفه .. ذُهل لما رأى
    قال لها ماذا اعيدي ماقلتي .. قالت : سمعت .. لا نأكل من طعام حرام لان الله يبغض الحرام
    وعندها تعجبا بكر وخالد من قول علي وقالا : سمك تتكلم ؟! اكمل علي
    اكمل وماذا حدث
    قال علي : تعجب الرجل الصياد من قوله وقال لها : ومن اين علمتي انه حرام
    قالت السمكة : الله اعلمنا
    قال الرجل : وكيف ؟ قالت السمكة : لاننا عاهدنا الله ان نعبده ولا نعصيه وطلبنا منه
    يبعد عنا ما لايرضيه
    وعندما رميت انت لنا الطعام ابتعدنا ووجدنا في قلبنا كرها له وكل واحد منّا صار يُوصي
    صاحبه : لاتأكل هذا مبغوض عند الله
    تعجب الرجل وقال : صدقتي لكني لم اجد الا هذا فسرقته من صاحبه
    لان لي عيال جياع
    قالت السمك : الا تعلم ان ذلك يبعدك عن الله ولا ينفع عائلتك
    كان عليك ان تسأله فيعطيك ولاتخون
    استحى الرجل من كلام السمكة واطرق رأسه الى الارض
    وقال : ربي انا اتوب اليك واعاهدك ان لااعصيك ابدا
    فارزقني وارزق عيالي وظل يبكي حتى جن المساء
    فقال بكر : علي وهل بقى على شاطئ البحر ؟ وقال خالد : وكيف حال اطفاله ؟
    وعندها غمر قلب علي السرور لانه عرف كيف يلفت انتباه اصحابه
    وصمت طويلا لكن بكر وخالد لم يتحملا ذلك وقالا له :علي اكمل ماذا حدث لك
    قال علي : عندما اسدل الليل ستاره قام وتوضئ وصلى ركعتين وبقى يبكي في سجوده
    قال بكر : وكيف كان حال اطفاله ؟
    قال علي : اطفاله كانون يبكون من الجوع وكانت الام تسليهم وتلاطفهم حتى ناموا
    قال بكر : مساكين ناموا بدون طعام
    قال علي : بكر وهل تتعجب من ذلك اذهب الى المدنية تجد الكثير من النساء المؤمنات هكذا يفعلن
    قال بكر : وهل يوجد في المدنية اطفال جياع ؟!
    قال علي : نعم يوجد الكثير لكن من يعيش بعيدا عن اخونه ولا يهمه الا هم نفسه
    وكيف يسعدها لا يعلم بهم
    قال بكر : علي دلني عليهم
    قال خالد : علي اكمل وقل لي هل قبل الله توبته ؟
    قال علي : ان الله رحيم غفور كريم جواد
    قال بكر : اكمل علي . قال علي : بقى الرجل طول الليل يبكي ويناجي ربه
    وهو ساجد
    وكان الجو بارد جدا وبقى على هذا الحال حتى الصباح واشرقت الشمس
    واذا يشعر باحد يحركه وكان جسمه اصبح قطعة من الثلج
    لكنه لم يستطيع ان يرد على من يحدثه حملوه معهم الى مسكنهم واوقدوا النار
    وبعد ان شعر بالدفئ جلس
    فقام احدهم وقدم له الطعام وحينها بكى
    فتعجب الرجال منه وقالوا له كل يارجل ولماذا تبكي
    قال الصياد : وكيف اكل ولي اطفال جياع وخرجت من البارحة ابحث لهم عن طعام لكن لم اجد
    ولم استطيع ان ارجع الى البيت
    قالوا له ان الله يرزق من يشاء بغير حساب كل وخذ ما تريد من طعام وملابس لأطفالك
    وعندها تعجب الرجل فقالوا له ماذا بك الم تصدق
    فقام احدهم وحمل له الطعام والملابس واعطاه نقود
    ولما راى الرجل ذلك خر ساجدا وشكر الله تعالى على لطفه واحسانه به
    وعاد الى البيت فرحا مسرورا بما انعم الله عليهم
    ولما دخل رأته زوجته وقالت اين كنت قال لها انظري ما احمل لكم
    قالت اعوذ بالله ان اطفالي لا يقتربون من هذا الا تعلم يارجل
    اني عاهدت الله ان لا اعصيه طرفة عين
    فكيف تريدني ان اشركك في العصيان واطعم الاطفال من شي لا يحبه الله ؟
    قال الرجل اجلسي واسمعي واقسم لك اني عاهدت الله كما عاهدته انت وقص لها القصة
    فخرت زوجته ساجدة لله تشكره وهي تقول : خاب من اتبع هواه وابتعد عنك
    فانت الملاذ الرحيم الكريم
    وعندها جلس بكر يبكي وترك الطعام وقام بعيدا عنهم قام علي خلفه
    وقال له : بكر ماذا بك
    قال بكر : كيف غفلتُ وابتعد عن ربي وخالقي وهو الذي انعم علي بكل هذه النعم
    التي لا تحصى
    قال علي : الان اخي بكر تُبْ كما تاب ذلك الصياد واسال الله ان يقبل توبتك
    فالله ارحم الراحمين غفور كريم رحيم
    قال بكر : اعاهدك ربي ان اعمل كل شي يرضيك واذا رجعت الى المدنية سوف اقوم
    على مساعدة المحتاجين وخر ساجدا وهو يبكي
    فجاء خالد وقال: ماذا حل به
    قال علي : خالد اترك بكر الان لانه قد شُغِل بغيرك
    وبعدما انتهى الطعام جلس الاصدقاء الثلاثة لكن بكر تغير تماما وبقى خالد يضحك
    ويقول بكر ماذا حل بك ؟ علي ماذا فعلت به لقد افسدت علينا الرحلة ؟
    وعلي ساكت لم يجبه ثم افترقا
    وكل واحد ذهب حيث يريد وعند المساء اجتمعا على المائدة لتناول الطعام
    رفع رأسه بكر وقال: علي كيف اكفر عن جرمي وابتعادي عن ربي وخالقي
    لقد كنت غارق في غفلتي نعم كنت اصلي لكن صلاتي ثواني
    ادخل بالتكبيرة واخرج بالسلام ولا اشعر بها
    قال علي : بكر عليك الان ان تعمل بخلاف عملك بالسابق
    اقرأ القرآن بهدوء وتمعن بكلماته وفي صلاتك لا تستعجل
    وكن صادق مع الله ونفسك
    وستجد حلاوة في ذلك
    قال بكر : اشكرك علي
    وعندها قال خالد : آه علي لقد اخذت مني صديقي المقرب
    قال بكر : انا صديقك ومازلت بجانبك لن اتركك والتفت الى
    علي وقال له : علي ان الانسان اذا غفل وارتكب المعاصي
    كيف يطهر نفسه منها
    قال علي :عليه التوبه والندم على ما مضى وان يعاهد الله على الطاعة والعمل
    قال بكر : وكيف يعمل ليبحث عن من يساعده ويرشده ؟
    قال علي : احسنت لابد ان يبحث عن من يساعده ويرشده
    وعندها ضحك خالد وقال : بكر لا تتبع قول علي فهو ياخذك الى الخسارة
    ويبعدك عن الربح
    قال بكر : لا ياخالد انت تعال معنا وعند عودتنا نذهب الى من يعلمنا
    كي نُكَفر عن الماضي والاخطاء
    قال خالد : اريد ان اعيش الحياة وعندما اكبر اتوب فما زال امامي متسع
    قال علي : لا ياخالد لا نعرف متى نخرج من هذه الدنيا
    وعلينا ان نعمل كما قال مولانا امير المؤمنين عليه السلام : اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا
    واعمل لاخرتك كانك تموت غدا ولا نعرف نحن
    متى يحن الاجل فعلينا ان نعمل وندرك مافات
    قال خالد : هيهات انتم غافلون
    قالا علي وبكر : انت صديقنا فكن معنا وشاركنا في كل شيء
    قال خالد :لا .. الدنيا جملية ولا اريد ان اجعلها مظلمة كما تفعلون انتم
    قال له علي : الم تسافر معنا وتأكل نفس الطعام وتمرح معنا ؟ قال خالد : نعم
    قال علي : اذا لماذا لا تريد ان تشاركنا وقد شاركناك في كل هذا
    قال خالد : انتم تريدون مني ان اصلي واصوم واقوم بالعبادات
    وانا لا اريد الان فمازال امامي متسع من الوقت ليس الان اريد ان اسمع الاغاني
    والبس مايحلو لي واذهب الى الحفلات واشاهد مايعجبني من الافلام
    وكل هذا عندكم ممنوع
    اراد ان يتحدث اليه بكر امسكه علي وقال : بكر اتركه هو مازال غارق
    فقال بكر: علي والله ليحزنني هذا
    قال علي : وكذلك انا لكن لا جدوى من ذلك هو غرق في المعاصي
    ولابد ان نفترق لاني حاولت بكل جهدي معه لكن لم افلح
    والان تصبح على خير بكر . قال بكر : تصبح على خير علي
    وفي الصباح رجعوا من سفرتهم وفي اثناء الطريق حدث لهم حادث
    ونقلوا الى المستشفى وكان علي جرحه اخف منهما
    وطال رقودهما وكان بكر يصلي ولم يترك الصلاة ابدا وهو في تلك الحال
    اما خالد كان يبكي ولم يعرف احد مايريد لانه لا يستطيع الكلام
    وفي المستشفى وافاهما الاجل ولم يخرج من المستشفى سالما الا علي
    والحمد لله ربّ العالمين









    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة نور المجتبى ; الساعة 18-03-2015, 02:57 PM. سبب آخر:


    ياصاحب الزمان
    قلبي إليك من الأشواق محترق... ودمع عيني من الأعماق مندفق
    الشوق يحرقني والدمع يغرقني...فهل رأيت غـــــريقاً وهومحترق


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    باركك الله اختي الغاليه (فاطمة عبو) وزادك علما ويقيناََ
    روعه .. احسنتم واجدتم .. جزاكم الله خير الجزاء

    تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى *** درج الجنان بها وفوز العابد
    ونسيـت أن الله أخـرج آدمــــــــــاَََ *** منها إلى الدنيا بذنب واحد



    تعليق

    يعمل...
    X