
م/الدنيا والآخرة حقيقة واحدة(1)
هل تعلم أن الدنيا والآخرة تمثلان حقيقة واحدة وهو الطريق الصحيح الذي يكمن في الإيمان بالله عز وجل،خلافاً لما يتصوره بعض الناس من أن (الدنيا شيء)(والآخرة شيءآخر)
فالدنيا هي مزرعة الآخرة،،فإنت عندما تزرع في أرض أيام الربيع لابد لك من أن تحصد في أيام الصيف فإن الأرض تبقى هي نفسها
وبناءً على ذلك فإن الدنيا هي الآخرة والآخرة هي الدنيا ولكن الفرق يكمن في الإنسان نفسه
فنحن في هذه السنين من عمرنا نعيش ظاهر الحياة الدنيا وفيما بعد الموت نعيش الغيب والحقائق
أي نعرف،ونفهم الحقائق التي كانت مغيبة عنا
ولايضاح هذه الفكرة أضرب المثل التالي بالنسبة إلى اموال اليتامى التي يقول عنها عز وجل ((إِنَّ الَّذِينَ يأكُلُونَ أَموَالَ اليَتَامَى ظُلماً إنَّمَا يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم نَاراً وَسَيَصلَونَ سعيراً))(2)
فالذي يأكله الإنسان من اليتيم سيتحول إلى ناراً في بطنه،،ولكن أين هذه النار؟
إن هذه النار لايعرف بها الإنسان إلابعد أن ينتقل من هذه الدنيا إلى ذلك العالم،وإذا بهذا الأكل الطيب اللذيذ الذي التهمه بشراهة يتحول إلى نار وعقارب وحيات وعذاب أليم
وقد روي عن رسول الله صل الله عليه وال وسلم أنه قال (لما أُسري بي إلى السماء رأيت قوماً تقذف في أجوافهم النار وتخرج من أدبارهم
فقلت:من هؤلاء يا جبرئيل؟
فقال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً،
ومن الأعمال التي تعملها في الدنيا وتحصد ثوابها في الآخرة كثيرةومنها
عن رسول الله صلوات الله عليه((خمسة من خمسة))وهم في قبورهم وثوابها يجري إلى ديوانهم [ من غرس نخلة،،ومن حفر بئر،،ومن بنى
مسجداً،،ومن كتب مصحفاً،، ومن خلف ابناً صالحاً]
وقال صلوات الله عليه((اذا مات بن آدم انقطع عمله إلا عن ثلاث ،ولد صالح يدعو له، وعلم ينتفع به الناس،او صدقة جارية))
وبناءً على ذلك فإن الدنيا والآخرة شيء واحد وسعادة الآخرة هي سعادة الدنيا،ومن هو سعيد في الدنيا سعيد ايضاً في الآخرة،ومن هو شقي في الدنيا شقي في الآخرة
وقد يعترض أحد فيتساءل:المؤمن الذي يعذب في زنزانات الطغاة،والذي يعاني من الفقر والعوز كيف تعتبرونه سعيدا؟
وللجواب على هذا السؤال نقول:نعم هو سعيدبروحه وطموحاته ،وأمانيه،وبالفعل فإننا نشعر بأن الإنسان المؤمن سعيد حتى وإن زويت عنه الدنيا بمقدار
فإن السعادة الحقيقية ليست تلك السعادة التي تكون في لحظة
فإذا عرفت-مثلاً-أن الطريق الذي تريد أن تسير فيه، فيه سعادة ولكن في نهايته حيوانات مفترسة فإنك ستستأنس في هذا الطريق لمدة قصيرة ولكنك في النهاية ستقع فريسة لتلك الحيوانات المفترسة فهل هذه سعادة حقيقية؟
ولذلك فإن الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام عندما يصف لنا السعادة يقول ((ماخيرٌبخير بعده النار،ولا شرٌبشر بعده الجنة،وكل نعيم دون الجنة محقور وكل بلاء دون النار عافيه))
أي إن الذي يحصل على الجنة فإنه حتى إذا مر إلى هذه الجنة في طريق صعب إلا أنه يعرف أنه سيصل في النهايه إلى حيث السعادة
فإن الإنسان يحتاج في حياته إلى سعادة،راحة في عيشهِ لكن ليس على حساب غيره على سعادة غيره يجب أن تكون السعادة التي يعيش فيها في الدنيا أن لاتنزل عليه غضب الله تعالى،لأنه نهايته عذاب أليم
وآخر دعوانا الحمدلله رب العالمين
1-المصدر:على ابواب الآخرة
2-سورة النساء أيه10
2-سورة النساء أيه10
تعليق