بسمه تعالى............................................. ........................
وقد ورد عن الإمام الصّادق(ع) حديث يوضح دور الإرادة الإنسانيّة في الاختيار، إذ يقول: "إنّ الله خلق الخلق، فعلم ما هم صائرون إليه، وأمرهم ونهاهم، فما أمرهم به من شيء، فقد جعل لهم السّبيل إلى الأخذ به، وما نهاهم عنه من شيء، فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونوا آخذين، ولا تاركين إلا بإذن الله".
إذاً، فحريّة الإختيار بمفهومها الواسع، لا تعني خروجاً عن مشيئة الله، فمشيئة الله هي الّتي قضت من الأساس أن يتمتَّع الإنسان بهذه الحريّة، وهي الّتي تملك عقالها. والقرآن يشير الى ذلك بوضوح: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.
ويقول أيضاً: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}، فلم يزوّد أيّ نبيّ بعصا، أو يرسل معه سلاحاً، كي يفرض الإيمان فرضاً.. هم دعوا النّاس بالكلمة والعقل والمنطق، وما بعد ذلك: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}. {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}.
أمّا السبب، فلأنّ فرض الإيمان جبراً أو كرهاً، لا يجعل للإنسان ميزةً عن غيره، وهو لا يؤسّس لإيمانٍ حقيقيّ وفاعل.
لكنّ هذا الاختيار لا يعني أنّ الله تركهم يتخبّطون في الحياة، ويواجهون مصيرهم بأنفسهم، بل أودع لديهم كلّ وسائل الهداية، أودع فيهم فطرةً توجّههم نحو الهداية وهم مجبولون عليها، وأمدّهم بالعقل، وأرسل الأنبياء والرّسل، وأراهم الآيات في السّماوات والأرض والأنفس، وبعد كلّ هذا، ترك الخيار للبشر أن يختاروا في أيّ النّجدين سوف يسعون، أفي نجد الهداية والإيمان، أم يعطّلون فطرتهم ويطمسونها ويتركون وراء ظهورهم دعوات أنبيائهم وما تؤدّي إليه عقولهم، فيكونون في نجد الضّلال.
ثم إنّ الله سبحانه وتعالى، من بعد أن يختار الإنسان طريقه وسبيله، يوفّر للصَّادق في إيمانه، والمخلص في عمله، هدى بعد هدى، وتسديداً يصوّب به نيّته وضميره وفعله، كما يشير الله إلى ذلك في القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}
.................................................. ............................................والحمد لله رب العالمين
وقد ورد عن الإمام الصّادق(ع) حديث يوضح دور الإرادة الإنسانيّة في الاختيار، إذ يقول: "إنّ الله خلق الخلق، فعلم ما هم صائرون إليه، وأمرهم ونهاهم، فما أمرهم به من شيء، فقد جعل لهم السّبيل إلى الأخذ به، وما نهاهم عنه من شيء، فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونوا آخذين، ولا تاركين إلا بإذن الله".
إذاً، فحريّة الإختيار بمفهومها الواسع، لا تعني خروجاً عن مشيئة الله، فمشيئة الله هي الّتي قضت من الأساس أن يتمتَّع الإنسان بهذه الحريّة، وهي الّتي تملك عقالها. والقرآن يشير الى ذلك بوضوح: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.
ويقول أيضاً: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}، فلم يزوّد أيّ نبيّ بعصا، أو يرسل معه سلاحاً، كي يفرض الإيمان فرضاً.. هم دعوا النّاس بالكلمة والعقل والمنطق، وما بعد ذلك: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}. {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}.
أمّا السبب، فلأنّ فرض الإيمان جبراً أو كرهاً، لا يجعل للإنسان ميزةً عن غيره، وهو لا يؤسّس لإيمانٍ حقيقيّ وفاعل.
لكنّ هذا الاختيار لا يعني أنّ الله تركهم يتخبّطون في الحياة، ويواجهون مصيرهم بأنفسهم، بل أودع لديهم كلّ وسائل الهداية، أودع فيهم فطرةً توجّههم نحو الهداية وهم مجبولون عليها، وأمدّهم بالعقل، وأرسل الأنبياء والرّسل، وأراهم الآيات في السّماوات والأرض والأنفس، وبعد كلّ هذا، ترك الخيار للبشر أن يختاروا في أيّ النّجدين سوف يسعون، أفي نجد الهداية والإيمان، أم يعطّلون فطرتهم ويطمسونها ويتركون وراء ظهورهم دعوات أنبيائهم وما تؤدّي إليه عقولهم، فيكونون في نجد الضّلال.
ثم إنّ الله سبحانه وتعالى، من بعد أن يختار الإنسان طريقه وسبيله، يوفّر للصَّادق في إيمانه، والمخلص في عمله، هدى بعد هدى، وتسديداً يصوّب به نيّته وضميره وفعله، كما يشير الله إلى ذلك في القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}
.................................................. ............................................والحمد لله رب العالمين
تعليق