تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين واله الطيبين الطاهرين واللعنة الابدية على اعداهم اجمعين
نكمل معكم اخوتي الاعزاء الرد على قول ابن تيمية بالجهة في رسالته التدمرية التي ذكرناها في الحلقة السابقة وسندحض الركن الثاني الذي اعتمد عليه ابن تيمية في تفسير الجهة وهو المباينة بين الخالق والمخلوق.
والجواب على هذا القول هو ان ابن تيمية جعل المباينة بين الله تعالى والخلق من حيث المكان وعلى هذا يجب ان يكون الله تعالى خارج عن العالم وفوقهم وخارج عن العالم،فماذا يقول ابن تيمية في الاية الشريفة
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)ق
فان ظاهر الاية يدل على ان الله تعالى اقرب من حبل الوريد فهل حبل الوريد خارج عن العالم ايضا وهل الوريد مباين للمخلوقات فيكون خالق او هل ان الخالق دخل في المخلوقات فيكون مخلوق؟
وماذا عسى ان يقول ابن تيمية في هذه الاية الشريفة
(بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)النساء
فالاية تتكلم عن عيسى ابن مريم (عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام) عندما شبه لهم انهم قتلوه، ان مكان عيسى (عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام) في السماء
الثانية كما هو مذكور في صحيح البخاري وغيره وهذا جزء من الحديث
(فأتينا السماء الثانية قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء فأتيت على عيسى ويحيى فقالا مرحبا بك من أخ ونبي) وبعد ان ذكرنا الجزء الذي يهمنا من الحديث والذي يدل على ان نبي الله عيسى ابن مريم(عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام) في السماء الثانية فهل ان السماء خارج العالم
فتكون خالق مع الله تعالى وكذلك نبي الله عيسى(عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام) ام ان الله دخل في السماء الثانية
فيكون مخلوق.
والسؤال الاخير الى من يقول بقول ابن تيمية ماهو ريك بقول الله تعالى(وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)الزخرف
فهل تقول بتعدد الالهة،فيكون في السماء اله وفي الارض اله اخر ،ويجب على هذا وحسب قاعدة التباين يكون اربعة الهة
،وهم اله السماء واله الارض والارض والسماء.
وفي الحقيقة توجد ادلة اخرى كثير تفند هذه النظرية ولكن نكتفي بهذا القدر بعد ان ذكرنا ادلة على ما اعتقد حققت الغرض .
فحق عليهم قوله تعالى
وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100)
ملاحظة :سنذكر تعليقة على هذا القول وعلى الركنين معاً في الحلقة القادمة