بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحصاه علمك
لقد بينا من البحوث التمهيدية السابقة الخاصة بهذا البحث مقام من مقامات بعض الذين لا يعنونون بالنبوة ولا بالرسالة ولا بالإمامة ولكن عنونوا بألقاب تشريفيه كلها انطوت تحت مفهوم واحد شامل هو الاصطفاء فهو كما بينا قالب شامل للنبوة والرسالة والإمامة واللدنية والتطهير والعبد الصالح و...الخ .اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحصاه علمك
وبينا أيضاً معنى الاصطفاء وتبين ملازماته من الحجية والعصمة وبينا من هم اتصفوا بهذه الصفة خاصة ومن جملة هؤلاء الذين اتصفوا هي الصديقة الطاهرة ، وبثبوت الاصطفاء لها ثبتت عصمتها وحجيتها على الناس .
فكل كلمة وكل حركة وكل سكنه وكل عمل عملت به قبل وبعد وفاة أبيها الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) هو حجة على الناس فمن اتبعها فقد نجا من العذاب واستحق المدح ومن خالفها فقد استحق الذم واللعن من الله لأنه قد خالف وجحد حجة من حجته عليهم فخطبتها ومطالبتها بفدك وحتى بكائها (روحي فداها ) هو حجة ليس ليس على أصحاب السقيفة فقط بل على كل من سمعها ولم ينتفض لنصرة حجة الله على خلقه فالأمر ليس أمر عاطفي بل هو أمر من الله وإن أمر نصرة الصديقة الطاهرة ليس امر عاطفي لكسر ظلعها الطاهر واسقاط جنينها المقدس وبكاءها الشجي بل لامر عقائدي وحجة مبرمه من الله .
فهي ليس كباقي النساء فقد اصطفاها خالقها لتكون حجة في على الخلق ، وهذه الحجه من الحجج التي تحدد المسير الى الطريق الالهي او هي من تمهد لمعرفه المؤمن من المنافق لا بل هي من كشفت الوجوه على حقيقتها والقلوب التي زاغت بعد ان مهد الله لهم الطريق الى الهداية فعندها يقف مفترق طرق كلها ظالة الا الخضوع لها .
فان الله جل وعلى خصها بحجيه ذات كاشفيه عاليه لا تخفى على ابسط العقول وهذه الخصوصيه قد مهد لها النبي الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) . ولهذا ارادوا اصحاب السقيفة ان يغوشوا على هذه الكاشفيه ولكنهم لم يستطيعوا لانها كالشمس . والشمس لا تحجب بالاكف ، فلهذا لجؤا الى القوة ظنا من عقولهم القاصره اطفاء نورها ...
وقال الله تعالى(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف 8).
وقال ايضاً (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبه 32).
فالسلام عليها يوم خلقت ويوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيه .
اللهم اجعلنا من متبعي حجتك ووفقنا لخدمة حججك الأبرار وصلى الله على محمد واله الأطياب
اللهم اجعلنا من متبعي حجتك ووفقنا لخدمة حججك الأبرار وصلى الله على محمد واله الأطياب
تعليق