تويت
يقول أحد الصالحين : كنت أمشي في سيارتي بجانب السوق .. فإذا بشابٍ يعاكس فتاةً ، يقول ترددت هل أنصحه أم لا؟
ثم عزمت على أن أنصحه ، فلما نزلت من السيارة هربت الفتاة وخاف الشابُ .
ولما وصلت إليه رأيتهُ مرتبكاً .. فلسمتُ عليه وقلتُ له : إنما أخٌ أحببت لك الخير فأحببتُ أن أنصحك .. ثم جلسنا وبدأتُ أذكرهُ
بالله تعالى حتى ذرفت عيناه ثم تفرقنا وأخذت رقم هاتفه وأخذ هو أيضاً رقم تلفوني .. وبعد أسبوعين كنت أفتش في جيبي فوجدت رقم
الشاب فقلت في نفسي : اتصل به .. وأرى ماذا صنع .. وكان الوقت صباحاً فاتصلتُ به قلتُ : السلام عليكم .. فلان هل عرفتني ..؟
فقال لي : وكيف لا أعرف الصوت الذي سمعتُ به كلمات الهداية وأبصرت به النور وطريق الحق .. ثم ضربنا موعداً للقاء في اليوم
نفسه بعد العصر ، وقدر الله تعالى أن يأتيني ضيوف لم أستطع أن أعتذر منهم ، فتأخرت على صاحبي حوالي الساعه ثم ترددت هل
أذهب إليه أو لا.
فقلتُ أفي بوعدي ولو متأخراً ، وعندما طرقت الباب فتح لي والده .. فقلت السلام عليكم .فقال : وعليكم السلام ..
قلتُ : فلانٌ موجود .
فأخذ الأبُ ينظر إلي بدهشة عجيبةٍ .. فقلت : فلانٌ موجود - وهو ما زال ينظر إلي باستغراب شديدٍ - ثم قال لي : يا ولدي
إن الذي تسأل عنهُ قد مات .. وهذا تُراب قبره قد دفناه قبل قليل .
قلتُ : يا عم لقد كلمني في هذا الصباح اليوم ..
فقال أبوه : نعم لقد صلى الظهر ثم جلس في المسجد يقرأ القرآن .. وعاد إلى البيت ثم نام القيلولة فلما اردنا إيقاضه للغداء
فإذا روحه قد فاضت إلى الله تعالى ، ويتابع الأب قائلاً :ولقد كان ابني من الذين يجاهرون بالمعصية .. لكنه قبل أسبوعين تغيرت
حالته وأصبح هو الذي يوقظنا لصلاة الفجر بعد أن كان يرفض القيام للصلاة .. بل كان يجاهرنا بالمعصية في عقر دارنا ، ثم من الله
عليه بالهداية منذ وقتٍ غير بعيد .
ثم قال الرجل : متى عرفت ولدي يا بني ؟
قلتُ : منذ اسبوعين .
فقال : أنت إذاً الذي نصحته ؟
قلت : نعم .
قال : دعني أقبلُ رأساً أنقذ ابني من النار.
*****
يارب .. أخشى أن اموت فجأة دون أن ارتبَ توبة في صدري ،
يارب اغفر لي إذا مت وسخر لي من يدعو لي ..
واجعل ما يبقى مني أثر طيب
***************
تعليق