تقول : أنا فتاة عادية في السابعة عشر من عمرها ، أعيش وسط عائلة متدينة نوعاً ما ، ولكن زميلاتي في المدرسة ليسوا متدينين
ومع المدة تأثرت بهم كثيراً وأصبحت أتعلق بالتلفاز - مثلهم - وكان هذا التعلق يكبر ويكبر ، وبدأت أقضي معظم نهاري وراء شاشته
المدمرة ، ومتابعة الأفلام الأجنبية مما أدى إلى فتور في إيماني وهبوط في مستواي الدراسي .
ومرة في أثناء تقديم امتحان في المدرسة أحسست بأنني أختنق وأنني لا أستطيع التنفس .. وسلمت ورقة الامتحان .. وكنت أقول
لنفسي بأن هذه هي ساعاتي الأخيرة ، ولكن ما لبث أن عاد كل شيء إلى طبيعته ونسيت الأمر .
وفي ليلة من الليالي كنت أراجع حفظ بعض آيات القرآن التي حفظناها في المدرسة ، ثم قرأت سورة الدخان بسبب إرشادات معلمة
التربية الإسلامية - جزاها الله خيراً - .
وأحسست برغبة كبيرة في قراءة القرآن ، ثم توجهت لصلاة العشاء وأحسست بأنها آخر صلاة لي في حياتي فصليت في خشوع كما
لم يسبق لي وأطلت في صلاتي وانهمرت الدموع في عيني وسألت نفسي : ماذا قدمت للآخرة ؟؟ ما الخير الذي فعلته في
حياتي ؟ خفت كثيراً أن أموت في تلك اللحظة حتى لا يكون مصيري نار جهنم والعياذ بالله .
وبعد الصلاة نظرت إلى بيتي من حولي وأحسست بأني لم أراه من قبل .. وأن الدنيا من حولي غريبة موحشة .. فبكيت وانهمرت
الدموع من عيني .. ثم استغفرت ربي وتبت وتبرأت من ذنوبي .. ودعوت بجميع الأدعية التي أعرفها .. واستطعت أن
أنام في تلك الليلة بصعوبة بالغة .. وعندما استيقظت في الصباح صليت صلاة الفجر كالعادة وذهبت إلى المدرسة .. وكنت طوال الوقت
استغفر ربي بسبب تقصيري في حقه ..
أما الآن فالحمد لله عزمت على ترك مشاهدة التلفاز نهائياً .. والاستفادة من وقتي فيما يرضي الله ... وأنا ماضية في ذلك إن شاء الله
والله الموفق ...
بعد كل ما حصل لي فأنا أحمد الله على هدايتي ... وعزمت على نشر قصتي لعلها تذكر الناس بالتوبة ...
ونصيحتي لكل مسلم ومسلمة : اذكروا هادم اللذات اذكروا الموت قبل أي خطوة ... وقبل أي عمل تقومون به في حياتكم .
*************

تعليق