بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هناك شبهة تقول إن السفراء الاربعة هم من وضع فكرة المهدوية والغيبة وسبب ذلك من اجل جمع الاموال لذلك حدثت نزاعات بينهم وبين غيرهم .
الجواب :
ان فكرة الامام المهدي (عليه السلام) هي فكرة اسلامية وقد تواترت الاحاديث الدالة على ان المهدي (عليه السلام) يخرج في اخر الزمان ويملأ الارض قسطاً وعدلى بعد ان ملأت ظلماً وجورا وان منكر ذلك يعد منكر لضرورة من الضروريات ، وهناك من علماء السنة من يعتقد بصحة هذه الاحاديث وتواترها فقد روى المقدسي الشافعي بسنده عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) انه قال (قال: لصاحب هذا الأمر يعني المهدي عليه السلام غيبتان؛ إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات. وبعضهم: قتل. وبعضهم: ذهب. ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره، إلا المولى الذي يلي أمره ) .
وروى القندوزي الحنفي بسنده عن جابر بن عبد الله رفعه : (المهدي من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، يكون له غيبة وحيرة يضل فيها الامم، يقبل كالشهاب الثاقب، يملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما) .
ومما تقدم تبين ان الغيبة مفهوم اسلامي دلت عليه الروايات وتناقله المسلمون جيل بعد جيل ولم يكن من اختراع السفراء الاربعة بدافع المال والجاه فان قضية السفراء امتداد لفكرة اسسها الائمة(عليهم السلام) الذين سبقو الامام المهدي (عليه السلام) لكي يتواصلوا مع شيعتهم بل ان بعض السفراء كان وكيلاً للامام العسكري(عليه السلام) ، ولو كان دافع السفراء هو جمع الاموال والثراء لكان معروف عنهم بالثراء والترف المادي ولو كانوا يخفون ذلك خوفاً من يفتضح امرهم لكان من المتوقع ان يظهر ذلك ونسمع به عند تقاسم الورثة للاموال حيث لم ينقل التاريخ أي شيء من ذلك رغم تربص الاعداء بهم ، بل كان معروف عنهم بانهم اناس كسبة من عامة الناس يأكلون من كد ايديهم ومن عرق جبينهم وقد كانوا يوزعون ما يصل اليهم من الاموال على الفقراء والمساكين ، ولو نظرنا الى التاريخ لوجدنا ان بعض الصحابة كانوا فاحشي الثراء من الاموال والذهب حيث حصلوا عليها في غضون سنوات قليلة حيث وصلت ثروة بعضهم من الذهب كانت تكسر بالفؤوس حيث كان من المفترض ان يعيشوا حياة بسيطة تنسجم مع العصر الذي كان يعيشه الرسول (صلى الله عليه وآله) فهم الاقرب الى المفاهيم التي رسخا الرسول (صلى الله عليه وآله) في اذهانهم .
تعليق