تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
التسبيح
نحن نعتقد بإن الله تعالى كامل مطلق والكامل لاتصدر منه غير الحكمة
فالله تبارك وتعالى لم يخلق شيء في الوجود إلا لغاية وهدف وإلا كان خلقه عبث والعياذ بالله ، وإذا بحثنا في كتب العقائد أو علم الكلام لوجدنا الغاية هي العبادة (( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ)) فالعبادة أمر ألزامي (( تكليفي )) والتكليف لايكون إلا لذي شعور وحس وإدراك وحياة ، وهذا التكليف يكون على قدر شعور الشيء والأية الكريمة تشير الى هذا المعنى أو بالأحرى الدليل على هذا الكلام قوله تعالى :
((وَإِن مِّن شَىْء إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ )) الاسراء : 44
أي كل مايطلق عليه شيء من أي مرتبة كان فهو يسبح ، والتسبيح عبادة لايكون إلا بتكليف إلا بشعور .
فما معنى التَسبيح
التسبيح لغةً :( اسم ) مصدر سَبَّحَ .
التَّسْبِيحُ لِلَّهِ :تَقْدِيسُهُ ، تَنْزِيهُهُ .
ويقال سبَّح لله :قدّسَه ونزّهَه عن كلّ نقص ومجَّده .
أما معنى التسبيح فقهياً :هو قول سبحان الله أي تنزه عن كل نقصان .
ومعنى التسبيح في هذه الأية الكريمة :
أن كل شيء يدل على أن له خالقاً وصانعاً فهذه دلالة ليست مما لاتفقه بل هي دلالة إنها تفقه وتشعر فقوله سبحانه (( لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ )) أوضح شاهد على أن هذا التسبيح هو تسبيح تشريعي وتسبيح خاص بشعور وإخلاص ولكن لايفقهونه .
مشروعية التسبيح
التسبيح في القرآن الكريم
هل كل المخلوقات تسبح لله عزوجل ؟
الجواب نعم والدليل على ذلك ماجاء في قوله تعالى :
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء )) الحج : 18
(( الم تر أن الله يسبح له من في السماوات والارض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون )) النور: 41
(( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ )) الصافات: 143
بل كان تعالى يأمر أنبياءه بالتسبيح ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ)) سورة الحجر:98.
((دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) يونس: 10.
بل حتى الملائكة يلهجون به (( وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ )) الزمر: 75.
تسبيح الرعد والبرق (( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ )) الرعد : 16 .
وسنبين كيفية تسبيح الرعد كنموذج جاء في تفسير الأمثل للشيخ ناصر الشيرازي
تطرّق القرآن الكريم في هذه الأية الكريمة إلى آيات التوحيد وعلائم العظمة وأسرار الخلقة.
فهذه الآيات تحاول أن تقرّب العلاقة بين الإنسان وربّه من خلال الإشارة إلى بعض الظواهر الطبيعيّة بشكل موجز وعميق المعنى لكي يشعّ نور الإيمان في قلوب الناس
تشيرهذه الأية الكريمة إلى صوت الرعد الذي يتزامن مع البرق نحن نعلم أنّ ظاهرة البرق في المفهوم العلمي هي إقتراب سحابتين إحداهما من الأُخرى، وهما تحملان شحنات سالبة وموجبة، فيتمّ تفريغ الشحنات بين السحابتين فتحدث شرارة عظيمة، ويحدث مثل ذلك عند إقتراب سلكين أحدهما سالب والآخر موجب، وإذا كنّا قريبين منهما فإنّنا نسمع صوتاً خفيفاً، ولكن لإحتواء الغيوم على شحنات هائلة من الألكترونات فانّهما تحدثان صوتاً شديداً يسمّى الرعد.
نعم، فهذا الصوت المدوّي في عالم الطبيعة يُضرب به المثل، فهو مع البرق في خدمة هدف واحد ولهما منافع متعدّدة كالسقي ، والتغذية والتسميد ، والتعقيم ، ويقومان بعملية التسبيح ؛
وبعبارة أُخرى فالرعد لسان حال البرق يحكي عن عظمة الخالق وعن نظام التكوين. فهو كتاب معنوي، وقصيدة غرّاء، ولوحة جميلة وجذّابة، نظام محكم ومنظّم ومحسوب بدقّة، وبلسان حاله يتحدّث عن علم ومهارة وذوق الكاتب والرسام والمعمار ويحمده ويثني عليه، كلّ ذرّات هذا العالم لها أسرار ونظام دقيق. وتحكي عن تنزيه الله وخلوّه من النقص والعيوب (وهل التسبيح غير ذلك؟!).
( والملائكة من خيفته)
فهم يخافون من تقصيرهم في تنفيذ الأوامر الملقاة على عاتقهم، وبالتالي فهم يخشون العقاب الإلهي، ونحن نعلم أنّ الخوف يُصيب أُولئك الذين يحسّون بمسؤولياتهم ووظائفهم
في القسم الثاني سنتعرف على تسبيح المخلوقات الأخرى غير الانسان
والحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على محمد وآلِ محمد الغُرِ الميامين
الحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
التسبيح
نحن نعتقد بإن الله تعالى كامل مطلق والكامل لاتصدر منه غير الحكمة
فالله تبارك وتعالى لم يخلق شيء في الوجود إلا لغاية وهدف وإلا كان خلقه عبث والعياذ بالله ، وإذا بحثنا في كتب العقائد أو علم الكلام لوجدنا الغاية هي العبادة (( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ)) فالعبادة أمر ألزامي (( تكليفي )) والتكليف لايكون إلا لذي شعور وحس وإدراك وحياة ، وهذا التكليف يكون على قدر شعور الشيء والأية الكريمة تشير الى هذا المعنى أو بالأحرى الدليل على هذا الكلام قوله تعالى :
((وَإِن مِّن شَىْء إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ )) الاسراء : 44
أي كل مايطلق عليه شيء من أي مرتبة كان فهو يسبح ، والتسبيح عبادة لايكون إلا بتكليف إلا بشعور .
فما معنى التَسبيح
التسبيح لغةً :( اسم ) مصدر سَبَّحَ .
التَّسْبِيحُ لِلَّهِ :تَقْدِيسُهُ ، تَنْزِيهُهُ .
ويقال سبَّح لله :قدّسَه ونزّهَه عن كلّ نقص ومجَّده .
أما معنى التسبيح فقهياً :هو قول سبحان الله أي تنزه عن كل نقصان .
ومعنى التسبيح في هذه الأية الكريمة :
أن كل شيء يدل على أن له خالقاً وصانعاً فهذه دلالة ليست مما لاتفقه بل هي دلالة إنها تفقه وتشعر فقوله سبحانه (( لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ )) أوضح شاهد على أن هذا التسبيح هو تسبيح تشريعي وتسبيح خاص بشعور وإخلاص ولكن لايفقهونه .
مشروعية التسبيح
التسبيح في القرآن الكريم
هل كل المخلوقات تسبح لله عزوجل ؟
الجواب نعم والدليل على ذلك ماجاء في قوله تعالى :
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء )) الحج : 18
(( الم تر أن الله يسبح له من في السماوات والارض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون )) النور: 41
(( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ )) الصافات: 143
بل كان تعالى يأمر أنبياءه بالتسبيح ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ)) سورة الحجر:98.
((دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) يونس: 10.
بل حتى الملائكة يلهجون به (( وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ )) الزمر: 75.
تسبيح الرعد والبرق (( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ )) الرعد : 16 .
وسنبين كيفية تسبيح الرعد كنموذج جاء في تفسير الأمثل للشيخ ناصر الشيرازي
تطرّق القرآن الكريم في هذه الأية الكريمة إلى آيات التوحيد وعلائم العظمة وأسرار الخلقة.
فهذه الآيات تحاول أن تقرّب العلاقة بين الإنسان وربّه من خلال الإشارة إلى بعض الظواهر الطبيعيّة بشكل موجز وعميق المعنى لكي يشعّ نور الإيمان في قلوب الناس
تشيرهذه الأية الكريمة إلى صوت الرعد الذي يتزامن مع البرق نحن نعلم أنّ ظاهرة البرق في المفهوم العلمي هي إقتراب سحابتين إحداهما من الأُخرى، وهما تحملان شحنات سالبة وموجبة، فيتمّ تفريغ الشحنات بين السحابتين فتحدث شرارة عظيمة، ويحدث مثل ذلك عند إقتراب سلكين أحدهما سالب والآخر موجب، وإذا كنّا قريبين منهما فإنّنا نسمع صوتاً خفيفاً، ولكن لإحتواء الغيوم على شحنات هائلة من الألكترونات فانّهما تحدثان صوتاً شديداً يسمّى الرعد.
نعم، فهذا الصوت المدوّي في عالم الطبيعة يُضرب به المثل، فهو مع البرق في خدمة هدف واحد ولهما منافع متعدّدة كالسقي ، والتغذية والتسميد ، والتعقيم ، ويقومان بعملية التسبيح ؛
وبعبارة أُخرى فالرعد لسان حال البرق يحكي عن عظمة الخالق وعن نظام التكوين. فهو كتاب معنوي، وقصيدة غرّاء، ولوحة جميلة وجذّابة، نظام محكم ومنظّم ومحسوب بدقّة، وبلسان حاله يتحدّث عن علم ومهارة وذوق الكاتب والرسام والمعمار ويحمده ويثني عليه، كلّ ذرّات هذا العالم لها أسرار ونظام دقيق. وتحكي عن تنزيه الله وخلوّه من النقص والعيوب (وهل التسبيح غير ذلك؟!).
( والملائكة من خيفته)
فهم يخافون من تقصيرهم في تنفيذ الأوامر الملقاة على عاتقهم، وبالتالي فهم يخشون العقاب الإلهي، ونحن نعلم أنّ الخوف يُصيب أُولئك الذين يحسّون بمسؤولياتهم ووظائفهم
في القسم الثاني سنتعرف على تسبيح المخلوقات الأخرى غير الانسان
والحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على محمد وآلِ محمد الغُرِ الميامين
تعليق