بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
التفكر والتأملوصلى الله على محمد وآله الطاهرين
التفكر والتأمل هو عملية تجريدية للنفس ، تتجرد فيه عن اي انشغال ذهني ونفسي وروحي عن اي متعلق من متعلقات الدنيى ، تسمو فوق المألوف والمتعارف من حياة الانسان في نهاره وليله ، في هذه الحالة يعطي لعقله وروحه الحرية في كشف الاسرار وختراق الحجب.…
هو افظل وسيلة يعرج من خلالها الانسان ليرتقي سلم الكمال ، وبه يسمو فوق عالم الاوهام والشكوك ليصافح كفّ الحقيقة ،وهو المفتاح لكل خير … ..
، وبه يُدرك الانسان عظمة الخالق وجلاله وقدرته الامتناهية ، وكذلك يكتشف حقيقة ذاته و ظعفها بل عجزها المطلق ، وعندها يستشعر ضرورة اللجوء الى خالقه والخضوع له ، ولزوم امره والهرب عن معصيته…
من هنا جاء الحث من القران الكريم على التفكر والتأمل :
ايات يدعو بها الله الناس إلى التفكر في خلق الكون:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة/ 164).
ويدعوهم إلى التفكر بالطبيعة الفانية لهذه الحياة الدنيا:
(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس/ 24).
(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة/ 266).
وعن اهل البيت عليهم اسلام انهم قالوا :
أفْضَلُ الْعِبَادَةِ إدمانُ التَّفَكّرِ فِي الله وَفِي قُدْرَتِهِ"، وفي حديث آخر: "تَفَكُّر سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيامِ لَيْلَةٍ".
وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ تَفَكُّرَ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ". وفي حديث غيره: "إِنَّ تَفَكُّرَ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةٍ"، وفي رواية: "سَبْعِينَ سَنَةٍ"
تعليق