بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين .. ان الاسلام اهتم كثيراً بشخصية الانسان وخاصة بشخصية المسلمين المتميزة ، لانهم اعزاء ، فبقدر مايكون الانسان عزيزاً يحظى بالاهمية ، قال الله عزوجل : {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون} فمن عرف طعم الايمان وعمل على وفق الاحكام الاسلامية الاصيلة حببه الى قلوب الاخرين . ونذكر هنا قول الامام الحسن {عليه السلام} : (من اراد عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معصية الله الى عز طاعته) .. فمن احكم روابطه بالله العظيم اعزه الله واغناه ، وجعل له هيبة بين الناس ، لانه عرف كيف ينتقل من معصية الله الى عز طاعته ، ونستفيد من هذا الحديث الشريف ان مايوليه الله لعباده انما هو نتيجة لعملهم الصالح ، وان اعزاز الانسان من قبل الله .. وجعل الاخرين يحترمونه قضية مهمة في شرعة الاسلام العظيمة . ولقد جاء في الحديث القدسي مايؤكد اهتمام الباري(تعالى)بايلاء الشخصية الاسلامية عزاً ومنعة اذ قال
من اهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة) فاهانة المؤمن خطيئة كبيرة . ان كل واحد منا يتمنى أن يعيش عزيزا بين الناس ، له قدره ، لا يشعر بالدون ، لا يطأطئ رأسه في بعض المواقف ، يقول ما يعتقده . فمن أعظم أسباب العزة في الدنيا الاستغناء عن الناس، فلا يزال الإنسان عزيزا محفوظ القدر إذا كان مستغنيا عن الناس، لا يحتاج إليهم، ومتى ما سأل الناس لنفسه وأكثر من مسألتهم وطلب إعانتهم - هان عليهم، وقلَّ قدرُه عندهم؛ وشعر هو بجميل معروفهم عليه ؛ فكان أسيرا لهذا الإحسان ؛ فالمعروف عبودية.. أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان .. وثد ربى النبي صلى الله عليه واله وسلم أصحابه على الاستغناء عن الناس ، وعدم طلب الحوائج من الناس ، فكان يبايع بعض أصحابه على الاستغناء عن الناس .. فلنستغن عن الناس في حوائجنا ، فما نستطيع القيام به قمنا به بأنفسنا، وما لا نستطيع أن نقوم به إن كان لنا في تركه تركناه ، وإن كان مما لابد منه طلبنا الإعانة من الغير . ومن أعظم الاستغناء عن الناس : استغناء من قدر عليه رزقه فيستعفف ولا يطلب المال من الناس ، فيصبر على الضائقة ، ويمتنع عن بعض الكماليات حتى يوسع الله عليه ، فمن أنزل حوائجه بالله وصبر وتعفف أعانه الله ويسَّر أمره ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه .. نسال الله تعالى العفو والمغفرة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين .

تعليق