بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. ان التقوى هي المعيار في كل شيء فان الله تعالى جعلها الميزان والمقياس بين الناس فلم يسأل عن ماذا ياكلون او يشربون او يلبسون او غير ذلك بل قال : (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) فالتقوى هي معيار التفاضل ، وليس الانتماء العرقي أو الوطني كما يرى العنصريون ، الذين ينظرون إلى بني جلدتهم أو بني أوطانهم أنهم أرفع من بقية البشر، ولذلك لا يوافقون أن يحاكَموا كغيرهم على ما يقترفون في حق الإنسانية . قال تعالى : {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين}َ ، وفي مقارنة بين فريقين وفئتين : المؤمنين الذين بنوا مساجد كمسجد قبا على أساس التقوى ، والمنافقين الذين بنوه على أساس الكفر والنفاق والتفرقة والفساد . فهي تقول أوّلا : (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم) . «بنيان» مصدر بمعنى اسم مفعول ، ويعني المبنى ، و(شفا) بمعنى حافة الشيء وطرفه ، و(جرف) بمعنى حافة النهر أو حافة البئر التي جرف الماء ما تحتها . و(هار) بمعنى الشخص أو البناء المتصدع المشرف على السقوط ، أو هو في حال السقوط .إن التشبيه الوارد أعلاه يعطي صورة في منتهى الوضوح عن عدم ثبات أعمال المنافقين وتزلزلها ، وفي المقابل استحكام ودوام أعمال المؤمنين ونشاطاتهم وبرامجهم ، فهو يشبه المؤمنين بمن أراد أن يبني بناء ، فإنّه ينتخب الأرض الجيدة القوية التي تتحمل البناء ، ومختار من مواد البناء الأولية ما كان جيداً.أمّا المنافقون فإنّه يشبّههم بمن يبني بيته على حافة النهر ـ ومثل هذه الأرض جوفاء ـ لأن جريان الماء قد نخرها ، وبالتالي فهي عرضة للسقوط في أي لحظة ، وكذلك النفاق ، فإنّ ظاهره حسن لكنّه عديم المحتوى كالبناية الجميلة ذات الأساس النخر . 1ـ مسجد قُبا ، و هو أول مسجد بُني في الإسلام ، و قد أسس على أساس التقوى و العبودية لله وحده لا شريك له ، و قد ذكره الله في القرآن الكريم : { ... لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ... } .2 ـ مسجد الضرار وهو المسجد الذي بنوه المنافقون لإستخدامه كقاعدة لأعمالهم التآمرية ضد الاسلام و المسلمين تحت غطاءٍ شرعي ، في مقابل مسجد قبا الذي بناه المسلمون المخلصون لعبادة الله . قال الله عزَّ وجل : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {التوبة/107} لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ {التوبة/108} أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {التوبة/109} لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة/110} . و أما معنى الآية : { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } هو أن بناء مسجد قبا بناءٌ صالح و مطمئن وقوي ومعطاء لأنه مبنيٌ على قاعدة ثابتة وقوية وهي التقوى والايمان ، لكن بناء مسجد الضرار بناءٌ غير صالح وغير مطمئن وغير قوي وغير منتج ، لأنه مبنيٌ على قاعدة رخوة و حافة أرضٍ متزلزلة غير ثابتة ( النفاق و الخيانة ) ، فهو بناءٌ متصدع مشرف على السقوط و الانهيار . فالتقوى هي الاساس في كل شيء واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين .
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
المعيار اساس التقوى......
تقليص
X
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم اخي (علي المولى) وبوركتُم وجُزيتُم خيراََ
فـإنّ الدين الإسلامي قد جمع الخير كله ، ومن استقام عليه وحافظ عليه وأدى حقه وجاهد نفسه بذلك فهو متقٍ لله ، وقد وعده الله بالجنة والكرامة
كما وعده بكشف الكروب وتيسير الأمور وغفران الذنوب وحط الخطايا ، والنصر على الأعداء والسلامة من مكائدهم
إذا استقام على دين الله وصبر عليه ، وأدى حق الله وعباد الله..
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وأيايكم وجميع المؤمنين والمؤمنات للتقوى ،
وأن يأخذ بأيدينا لما يرضيه ، ويجعلنا من عباده الصالحين قولاََ وعملاََ .
تعليق