بسم الله الرحمن الرحيم.. تألمت الزهراء عليها السلام من اجل هذه الامة ، وبكت طويلاً وهي ناظرة الى الافق الكئيب الذي ينتظرها ..هل كانت الزهراء عليها السلام تبكي ابيها النبي الراحل فحسب ؟ أم تبكي لواقع الامة بعد رحيله ؟ ام تبكي لمأسات الامة بعد انحرافهم عن خط الرسالة ووقوعهم بين ايدي الاعداء ..كان حزن الزهراء عليها السلام من اجلنا نحن اجيال بعد اجيال ، فما الذي فعلناه نحن من اجلها؟؟
او بعبارة اكثر دقة.. ما الذي فعلناه من اجل الاسلام؟ ما اجمل ان نستذكر رموزنا التارخية دائما ولاننساهم ابداً لأنهم العلامات المضيئة في طريق الحياة ، هو امر في غاية الخطورة تماما مثلما ننسى اضاءة المدن والطرق السريعة ليحل الظلام وينعدم النظام وتكثر الحوادث وتقع الكوارث ، ومن هذه الرموز التارخية ثمة اسمٌ خالد في التاريخ الأسلامي.. اسم ٌمطبوع على شغاف قلب كل مسلم يعيش حياته من أجل أسلامه.. بل هو اسمٌ على شفة كل امرأةً مؤمنة مثلما مطبوع على شغاف قلبها.. انه اسم فاطمة الزهراء عليها السلام ..عاشت حياة قصيرة ولكنها حياة مثقلة بالمسؤولية فهي ابنة حامل أعظم رساله في تاريخ البشريه ، كانت تحمل هموم الانبياء وتتنفس في جو معطر بأنفاس الوحي الآلهي .. فكانت هي التجسيد الرائع والمثل الاعلى للمرأة في كل زمان .. وكيف لاتكون كذلك وهي من اهل بيت أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .. كانت لابيها الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم كالأم الحانية على ولدها المحتضنة لوحيدها حتى قال عنها الرسول صلى الله عليه واله وسلم ((فاطمة ام ابيها)).. اي معناه اني فقدت الام مذ كنت صغيراً فوجدت ذلك عند ابنتي فاطمة ..كانت فاطمة الزهراء عليها السلام ابنة نبي استطاع ان يوحد امة العرب المتفرقة على المصالح والاهواء والاحقاد ليضعها في افق الوحدانية تحت خيمة لا اله الا الله كانت تستطيع ان تعيش حياة مرفهة كبنات الملوك والقياصرة والاكاسرة .. تلبس رقيق الثياب وتأكل اطايب الطعام وتستخدم العبيد والأماء .. ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث فهي ابنة الرسول الذي جاءً رحمة للعالمين .. هذه الزهراء الغضة التي تيبستت يداها على اثر استعمال الرحى لصنع الطعام .. وتسأل ابيها خادمة فيقول لها : سأعطيك ماهو أفضل بكثير من ذلك .. ويعلمها التسبيحات بعد كل فريضة والمعروفة لدينا الآن بـ (تسبسح الزهراء) وتفرح لذلك وتنسى امر الخادمة .. وتظل هي وبعلها وأولادها بلا طعام لثلاثة ايام متتالية .. كانوا في هذه الايام الثلاثة صياماً لنذر نذروه يهبون طعام افطارهم في كل مساء لطارق يطرق بابهم مرة لمسكين واخرى ليتيم وثالثة لأسير ويزورهم النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم ليجدهم في حالة من الضعف والوهن بعد ثلاث ايام لايجدون ما يفطرون عليه الا الماء القراح .. ويفرح الرسول لذلك الأيثار الرائع لأهل بيته الكرام وينزل على اثر ذلك وحياً من السماء يشيدهم ويمجد فعلهم ويخلد ذكرهم ((ويطعمون الطعام على حبه مسكيناُ ويتيماً واسيرا انما نطعمكم لوحه الله لانريد منكم جزاء ولا شكورا )) وبعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم تتغير حياة فاطمة عليها السلام تغيراً كبيراً تماماً كما تتغير النباتات الخضراء حينما تحرم من الماء او يحجب عنها نور الشمس .. واصبحت حياتها مليئة بالوحشة ، كانت تبكي طويلاً ، ولا تكاد تفارق قبر ابيها كانت تذوي وتذبل شيئاً فشيئا حتى فارقت الدنيا وهي مازالت اجمل وردة متفتحة على الحياة .. فكانت اول الناس لحوقاً بأبيها.. وعلينا ان نقف وقفة متأملة امام حزن الزهراء الشديد وبكائها الطويل !! أو ليست تعلم ان الدنيا هي الممر الى الآخرة .. وان الآخرة هي المستقر .. وان الموت هو وسيلة العبور من دار الدنيا الفانية الى دار الآخرة الباقية .. فعلام حزنها ؟ ولما بكائها!! لايمكن للزهراء عليها السلام ان تحزن على امر شخصي يتعلق بفقد الابنة لابيها وان ذلك امر طبيعي في الانسان .. ان حزن الزهراء لامر اخر اكبر واهم واعظم من مجرد حزنها على ابيها الراحل.. ان حزنها هو استشراق لواقع الامة الملبد بغيوم الظلم والجور والاضطهاد .. وهي تعلم ان رحيل الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو بداية اذلك التحول الذي ينذر بالكوارث والحروب والصراعات والتحولات الفكرية والانشقاقات المذهبيه .. ولعلها في لحظة استشراقها لذلك الواقع المنحرف ترى بعين بصيرتها المفتوحة على افق الغيب مقتل زوجها علي عليه السلام في محراب مسجد الكوفة وسم ولدها الحسن عليه السلام ومصرع ولدها الحسين عليه السلام في ارض كربلاء ومصارع كل الخيرين السائرين على الطريق المستقيم من يوم وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم الى يوم يبعثون ...كان حزن الزهراء (عليها السلام) حزنا على الانسانية حينما تترك طريق الله والرسل والانبياء لتمشي في طريق الشيطان حزنا على الضحايا الذين سيسقطون على طول طريق الانحراف.. لعل فاطمة كانت تنظر بعين خيالها الخصب الى صحراء كربلاء و الى تلك الاجساد الطاهرة الممزقة الى اشلاء على رمال تلك الصحراء الموحشة وتبين صورة ولدها الحسين (عليه السلام) ذلك الذي كان ينتقل من حضن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)الى حضن علي (عليه السلام) الى حضن فاطمة (عليها السلام) هذا الجسد الطاهر الذي لامس اجساد الطاهرين تدوس عليه حوافر خيل المنحرفين وتقطعه سيوف المرتدين وتفصل رأسه عن جسده ايدي المجرمين!! ويبقى لثلاثة ايام على التوالي لايجرؤ على دفنه احدِِ من الناس ، هذا الواقع الاسود المنحرف وتلك الصور المؤلمة والتي كانت فاطمة عليها السلام تنظر اليها بنور الله تعالى او بهدي من نور الرسالة كفيلا بان تؤذي فاطمة الزهراء (عليها السلام ) وتقتلها حزناً وكمداً خلال فترة قصيرة من الزمن بعد وفاة ابيها . وعلينا اليوم كمسلمين ان نعمل جهدنا من اجل عودة الابتسامة الضائعة الى فم الزهراء...وان نجفف دموعها ليس بان نبكي على ولدها الحسين (عليه السلام) فقط ، بل علينا فعل ذلك من خلال رسم سيرة الزهراء وسيرة ابيها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) . علينا جميعا ان نسير في طريق مباديء الاسلام ان اردنا للزهراء ان تفرح ولا تحزن لان الذي يُحزن الزهراء ويصادر فرحها هو انحراف الخط الرسالة ووقوعهم في شرك المباديء المادية المنحرفة ليزدادوا غربة في امتهم وبعيدا عن اسلامهم وعودة هذه الامة الى طريق الهدى والحق وانجح محاولة لعودة الابتسامة الى فم الزهراء (عليها السلام) وانحج محاولة لتجفيف دموعها التي ظلت تنزف باستمرار منذ فراقها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) فهنيئا لامة تزرع الابتسامة على شفاه ابنة نبيها ولو بعد فترة طويلة من الزمن.. وما اشقاها من امةً تلك التي تسخط خالقها وتحزن نبيها ولا تفكر بعودة الابتسامة الى فم الزهراء(عليها السلام) تلك السيدة العظيمة التي استحقت لقب سيدة نساء العالمين وهي في ريعان شبابها واستحقت تلك اللحظة للتجسيد الرائع لعقيدتها...
او بعبارة اكثر دقة.. ما الذي فعلناه من اجل الاسلام؟ ما اجمل ان نستذكر رموزنا التارخية دائما ولاننساهم ابداً لأنهم العلامات المضيئة في طريق الحياة ، هو امر في غاية الخطورة تماما مثلما ننسى اضاءة المدن والطرق السريعة ليحل الظلام وينعدم النظام وتكثر الحوادث وتقع الكوارث ، ومن هذه الرموز التارخية ثمة اسمٌ خالد في التاريخ الأسلامي.. اسم ٌمطبوع على شغاف قلب كل مسلم يعيش حياته من أجل أسلامه.. بل هو اسمٌ على شفة كل امرأةً مؤمنة مثلما مطبوع على شغاف قلبها.. انه اسم فاطمة الزهراء عليها السلام ..عاشت حياة قصيرة ولكنها حياة مثقلة بالمسؤولية فهي ابنة حامل أعظم رساله في تاريخ البشريه ، كانت تحمل هموم الانبياء وتتنفس في جو معطر بأنفاس الوحي الآلهي .. فكانت هي التجسيد الرائع والمثل الاعلى للمرأة في كل زمان .. وكيف لاتكون كذلك وهي من اهل بيت أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .. كانت لابيها الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم كالأم الحانية على ولدها المحتضنة لوحيدها حتى قال عنها الرسول صلى الله عليه واله وسلم ((فاطمة ام ابيها)).. اي معناه اني فقدت الام مذ كنت صغيراً فوجدت ذلك عند ابنتي فاطمة ..كانت فاطمة الزهراء عليها السلام ابنة نبي استطاع ان يوحد امة العرب المتفرقة على المصالح والاهواء والاحقاد ليضعها في افق الوحدانية تحت خيمة لا اله الا الله كانت تستطيع ان تعيش حياة مرفهة كبنات الملوك والقياصرة والاكاسرة .. تلبس رقيق الثياب وتأكل اطايب الطعام وتستخدم العبيد والأماء .. ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث فهي ابنة الرسول الذي جاءً رحمة للعالمين .. هذه الزهراء الغضة التي تيبستت يداها على اثر استعمال الرحى لصنع الطعام .. وتسأل ابيها خادمة فيقول لها : سأعطيك ماهو أفضل بكثير من ذلك .. ويعلمها التسبيحات بعد كل فريضة والمعروفة لدينا الآن بـ (تسبسح الزهراء) وتفرح لذلك وتنسى امر الخادمة .. وتظل هي وبعلها وأولادها بلا طعام لثلاثة ايام متتالية .. كانوا في هذه الايام الثلاثة صياماً لنذر نذروه يهبون طعام افطارهم في كل مساء لطارق يطرق بابهم مرة لمسكين واخرى ليتيم وثالثة لأسير ويزورهم النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم ليجدهم في حالة من الضعف والوهن بعد ثلاث ايام لايجدون ما يفطرون عليه الا الماء القراح .. ويفرح الرسول لذلك الأيثار الرائع لأهل بيته الكرام وينزل على اثر ذلك وحياً من السماء يشيدهم ويمجد فعلهم ويخلد ذكرهم ((ويطعمون الطعام على حبه مسكيناُ ويتيماً واسيرا انما نطعمكم لوحه الله لانريد منكم جزاء ولا شكورا )) وبعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم تتغير حياة فاطمة عليها السلام تغيراً كبيراً تماماً كما تتغير النباتات الخضراء حينما تحرم من الماء او يحجب عنها نور الشمس .. واصبحت حياتها مليئة بالوحشة ، كانت تبكي طويلاً ، ولا تكاد تفارق قبر ابيها كانت تذوي وتذبل شيئاً فشيئا حتى فارقت الدنيا وهي مازالت اجمل وردة متفتحة على الحياة .. فكانت اول الناس لحوقاً بأبيها.. وعلينا ان نقف وقفة متأملة امام حزن الزهراء الشديد وبكائها الطويل !! أو ليست تعلم ان الدنيا هي الممر الى الآخرة .. وان الآخرة هي المستقر .. وان الموت هو وسيلة العبور من دار الدنيا الفانية الى دار الآخرة الباقية .. فعلام حزنها ؟ ولما بكائها!! لايمكن للزهراء عليها السلام ان تحزن على امر شخصي يتعلق بفقد الابنة لابيها وان ذلك امر طبيعي في الانسان .. ان حزن الزهراء لامر اخر اكبر واهم واعظم من مجرد حزنها على ابيها الراحل.. ان حزنها هو استشراق لواقع الامة الملبد بغيوم الظلم والجور والاضطهاد .. وهي تعلم ان رحيل الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو بداية اذلك التحول الذي ينذر بالكوارث والحروب والصراعات والتحولات الفكرية والانشقاقات المذهبيه .. ولعلها في لحظة استشراقها لذلك الواقع المنحرف ترى بعين بصيرتها المفتوحة على افق الغيب مقتل زوجها علي عليه السلام في محراب مسجد الكوفة وسم ولدها الحسن عليه السلام ومصرع ولدها الحسين عليه السلام في ارض كربلاء ومصارع كل الخيرين السائرين على الطريق المستقيم من يوم وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم الى يوم يبعثون ...كان حزن الزهراء (عليها السلام) حزنا على الانسانية حينما تترك طريق الله والرسل والانبياء لتمشي في طريق الشيطان حزنا على الضحايا الذين سيسقطون على طول طريق الانحراف.. لعل فاطمة كانت تنظر بعين خيالها الخصب الى صحراء كربلاء و الى تلك الاجساد الطاهرة الممزقة الى اشلاء على رمال تلك الصحراء الموحشة وتبين صورة ولدها الحسين (عليه السلام) ذلك الذي كان ينتقل من حضن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)الى حضن علي (عليه السلام) الى حضن فاطمة (عليها السلام) هذا الجسد الطاهر الذي لامس اجساد الطاهرين تدوس عليه حوافر خيل المنحرفين وتقطعه سيوف المرتدين وتفصل رأسه عن جسده ايدي المجرمين!! ويبقى لثلاثة ايام على التوالي لايجرؤ على دفنه احدِِ من الناس ، هذا الواقع الاسود المنحرف وتلك الصور المؤلمة والتي كانت فاطمة عليها السلام تنظر اليها بنور الله تعالى او بهدي من نور الرسالة كفيلا بان تؤذي فاطمة الزهراء (عليها السلام ) وتقتلها حزناً وكمداً خلال فترة قصيرة من الزمن بعد وفاة ابيها . وعلينا اليوم كمسلمين ان نعمل جهدنا من اجل عودة الابتسامة الضائعة الى فم الزهراء...وان نجفف دموعها ليس بان نبكي على ولدها الحسين (عليه السلام) فقط ، بل علينا فعل ذلك من خلال رسم سيرة الزهراء وسيرة ابيها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) . علينا جميعا ان نسير في طريق مباديء الاسلام ان اردنا للزهراء ان تفرح ولا تحزن لان الذي يُحزن الزهراء ويصادر فرحها هو انحراف الخط الرسالة ووقوعهم في شرك المباديء المادية المنحرفة ليزدادوا غربة في امتهم وبعيدا عن اسلامهم وعودة هذه الامة الى طريق الهدى والحق وانجح محاولة لعودة الابتسامة الى فم الزهراء (عليها السلام) وانحج محاولة لتجفيف دموعها التي ظلت تنزف باستمرار منذ فراقها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) فهنيئا لامة تزرع الابتسامة على شفاه ابنة نبيها ولو بعد فترة طويلة من الزمن.. وما اشقاها من امةً تلك التي تسخط خالقها وتحزن نبيها ولا تفكر بعودة الابتسامة الى فم الزهراء(عليها السلام) تلك السيدة العظيمة التي استحقت لقب سيدة نساء العالمين وهي في ريعان شبابها واستحقت تلك اللحظة للتجسيد الرائع لعقيدتها...
تعليق